ضمن المومياوات التي تعرض في المتاحف، وربما مازالت مدفونة حتي اليوم، مومياء لجثمان النبي يعقوب، قالت التوراة إن المصريين حنطوا جثمانه بعد موته بأمر من يوسف النبي ابنه هذه المومياء لم يتم التعرف عليها حتي اليوم؟ ولم يتصادف العثور عليها في مصر أو في فلسطين، وحتي لو تم العثور علي بعض المومياوات هنا أو هناك، هل من الممكن التعرف علي مومياء النبي يعقوب؟ هل احد منا يعرف ملامحه؟ وما مصير هذه المومياء؟ قبل أن نحاول الإجابة عن هذه الأسئلة نتعرف أولا عما ذكرته النصوص التوراتية حول ظروف وفاة يعقوب النبي وتحنيط جثمانه ودفنه؟ عندما اشرف يعقوب علي الموت جمع أولاده حوله وألقي عليهم وصيته الأخيرة، ثم طلب منهم أن يدفنوه مع آبائه، إسحق وإبراهيم، قال: ادفنوني عند آبائي في المغارة التي في حقل عفرون الحثي، في المغارة التي في حقل المكفيلة أمام ممرا في أرض كنعان، التي اشتراها إبراهيم مع الحقل من عفرون الحثي، هناك دفنوا إبراهيم وسارة امرأته، وهناك دفنوا اسحق ورفقة امرأته وهناك دفنت ليئة(زوجة يعقوب) .. ولما فرغ يعقوب من توصية بنيه ضم رجليه إلي السرير واسلم الروح وانضم إلي قومه التكوين49:29 33" .. فوقع يوسف علي وجه أبيه .. وأمر عبيده الأطباء أن يحنطوا أباه، فحنط الأطباء إسرائيل(يعقوب) وكمل له أربعون يوما، لأنه هكذا تكمل أيام المحنطين، وبكي عليه المصريون سبعين يوما، وبعدما مضت أيام بكائه كلم يوسف بيت فرعون قائلا: إن كنت قد وجدت نعمة في عيونكم فتكلموا في مسامع فرعون قائلين، أبي استحلفني قائلا: ها أنا أموت في قبري الذي حفرت لنفسي في أرض كنعان هناك تدفنني، فالآن اصعد لأدفن أبي وأرجع، فقال فرعون: اصعد وأدفن أبيك كما استحلفك، فصعد يوسف ليدفن أباه وصعد معه جميع عبيد فرعون شيوخ بيته وجميع شيوخ أرض مصر، وكل بيت يوسف وأخوته وبيت أبيه، وصعد معه مركبات وفرسان فكان الجيش كثيرا جدا، فأتوا إلي بيدر اطاد الذي في عبر الأردن، وناحوا هناك نوحا عظيما وشديدا جدا وصنع لأبيه مناحة سبعة أيام، فلما رأي أهل البلاد الكنعانيين المناحة في بيدر اصطاد قالوا: هذه مناحة ثقيلة للمصريين، لذلك دعا اسمه ايل مصرايم الذي في عبر الأردن.. حمله بنوه إلي أرض كنعان ودفنوه في مغارة حقل المكفيلة التي اشتراها إبراهيم مع الحقل من عفرون الحثي أمام ممرا التكوين 50: 1 14"، والنبي إبراهيم عندما ماتت زوجته سارة كان يعيش علي هامش كنعان(فلسطين) فذهب إلي أهلها حسب رواية التوراة، وطلب منهم شراء قطعة أرض يدفن فيها زوجته، وقطعة الأرض هذه كانت بها مغارة تسمي المكفيلة، قام بدفن زوجته فيها، كما دفن هو أيضا فيها فيما بعد وكذلك ابنه إسحق وزوجته، والتوراة ذكرت كيف اشتري إبراهيم الحقل بالمغارة، كما أشارت النصوص إلي حدود الحقل وموقعه، حيث ذهب إبراهيم قائلا:" أنا غريب ونزيل عندكم أعطوني ملك قبر معكم لأدفن ميتي من أمامي، فأجاب بنو حث إبراهيم قائلين له: اسمعنا يا سيدي أنت رئيس من الله بيننا في أفضل قبورنا ادفن ميتك لا يمنع أحد منا قبره عنك حتي لا تدفن ميتك، فقام إبراهيم وسجد لبني حث، وكلمهم قائلا: إن كان في نفوسكم أن ادفن ميتي من أمامي فاسمعوني والتمسوا لي من عفرون بن صوحر، أن يعطيني مغارة المكفيلة التي له في طرف حقله بثمن كامل. وكان عفرون جالسا بين بني حث فأجاب عفرون الحثي إبراهيم في مسامع بني حث لدي جميع الداخلين باب مدينته قائلا: لا يا سيدي اسمعني الحقل وهبتك إياه والمغارة التي فيه لك وهبتها لدي عيون بني شعبي، وهبتك إياها أدفن ميتك، فسجد إبراهيم أمام شعب الأرض، وكلم عفرون في مسامع شعب الأرض قائلا: أعطيك ثمن الحقل خذ مني فادفن ميتي هناك، فأجاب عفرون إبراهيم قائلا له، سيدي اسمعني الأرض بأربع مائة شاقل فضة.. فسمع إبراهيم لعفرون ووزن إبراهيم لعفرون الفضة التي ذكرها، فوجب حقل عفرون الذي في المكفيلة أمام «ممرا» والمغارة التي فيه وجميع الشجر الذي في الحقل وفي جميع حدوده إلي إبراهيم ملكا.. وبعد ذلك دفن إبراهيم سارة امرأته في مغارة حقل المكفيلة أمام «ممرا» التي هي حبرون في أرض كنعان التكوين 23: 1 20"، نخلص من هذا أن مومياء النبي يعقوب تم دفنها في مغارة المكفيلة بفلسطين،، أين هي؟