وقع انفجار ثالث في محطة فوكوشيما داي ايتشي النووية لتوليد الطاقة الكهربائية الواقعة شمالي اليابان، والتي تضررت بالزلزال الذي أصاب المنطقة يوم الجمعة الماضي وأمواج التسونامي التي تبعته. كان الفنيون اليابانيون يحاولون جاهدين المحافظة علي استقرار المفاعل رقم 2 في المحطة التي انفجر فيها مفاعلان آخران في الأيام الثلاثة الماضية. وبينما أكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية عدم وجود ما يشير إلي وقوع انصهار في المفاعل، قال وزير ياباني إنه من "المرجح جدا" أن تنصهر القضبان النووية في المفاعل الثالث بفعل الحرارة العالية. ولم تدل السلطات اليابانية بتفاصيل وافية عن الانفجار الثالث. وفي وقت لاحق، قال رئيس الحكومة اليابانية ناوتو كان إن حريقاً اندلع في المفاعل الرابع في محطة فوكوشيما، وإن نسبة الاشعاع قد ارتفعت بشكل ملحوظ وتجاوزت المعدلات الطبيعية. وحث سكان المنطقة المجاورة للمحطة وحتي مسافة 30 كيلومترا منها بالتزام بيوتهم. وقالت السفارة الفرنسية في اليابان إن الرياح التي تحمل مستويات متدنية من الاشعاعات النووية من محطة فوكوشيما قد تصل إلي العاصمة طوكيو في غضون الساعات العشر المقبلة وحثت السفارة الرعايا الفرنسيين علي البقاء في منازلهم واغلاق النوافذ. كما أصدرت السفارة الألمانية تحذيراً حثت فيه الرعايا الالمان وأسرهم علي تسجيل أسمائهم في قوائم طوارئ خاصة، وعلي مغادرة اليابان. وتقول وكالة رويترز إن البعض من سكان طوكيو قرروا تركها الي أماكن أبعد من موقع المحطة المنكوبة، بينما شرع آخرون بتكديس المواد الغذائية. وتعطلت الطرق والسكك الحديدية والكهرباء والمواني في معظم أنحاء شمال شرق اليابان وقفزت تقديرات الخسائر الي نحو 170 مليار دولار وقال محللون إن الاقتصاد قد ينزلق الي الركود من جديد. وأغلقت الاسهم اليابانية علي انخفاض بأكثر من ستة في المائة في أكبر هبوط منذ الازمة المالية العالمية عام 2008. في غضون ذلك، قررت عدة دول أوروبية إعادة النظر في مشاريع الطاقة النووية في ضوء ما وقع ويقع في اليابان، فقد اجلت كل من الحكومتين الالمانية والسويسرية اتخاذ قرار حول برنامجيهما النوويين، بينما عقد الاتحاد الأوروبي اجتماعاً أمس حضره وزراء وخبراء نوويون. في الوقت نفسه، نقلت وكالة كيودو اليابانية للأنباء عن حكومة مدينة مايباشي الواقعة علي بعد 100 كيلومتر شمالي العاصمة طوكيو ان مستويات الاشعاع في المدينة أعلي عشر مرات من الطبيعي. وقالت حكومة المدينة إن مستويات الاشعاع ارتفعت في طوكيو وذلك بعد أربعة أيام من الحاق زلزال وموجات مد عملاقة اضرارا بمحطة نووية في شمال شرق البلاد ولكن المستويات الآن "ليست مشكلات علي الاطلاق." وفي واشنطن، أعلنت وزارة الصحة الأمريكية في دراسة نشرت أمس أن معظم الولاياتالمتحدة ومن بينها الولايات التي توجد فيها محطات نووية، ليست مجهزة لمواجهة كارثة نووية. وجاء في هذه الدراسة التي نشرتها صحيفة "ديزاستر ميدسين اند بابلك هيلث بريبريدنيس" التابعة للجمعية الطبية الامريكية ان "معظم الولايات بالكاد تبحث التأثيرات المحتملة لاشعاعات نووية قد يتعرض لها السكان". واضافت أن نحو نصف الولايات ال38، من بينها 26 ولاية من أصل 31 توجد فيها محطات نووية، وشاركت في الدراسة عام 2010، لم تضع اي خطة طارئة لحماية المدنيين في حال حصول اشعاعات. في الوقت نفسه، أعلن ناطق باسم الحكومة اليابانية أن ارتفاعا طفيفا سجل في حرارة المفاعلين 5 و6 من المحطة النووية فوكوشيما شمال غرب اليابان التي تضررت بزلزال الجمعة. من جهته، أعلن المصرف المركزي الياباني أنه ضخ علي دفعتين ثمانية تريليونات ين (70 مليار يورو) في الأسواق المالية لدعم الاقتصاد في مواجهة تداعيات الزلزال المدمر الذي ضرب البلاد، وذلك غداة خطوة مماثلة ضخ فيها 15 تريليون ين. وفي شأن آخر، اعتبرت المنظمة غير الحكومية التي تعني بإسعاف الاطفال "سيف ذا تشيلدرن" ومقرها في المملكة المتحدة، أن الزلزال والمد البحري في اليابان تسبب بتشريد نحو مئة الف طفل.