«التضامن الاجتماعي» توافق على قيد جمعيتين بالشرقية    ضبط قضايا إتجار بالنقد الأجنبي بقيمة 14 مليون جنيه خلال 24 ساعة    مدبولي مهنئا السيسي بعيد الأضحى: أعاهدكم على استكمال مسيرة التنمية والبناء    «التعليم» تحدد حالات الإعفاء من المصروفات الدراسية لعام 2025 الدراسي    "مواجهة الأفكار الهدامة الدخيلة على المجتمع" ندوة بأكاديمية الشرطة    عضو لجنة الرقابة الشرعية: فنادق الشركات المقدمة للخمور تنضم لمؤشر الشريعة بشرط    أسعار الذهب اليوم الأربعاء 12 يونيو 2024    البورصة المصرية تطلق مؤشر الشريعة "EGX33 Shariah Index"    محافظ الغربية يتابع مشروعات الرصف والتطوير الجارية ببسيون    إي اف چي هيرميس تنجح في إتمام خدماتها الاستشارية لصفقة الطرح العام الأولي لشركة «ألف للتعليم القابضة» بقيمة 515 مليون دولار في سوق أبو ظبي للأوراق المالية    أماكن المجازر المجانية لذبح الأضاحي في الدقهلية    محافظ الفيوم يوجه بتشكيل لجنة للمرور على كافة المصانع    بلومبرج: قرار ماكرون الدعوة لانتخابات مبكرة يثير غضبا داخل حزبه    تقرير: رشقة صاروخية خامسة من لبنان باتجاه الجليل الأعلى    أ ف ب: لجنة تحقيق أممية تتهم إسرائيل و7مجموعات فلسطينية مسلحة بارتكاب جرائم حرب    الكويت: أكثر من 30 حالة وفاة وعشرات الإصابات في حريق جنوب العاصمة    اليونيسف: نحو 3 آلاف طفل في غزة يواجهون خطر الموت أمام أعين عائلاتهم    «ولا عشان معندهومش ضهر».. شوبير يهاجم موعد مباريات دورة الترقي نهارًا (فيديو)    ميرور: كومباني يستهدف ضم مدافع ليفربول لصفوف بايرن    مفاجأة صادمة لنجم الأهلي في سوق الانتقالات الصيفية    سر البند التاسع.. لماذا أصبح رمضان صبحي مهددا بالإيقاف 4 سنوات؟    محافظ أسوان يشهد حفل التخرج السنوي لمدارس النيل المصرية الدولية    عبر كاميرات المراقبة.. وزير التعليم يراقب لجان امتحانات طلاب الثانوية العامة    الذروة 3 أيام.. الأرصاد تحذر من موجة حارة تضرب البلاد في عيد الأضحى    مناسك (6).. الوقوف بعرفات ركن الحج الأعظم    ماس كهربائي.. تفاصيل نشوب حريق داخل شقة في العمرانية    والدة طالب الثانوية الذي مُنع من دخول امتحان الدين ببورسعيد: «ذاكروا بدري وبلاش تسهروا»    المهن السينمائية تنعي المنتج والسيناريست الكبير فاروق صبري    أفضل أدعية يوم عرفة.. تغفر ذنوب عامين    توقيع بروتوكول تعاون ثنائي بين هيئة الرعاية الصحية ومجموعة معامل خاصة في مجالات تطوير المعامل الطبية    بايدن يدرس إرسال منظومة صواريخ باتريوت إلى أوكرانيا    رئيس إنبي: لم نحصل على أموال إعادة بيع حمدي فتحي.. وسعر زياد كمال 60 مليون جنيه    ترتيب مجموعات أفريقيا في تصفيات كأس العالم بعد الجولة الرابعة    تفاصيل مشاجرة شقيق كهربا مع رضا البحراوي    السكك الحديدية: تعديلات جديدة على القطارات الإضافية خلال عيد الأضحى    تعرف على التأخيرات المتوقعة لبعض القطارات اليوم بالسكة الحديد    بدأ مشوار الشهرة ب«شرارة».. محمد عوض «فيلسوف» جذبه الفن (فيديو)    طفرة تعليمية بمعايير عالمية    وزير الأوقاف يهنئ الرئيس السيسي بعيد الأضحى المبارك    دار الإفتاء: يجوز للحاج التوجه إلى عرفات فى الثامن من ذى الحجة يوم التروية    "مقام إبراهيم"... آيةٌ بينة ومُصَلًّى للطائفين والعاكفين والركع السجود    مصطفى مدبولى يهنئ الرئيس السيسى بعيد الأضحى المبارك    احذري تعرض طفلك لأشعة الشمس أكثر من 20 دقيقة.. تهدد بسرطان الجلد    وزير الصحة: تقديم كافة سبل الدعم إلى غينيا للتصدي لالتهاب الكبد الفيروسي C    أفلام عيد الأضحى تنطلق الليلة في دور العرض (تفاصيل كاملة)    نقيب الصحفيين الفلسطينيين: موقف السيسي التاريخي من العدوان على غزة أفشل مخطط التهجير    ماذا يحدث داخل للجسم عند تناول كمية كبيرة من الكافيين ؟    استشهاد 6 فلسطينيين برصاص إسرائيلي في جنين بالضفة الغربية    هيئة الدواء: هناك أدوية ستشهد انخفاضا في الأسعار خلال الفترة المقبلة    «الزمالك بيبص ورا».. تعليق ناري من حازم إمام على أزمة لقب نادي القرن    عاجل.. تريزيجيه يكشف كواليس حديثه مع ساديو ماني في نهائي كأس الأمم الإفريقية 2021    زواج شيرين من رجل أعمال خارج الوسط الفني    الفرق بين الأضحية والعقيقة والهدي.. ومتى لا يجوز الأكل منها؟    خلال 3 أشهر.. إجراء عاجل ينتظر المنصات التي تعمل بدون ترخيص    نقيب الصحفيين الفلسطينيين ل قصواء الخلالى: موقف الرئيس السيسي تاريخى    عصام السيد يروى ل"الشاهد" كواليس مسيرة المثقفين ب"القباقيب" ضد الإخوان    بالفيديو.. عمرو دياب يطرح برومو أغنيته الجديدة "الطعامة" (فيديو)    حظك اليوم| الاربعاء 12 يونيو لمواليد برج الميزان    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



المفكر الكبير طارق حجى فى صالون «روزاليوسف»: على الشعب أن يحمى30 يونيو بالمشاركة ب«نعم» فى استفتاء الدستور

تعيش مصر فترة عصيبة منذ ثورة 30 من يونيو التى أطاح فيها الشعب بحكم الإخوان، فمنذ ذلك الحين، والبلاد كادت تنحدر إلى منزلق الفوضى والعنف بسبب نشاط جماعة الإخوان الإرهابى الذى يهدف إلى إسقاط الدولة، ولم يقتصر الأمر على تحركات المحظورة الداخلية فقط، بل تطور إلى مجموعة من الضغوط الخارجية التى يمارسها بعض الدول المؤيدة للرئيس المعزول وجماعته، بما يشكل تهديدا خطيرا للسلم والأمن العام فى المجتمع المصرى. ولأن الصورة والمشهد السياسى فى مصر كان بحاجة إلى جلاء ورؤية مستقبلية ورغبة أكيدة وحثيثة فى الحفاظ على الثورة ومكتسباتها، فكانت ندوتنا عن (دور المشاركة الشعبية فى مواجهة الإرهاب والحفاظ على مكتسبات الثورة)، التى لبى الدعوة إليها المستشار الدكتور طارق حجى الكاتب والمفكر السياسي، للحديث باستفاضة حول الشأن العام والوضع الداخلى وكيفية الخروج من المأزق الحالى ومشاركة الشعب فى مكافحة الإرهاب.
كما حضر الندوة عدد كبير من الخبراء الاستراتيجيين والأمنيين وهم اللواءات: مدحت الغرباوى وأحمد الشاهد ومجدى عبد الحق وهمام لاشين ومدحت عبد الحميد وصلاح فهمى ومصطفى العربى وحمدى الجزار ومصطفى راضى وأحمد الفولى ومحمد يوسف ووجيه عبد السلام وكمال زهران وعاصم قنديل، وكان من الضيوف أيضا المذيعة حنان منصور ومنى عامر. طارق حجى هو كاتب ومفكر ليبرالي، ولد فى 12 أكتوبر 1950 بمحافظة بورسعيد، يركز فى كتاباته على نشر قيم الحداثة، الديمقراطية، التسامح وحقوق المرأة بالشرق الأوسط باعتبارها أفكارًا عالمية والسبيل إلى تقدم المنطقة.
والدكتور طارق حجى واحد من أبرز مفكرى «الليبرالية» فى مصر وأصدر عشرات الكتب المهمة فى نقد أفكار التطرف والدعوة للتنوير وإشاعة العقلانية فى بلادنا التى نكبت على مدار عام بحكم «الإخوان».. عن هذه الجماعة وما فعلته ومستقبل بالبلاد فى ظل «خارطة الطريق» والعقبات التى تواجه الحكومة الحالية يتحدث المفكر الكبير تلميذ «العقاد العظيم» ووارث تعدد المواهب منه ومن جيله.
وإلى نص الحوار الممتد فى ندوة «روزاليوسف»
درس المستشار طارق حجى بكلية الحقوق بجامعة عين شمس، خلال مرحلة الليسانس ثم بقسمى الدراسات العليا والدكتوراه بجامعة عين شمس وجامعة جينيف بسويسرا.
عمل مدرسًا مساعدًا ومدرسًا للاتفاقيات الدولية بكلية الحقوق بجامعة فاس المغربية (8 سنوات حتى 1979). كما عمل من 1979 إلى 1986 بالمكتب الرئيسى لشركة «شل» العالمية للبترول فى هولندا وبريطانيا كخبير فى شئون الطاقة فى الشرق الأوسط، ثم عمل خلال السنوات من 1986 إلى 1996 رئيسًا لشركات «شل» العالمية للبترول. تفرغ منذ صيف 1996 لإدارة شركته الخاصة (تانا لبترول الشرق الأوسط بالمملكة المتحدة) ولأنشطته الثقافية المتعددة. إلى جانب مؤلفاته الأكاديمية، فقد نشر اعتبارًا من أوائل سنة 1978، 21 كتاباً بالعربية والإنجليزية تتعلق بقضايا الشرق الأوسط السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والتعليمية.
اختير لعضوية مجالس إدارات ومجالس أمناء عشرات من مراكز البحوث والمؤسسات الثقافية فى الولايات المتحدة وكندا ومصر.. من بينها عدد من دور الأوبرا العالمية.
ألقى الكثير من المحاضرات باعتباره أحد المنظرين الليبراليين المعاصرين فى كثير من جامعات العالم مثل: أكسفورد، طوكيو، ملبورن، سيدني، برنستون، كولومبيا، كينجز كولدج، كولورادو، معهد هايك بفيينا، جامعة إراسموس بهولندا، الجامعة الأمريكية بالقاهرة، جامعة كاليفورنيا فى بركلى، وغيرها من الجامعات العلمية والمراكز البحثية خصوصًا ما يتعلق بالشرق الوسط.
فى بداية اللقاء تحدث الدكتور طارق حجى قائلا: إن الوضع فى مصر بعد 30 يونيو يشبه «قطار خارطة الطريق»، الذى يستهدف المرور ب 4 محطات، الأولى هى إنهاء حكم الإخوان، والثانية هى صدور دستور جديد يتوافق عليه المصريون، والثالثة هى اختيار البرلمان، وربما اختيار رئيس قبل البرلمان، الذى يجب ألا يصل من خلال شراء الأصوات كما كان يفعل الإخوان، ولكن عن طريق اختيار حر ونزيه، وأعتقد أن هناك قافلة تريد أن تجهض خارطة الطريق، لأن الإخوان تبنوا الضجيج خارج مصر، وسوف تتحول الخريطة السياسية أمام الدول الأخرى.
حجى أوضح أن هناك صورة ثلاثية الأبعاد، هى: أصحاب خارطة الطريق، ومن يريد إجهاضها، والطرف الثالث هو شعب 30 يونيو، الذى يجب أن يحمى ثورته من خلال تعلمه من الدروس المستفادة خلال ال3 سنوات الأخيرة اقتصاديا واجتماعيا وأمنيا، مؤكدًا أنه فى حالة خروج الشعب بنفس حماس 30 يونيو للاستفتاء على الدستور، واختيار أعضاء البرلمان والرئيس، فإنه سيكون قد قام بدوره تجاه 30 يونيو، وعليه أن يحمى ثورته سياسيا وإعلاميا، ومثلما شارك الإعلام بقوة فى الإطاحة بنظام مبارك ونظام الإخوان، فإنه اليوم مطالب بمهمة أكبر، فالهدف الرئيسى لمن يحاربون «خارطة الطريق» هو ألا نصل لرئيس منتخب ليكون تصويرهم للعالم أن مرسى رئيس شرعى منتخب من 13 مليون مصرى ولا يوجد غيره، وتبقى كلمة «الشرعية»، ومن دون حشود شعبية مماثلة ل30 يونيو؛ فإن فرص المعوقين تزداد لإجهاض المسيرة، وستكون الإرادة الشعبية هى اللغة الحاسمة فى النهاية، ونحتاج إلى أن يرى الناس قوة الإرادة الشعبية، وكل منا له دوائر قادر على التأثير عليها، ولا بد أن يؤمن الناس بالمشاركة، لأن الميل للسلبية موجود بالفعل.
مستطردًا: لا شك أن هناك تغييرًا فيما يسمى ب«حزب الكنبة» أو السلبيون، وأخشى ألا يحدث إقبال على الاستفتاء على الدستور بسبب الحديث حوله، الذى يفتح الباب للعديد من الشائعات التى الغرض منها وضع عقبات أمام تنفيذ «خارطة الطريق»، التى تضمن أن نشكل الدستور والبرلمان والرئاسة، وأرى أن عزيمة المصريين وإرادتهم الصلبة لإنجاح خارطة الطريق، ستكون هى السلاح الرئيسى فى وجه من يحاول إفساد مستقبل مصر، فأهم شىء للنجاح فى الحياة المشاركة بدلا من السلبية، وسبق أن كتبت عن سلبية أصوات الأقباط فى مصر، فهم لا يريدون أن يكون لهم صوت خارج الكنيسة، وهم بهذا يحتمون سياسيا بالدين، ويخلطون بين الدين والسياسة.
طارق أشار إلى أن المرأة وأنصار الدولة المدنية والأقباط شركاء فى 30 يونيو، ولا ننكر أن مصر كانت فرعونية، وإسلامية عربية، وإغريقية رومانية، وحديثة أيضا، واللغة العربية هى إطار ثقافة الأقباط، فحماية الثورة إعلاميًا أمر غاية فى الخطورة، فلماذا يستضيف بعض الإعلاميين ضيوفا يبثون السم للجمهور على مدار ساعات على شاشات التليفزيون.
وحول نشأة الإخوان.. قال إنهم فى بداية الأمر نشأوا بالسعودية، وكان اسمهم فى البداية «الإخوان» فقط.. وليس بها كلمة المسلمين وفى هذا السياق لا يفوتنى أن أذكر كم أتألم من ذكر كلمة الإسلام والمسلمين فى غير السياقات الصحيحة لها فحسن البنا مؤسس جماعة «الإخوان المسلمين»، كان كثير الزيارات إلى السعودية، وكانت هناك علاقة بينه وبين الملك الراحل عبد العزيز آل سعود قبل تكوين جماعة الإخوان، وكان الوسيط بينهما شخص يدعى «رشيد رضا» وهو سورى الجنسية، وهناك مدرستان داخل جماعة الاخوان، الأولى منهجها أنه عن طريق الدعوة سيتم الوصول للحكم، إذ سيكون الحاكم مسلما، والأخرى منهجها محاربة المجتمع الكافر؛ فكل من لا يسير على أفكارهم يكون كافرا، واكتسبوا من هذا المسمى بعد ذلك تعاطفا وودا، ولكن المصريين اكتشفوا بعد حكم الإخوان لعام واحد، أنهم عينوا أنفسهم وصايا باسم الدين، وأنهم كاذبون، مؤكدًا أن مؤسس الجماعة الإسلامية فى أواخر السبعينيات هو الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح، وهو أيضا الأب الروحى للجماعة الإسلامية، مشيرًا إلى أن محمد سليم العوا وأحمد كمال أبو المجد عضوان فى منظومة الإخوان.
وأضاف «حجي»: حسن البنا أنشأ جماعة الإخوان بدعم من السعودية، والسلطات البريطانية هى التى أنشأت الإخوان فى مصر، والقنصلية الفرنسية هى التى كانت تسدد إيجار مقر الإخوان، مشيرا إلى أن الإخوان دائمًا يكسبون فى انتخابات النقابات بنسبة 12% فى جميع النقابات، وعلى المصريين أن يعلموا أنه فى ظل السلبية من الممكن يعود الإخوان إلى الحكم.
وعن الإعلام، فأكد أنه قادر على حماية الثورة بنسبة ما، فهو لديه رسالة مقدسة بالمشاركة فى الوصول بالسفينة لبر الأمان، ولكن تم رصد ميزانيات للتخريب، وهى معلنة، وتزيد على 60 مليار جنيه لتخريب مسيرة اختيار رئيس منتخب فى مصر، والطرف الآخر عازم على إجهاض المسيرة والخروج بالقطار من على القضبان، وتساندهم القوى الأعظم فى العالم وتركيا وقطر والاتحاد الأوروبى، وأكد أن قناة «الجزيرة» تحمل كراهية وعداء لمصر، مشيرًا إلى أنها كانت تتمتع بمصداقية فنية وإعلامية خلال السنوات الماضية إلا إنها فقدتها الآن، كاشفًا أن الجميع ينظر لها الآن كجهاز إعلامى «أفّاق» بسبب محاولات قطر أن يكون لها دور سياسى، مؤكدا أنه على الشعب حماية ثورته بمحافظته على الأمن.
وقال: يشغلنى سكوت أبناء وبنات 30 يونيو على ما يحدث من تخريب، ويجب أن يوضح الإعلام أن من حرق 4 آلاف سيارة شرطة و135 قسم شرطة هم ليسوا من عملوا لجان شعبية للحفاظ على الأمن.
أما عن الشائعات ومحاولات تكريه المصريين فى الجيش والأمن؛ فيرى المفكر السياسى أن ذلك نتيجة عمل تخريبى من الإخوان، فلا يصح تحقير قواتنا المسلحة بكلمة «العسكر»، فهى كلمة قديمة كانت تستخدم أيام المماليك، وبها استهانة، ولم تكن متداولة فى مصر قبل الإخوان، ففى مصر قوتان، قوة فوق الأرض ممثلة فى القوات المسلحة، وقوة تحت الأرض هى «الإخوان المسلمون» التى تستخدم الشائعات فى عملها.
وهنا حكاية مهمة فيما يخص الشائعات، لأن العرب دائما كانوا ينسبون لليهود قوة ليست فيهم، حتى إنهم يقولون «يا ليت عندنا مثل القوة التى ينسبها إلينا العرب»، فإسرائيل محظوظة منذ عام 1948، إذ قال إسماعيل صدقى واصفا ما سيفعله العرب مستقبلا فى إحدى خطبه التى احترقت فى حريق المجمع فى أثناء الحادث الذى تعرض له بعد الثورة «سوف يواصل العرب هوايتهم التاريخية فى أن يتركوا الممكن.. ويسيروا وراء المستحيل»، وبالمناسبة.. هذه الخطبة النسخة الأخرى منها موجودة فى تل أبيب، ومكتوبة باللغة العبرية لديهم على شبكة الإنترنت.
وبالحديث عن ثورة 25 يناير؛ يؤكد حجى أن الإخوان هم الجهة المستفيدة الأولى من سقوط مبارك، وهم المسئولون عن «موقعة الجمل»، إضافة إلى أن الحديث الدائر الآن فى الخارج ممن يتابعون المشهد السياسى فى مصر، هو عن انفراط عقد أنصار 30 يونيو، وعليهم أن يحافظوا على 30 يونيو بعمل الدستور وأن يشاركوا فى التصويت عليه بنفس نسبة مشاركتهم فى 30 يونيو، خصوصا أن الإخوان أساتذة فى جانب مهم ويجيدون لعبة سياسية معينة، هى اللعب على الدوائر الكبيرة، وكراسى القوائم الكبيرة والفردى والعمال والفلاحين.
وحول الجهات الخارجية التى تسعى للوصول بمصر إلى مجتمع فاشل فوضوى، أوضح أنها أمريكا وتركيا والاتحاد الأوروبى وقطر، ونبدأ بقطر: فهى لديها ربع احتياطيات العالم من الغاز الطبيعى وروسيا مثلها، والاقتصاد الروسى لديه 11 مليون برميل بترول يوميا، ويستهلك منها 5 ملايين ويصدر الباقى، والجهة الوحيدة التى يكمن أن تحل محلها فى تصدير البترول للاتحاد الأوروبى هى قطر فقط وهى معنية بذلك، كما أن قطر لديها قاعدة أمريكية هى الأكبر خارج أمريكا.
فى أحد لقاءاتى بالشيخة موزة وأمير قطر، سألتنى كيف أرى دولتهم قطر، فرويت لها مشهدا رأيته هناك مكوناته كالآتى: أكبر قاعدة عسكرية أمريكية (العديد).. بجوارها مكتب تمثيل (إسرائيل) يليه مكتب تمثيل (حماس).. يليه (إيران) وبجوارها قناة «الجزيرة»، فرد الأمير قائلا: هذه هى اللعبة.. أن تكون على علاقة بجميع الأطراف، ولا نريد أن نهدم أو نغفل تاريخ الدم بين قطر والسعودية، فقطر لا تفهم لماذا تتزعم مصر العالم العربى إسلاميا، إذ تريد قطر أن تكون هى «زعيم المنطقة»، فهى صاحبة مصلحة سياسية واقتصادية فى أن تهدم مصر والسعودية، والأخيرة لم تقبل استمرار الدور القطرى بها، فالمظاهرات فى الرياض كانت ممولة من السفير القطري، فهى دولة لديها تريليون دولار، هذه الميزانية تستغلها الاستخبارات الأمريكية، بل إنها ميزانية طائلة جدا للعب الأدوار السياسية الكبرى، وهنا يلاحظ أن الدورالقطرى أكبر من أن تخطط له قطر نفسها، فالتخطيط يتم لها، وهو الدور الذى قامت به أمريكا، فاللاعب الرئيسى فى المنطقة هو أمريكا، التى لُطمت على وجهها فى 11 سبتمبر، وكانت بعدها أمام خيارين، إما أن تصطدم مع هذا التيار وإما أن تحتويه، وقد اختارت احتواء تيار الإسلام السياسى لأنها تعلم أن الصدام معناه حرب مع أناس قيمة الموت لديهم أعلى من قيمة الحياة، فساعدتهم على الوصول للحكم فى بلادهم، مقابل الحفاظ على أمن إسرائيل؛ إذ إن الإدارة الأمريكية اتفقت مع جماعة الإخوان على تدعيمها للوصول إلى السلطة، مقابل السيطرة على حركة «حماس» ومنعها من شن هجوم على إسرائيل، مشيرا إلى أن الاتفاقية التى وقعتها «حماس» مع إسرائيل كانت برعاية المرشد العام للإخوان محمد بديع، وليس الرئيس المعزول محمد مرسى، لأنهم يدركون جيدا واقع الأمر داخل مكتب الإرشاد الذى فسرته جملة الكاتب الكبير أحمد فى أثناء الانتخابات الرئاسية (كيف تكون اختيارى الأول ولم أنت اختيار مرشدك)، ونجد أن أمريكا عندما قصفت أفغانستان لمدة عامين.. لكنها لم تقدر على أسامة بن لادن، فهى كانت تحوز 75% من الاقتصاد العالمي، أما الآن فأصبح 49% فقط، وكان يليها الاتحاد الأوروبى.. والآن تليها الصين، وهذا يعنى تراجع قوة أمريكا.
قال حجى: إن الأيام ستظهر أن مصر كانت بين جبهتين تعملان ضدها من الداخل والخارج، فأعداء الخارج هم: تركيا وقطر والولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبى، مشيرا إلى أن قطر موقفها واضح، فهى تسعى إلى أن تكون المصدر الأساسى للغاز بدلا من روسيا، مشيرا إلى أن أردوغان اكتسب قوته من النجاح الاقتصادى، ولكن حاليا قوته بدأت فى التراجع بسبب تقطيعه لأوصال المجتمع التركى وهذا ما سيؤدى لانهياره.
وتابع: الإخوان كل ما يريدونه من أمريكا هو حكم بلادهم، لذا تركتهم أمريكا الوصول للحكم مع أخذ تعهدات عليهم بحماية مصالح أمريكا وإسرائيل، وحتى لو لم تكن لديهم خبرة وممارسة الحكم فهم كانوا يريدون أن يتعلموا فى بلادهم وأوطانهم وشعوبهم، وقدموا تعهدات بأن إسرائيل لن يمسها أحد عندما يحكمون، وعندما حكم مرسى.. تم توقيع أول معاهدة واتفاق بعد 160 يوما بين حماس وإسرائيل، بعدم العدوان عسكريا أو اجتماعيا أو اقتصاديا، فالإخوان لهم سطوة وسيطرة عليهم لأنهم فرع الإخوان فى عزة تحت اسم حماس، وقد أثبت الإخوان لأمريكا نظرتهم التى قدموها لهم من قبل، لكن يلاحظ أن الغالبية التى أعطت مرسى أصواتها كانت من أجل أنها ترى أن شفيق لا يصلح للحكم فى مصر، وليس اقتناعا بالإخوان.
وأكد حجى أنه سعد بوصول الإخوان إلى الحكم.. حتى يعرفهم الشعب جيدا، ولن يتعاطف المصريون معهم مرة أخرى بعد اكتشاف مساوئهم واستغلالهم حب الشعب للدين وتحقيق مصالحهم فقط، مؤكدا أن جماعة الإخوان كانت تريد رحيل الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، وتأتى بالشيخ يوسف القرضاوى بديلا له، موضحًا أن القرضاوى غادر مصر منذ 60 عامًا، وكان يحمل للشعب المصرى كراهية هو الآخر.
وأشار إلى أن رأيه تغير فى الدكتور محمد البرادعى مؤسس حزب الدستور بعد موقفه الأخير.. موضحا أن الشعب المصرى كان يرى البرادعى غريبا منهم، مشددًا على أنه يجب صياغة دستور جديد وتوضيح العلاقة بين الدين والدولة قبل الانتخابات.
كما أكد حجى أن سيناريو أمريكا الأول قد فشل، إذ كانت تسعى إلى تمكين الإخوان المسلمين من الحكم فى مصر وجميع البلاد العربية السنية، مضيفا أن السيناريو الثانى الذى تعمل عليه الآن واضح فى محاولات إجهاض «خارطة الطريق»، وهو ما نراه كل يوم جمعة من مظاهرات وعنف وما سيفوت عليها الفرصة هو الانتهاء من الدستور، مشددا على ضرورة عدم الالتفات إلى من يريدون تعطيل مسار الخارطة وأهمية استقرار الوضع الأمنى للسيطرة على من يسعون إلى تعطيل تلك الخارطة، وإنجاح خارطة الطريق هو إنجاح مصر.. لأن نمط التفكير عند الغرب عموما يعتمد على وجود سيناريوهات متعددة وليس سيناريو واحد، فإذا فشل الأول كان الثانى جاهزا وهكذا.
وأضاف حجى أن الكثير من مواد الدستور جيدة وهو أفضل بكثير من دستور 1971، مشيرا إلى ضرورة تأكيد مدنية الدولة وعدم وضع قيود على بعض النقاط مثل منع المرأة أو القبطى من تولى منصب رئيس الجمهورية، وعدم الاعتراف إلا بالأديان الثلاثة كل هذا غير مقبول.
وقال: إن الإسلاميين فى مصر يروجون لمصطلح العلمانية على أنه الإلحاد والشذوذ والكفر وما إلى ذلك، ولا ينظرون إلى تقدم الدول الغربية من خلال مدنية الدولة، إذ إن الإسلاميين لا يريدون أن يعلموا أن العلمانية هى فصل الدين عن السياسة وليست فصل الدين عن المجتمع، مؤكدا أن فصل الدين يحقق مدنية الدولة التى ترعى مصالح الكل.
المفكر الليبرالى طارق حجى وصف رافعى شعار «لا للعسكر» بأنهم «خونة»، رافضا وضع المؤسسة العسكرية فى صف واحد مع جماعة الإخوان، لأن الإخوان يفضلون العمل تحت الأرض، ولا يستطيعون العمل فى النور، لأن ذلك يدفع الشعب إلى معرفة مشروعهم الظلامى.
من جانبه قال اللواء مصطفى راضى مساعد وزير الداخلية الأسبق فى مداخلته: إن الحماية الشعبية لابد لها من تنظيم وتوحد بدلا من العشوائية، ولا يعجبنى الانتقاص من سلطات رئيس الجمهورية، متسائلا: فى 30 يونيو كيف خرج 30 مليون مصرى؟ إنهم خرجوا بسبب وجود دعوة سابقة من شخصية، ويجب تعريف الجمهور بالمفاهيم، وتجميع القوى حول هدف واحد.
فيما وجه اللواء صلاح فايد سؤاله إلى المفكر السياسى: هل أفرزت ثورة 25 يناير كل ما هو سيئ فى الشعب المصرى؟ هذا جانب.. ومن جانب آخر، فى 19 سبتمبر قابلت الرئيس الروسى.. فماذا دار بينكما؟
رد طارق حجى: لدى 4 صفحات على «فيس بوك» بها 50 ألف عضو منها صفحتان مفتوحتان بهما شتائم من أقذر الكلمات، وجميعهم وضعوا صورًا لمرسى أو كاتبين لفظ الله، ثم.. لقد أتيح لحسنى مبارك فرصة على مدار 30 سنة ليفعل أى شىء، لكنه انشغل بأمرين، وهما ألا يفعل شيئا فى نصف حكمه الأول.. كانت معدلات النمو صفرًا، وفى النصف الآخر من حكمه كان «الأولاد كبروا»، فأصبح هناك خلط بين الجهل والفساد.
فى 19 سبتمبر قابلت الرئيس الروسى بوتين.. وهو شخصية تاريخية ولا يقارن برؤساء أمريكا، وهو عظيم المزايا الشخصية وأجرى مجموعة من الأبحاث عن 100 شخص فى العالم وكنت أحدهم، وكان هذا اليوم قد أوقف فيه الضربة الأمريكية على سوريا، فالأقليات فى سوريا متخوفة من سقوط نظام بشار الأسد، لافتاً إلى أن قطر لها دور كبير فيما يحدث بسوريا الآن، لأن بديل بشار أسوأ منه، ومن الغباء المقارنة بين بقاء بشار أو فوز المعارضة، وروسيا هى الدولة الوحيدة القادرة على وضع سيناريو ثالث ولا يعيد سيناريو العراق، وقال إنه منبهر بمصر، وإنه درس تاريخ الأسرة الفرعونية التى بدأت بأحمس وانتهت بحور محب ، ورمسيس الأول الذى حكم مصر سنة واحدة ثم جاء ابنه بعد ذلك، وهو يفهم أن أمريكا ليست فى قدرة تؤهلها لحرب ثانية، لأن قدرتها المالية ضعيفة، وطالبته بالحضور لمصر، ولفت إلى ضرورة أن تتجه مصر للتحالف مع روسيا الفترة المقبلة، بدلا من أن تظل ملقاة فى «الحضن الأمريكى»، فرد بأن زيارته لمصر حاليا ستمثل قدرا من التحدى للإدارة الأمريكية أكثر مما ينبغى، لذلك قرر تأجيلها.
أما اللواء مجدى عبد الحق فطرح تساؤلا: هل كانت ثورة 25 يناير ثورة أم مؤامرة؟ وإذا كانت ثورة.. فهل 30 يونيو كانت ثورة أخرى أم تصحيحًا لثورة يناير؟ وأننا مازلنا نحكم بحكم ديكتاتوري.. فهل هناك وقت معين سوف نحقق فيه الحرية والديمقراطية للمصريين؟
فأجاب حجى: إن طهارة ونبل 30 يونيو تبدو لى شبه كاملة، و25 يناير كانت ثورة وقد قيل الكثير عنها الكثير، ولو قلنا إننا أمام ثورتين، فالثانية تجب الثورة الأولى، وما شابها هو ركوبها من الإخوان، ولست مع نظرية المؤامرة، بل مع فكرة الصراع الذى دائما هو صراع مصالح، فما يحدث فى العالم سببه الرئيسى هو الصراع.
وتحدث الكاتب رشاد كامل عن فكرة التركيز على دور الجيش وقال: سأسترجع 3 مواقف، منها أن الكتب الغربية التى صدرت عن أحمد عرابى تركت الثورة العرابية وركزت على مؤسسة الجيش والحياة الديمقراطية الحرية والإصرار على الدستور، وثورة 1919 كل الكتب والمذكرات التاريخية لقياداتها ركزت على الثورة الشعبية وأن الفضل الأكبر كان لسعد زغلول، وبعض المذكرات ركزت على الجيش المصرى وناصر سعد زغلول، وفى ثورة 1952 كانت ثورة جيش ساندها الشعب، يناير ثورة شعب حماها الجيش وسرقها الإخوان، و30 يونيو هى صيحة بطل مصرى تمثل فى أحمد عرابى وسعد زغلول، والشعب المصرى يمثل بأنه فهلوى ولكن وقت اللزوم تجد 30 مليون فدائى. بينما طالب اللواء أحمد الفولى عضو الهيئة العليا للوفد الكاتب والمفكر بالحديث عن التحدى المستقبلى وأوله الدستور، فنحن الآن نسير على النظام القديم، ولم نر ما يتناسب مع الفكر الجديد، ولم تحدث توعية للجماهير حتى الآن، ويجب أن يوعيهم الإعلام والحركات الثورية والائتلافات.
فأجاب حجى: إن السيسى قضى على 75% من الفساد فى نظام إرساء العقود داخل القوات المسلحة خلال العام الذى كان فيه وزيرا للدفاع فى أثناء حكم الإخوان حسبما تؤكد التقارير الأمريكية، وتوجد بداخله وطنية وعبق من التاريخ وإدارة حديثة وفكر مميز، فهو يختلف عمن جاء قبله. وطالب حجى الفريق أول عبد الفتاح السيسى، بالترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة، لأنه يمتلك أدوات وإمكانيات لا يمتلكها غيره. ثم تحول حجى بكلامه إلى المستشار عدلى منصور رئيس الجمهورية المؤقت، حيث أشار إلى أنه لم يكن يرغب فى هذا المنصب إلا أنه اضطر إلى توليه.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.