لم يكن «مصطفي سيد يونس» 14 عاما يعلم أن القدر لن يمهله كي يشاهد بنفسه نهاية ثورة 25 يناير، حيث راح ضحية الانفلات الأمني الذي أعقبها علي يد مجهول ذبحه بقسوة وألقي به أسفل كوبري خلف مساكن أعضاء هيئة تدريس جامعة القاهرة في بولاق الدكرور. مصطفي كان يقطن في إمبابة ويعمل بائعًا متجولاً قبل 3 سنوات حين تعرف علي صاحب محل كبابجي في بولاق وتوسم فيه الطيبة والأمانة وعرض عليه العمل معه حتي صار محبوبا من الزبائن لاجتهاده وإخلاصه «ولسانه الحلو معاهم» حسب ما قال صاحب المحل. ويروي صاحب المحل القصة ويقول: تلقيت اتصالا يوم الخميس 27 يناير الماضي من سيدة طلبت وجبة كباب وأصرت علي أن يوصلها المرحوم «مصطفي»، وأعطيته العنوان، وقلقنا عليه لأنه تأخر كثيرًا في العودة رغم أن العنوان قريب، وأبلغت والده وقمنا بتحرير محضر في قسم شرطة بولاق الدكرور، خاصة أن الوضع الأمني كان منفلتا عقب الثورة. ويكمل: طوال يومين لم نعثر عليه أو نسمع عنه شيئًا حتي تلقينا اتصالا من مستشفي بولاق يفيد العثور علي جثة شاب صغير أسفل أحد الكباري وذهبنا فورا وتعرفنا عليه، حيث ذبحه مجهول بقسوة وحتي الآن لم نعرف من قام بهذه الفعلة الشنعاء، خاصة أننا وجدنا التليفون الذي اتصلت منه السيدة خارج الخدمة والعنوان وهميًا. والد «مصطفي» حسب قول صاحب المحل، تزوج عدة مرات، وكان كثير الشجار مع إحدي زوجاته وانفصل عنها، وإن كان يشك في أنها قد تكون ذات صلة بذلك، فإنه لا يريد أن يظلم أحدًا أو يتهمه دون دليل، ويعيش في حزن دائم علي رحيل ابنه.