قدمت اكثر من مائة فيلم سينمائى للشاشة المصرية، ومازالت أفلامها تشترى حتى الآن من قبل الدول العربية، اختيرت واحدة من بين أجمل عشر نساء فى العالم خلال حقبة الأربعينيات، إنها الفنانة الكبيرة مديحة يسرى التى عبرت عن مدى استيائها من مستوى الفن فى مصر حاليا مؤكدة أنه أصبح يسىء إلى سمعة مصر، وعن هذه الآراء وأسباب غيابها ورأيها فى ثورتى 25 يناير و30 يونيو تحدثنا خلال السطور التالية: ■ كيف حال صحتك حاليا؟ ومن يطمئن عليك من الوسط الفنى؟ - الحمدلله هناك تحسن فى صحتى وكثير من زملائى فى الوسط الفنى يتحدثون إلىّ دائما بشكل يومى ويحرصون على زيارتى كالفنانة نادية لطفى والفنانة لبلبة وإلهام شاهين ويسرا ونجلاء فتحى وميرفت أمين، وشهيرة وسميحة أيوب، واحتفلوا بعيد ميلادى هذا العام من خلال زيارة مفاجئة لى خاصة اننى منذ أربع سنوات ولم احتفل به، حيث إن هناك حبًا ووفاء يجب ان يتعلمه الجيل الحالى. ■ لماذا أنت غائبة عن الفن الفترة الماضية؟ -لم أغب عن جمهورى خاصة لأن أفلامى تذاع بشكل يومى فى التليفزيون ولكن اشتراكى فى أفلام او مسلسلات حالية من المستحيل، لأنها أعمال «تافهة» ولا تليق بما قدمته خلال مشوارى. ■ كيف ترين مستوى الفن فى مصر؟ - الفن حاليا يسىء إلى مصر واسمها وسمعتها وريادتها السينمائية مما يتم عرضه من رقصات مخجلة وألفاظ بذيئة وكل شىء. ■ هل ترين أن البلطجى حل محل البطل الشعبى حاليا؟ - ما يتم تصويره حاليا وتجسيده فى الأفلام لا علاقة له بالسينما ولا الأخلاق المصرية أو عاداتنا وتقاليدنا المصرية القديمة، وانما اشياء جديدة لا تطاق ولا تعبر عن مجتمعنا العربى الراقى. ■ ألا ترين أن وجود منتج ك«السبكى» تسبب فى انحدار السينما؟ - بدون ذكر اسماء أنا أتحدث بشكل عام عن الأفلام التى تم عرضها هذه السنوات تسىء إلى مصر وصناعة السينما المصرية الموجودة من110 سنوات، والتى تعلم العالم العربى كله منها، ويسعدنى كثيرا حينما اتلقى اتصالات تليفونية تأتى لى على الأفلام التى قدمتها والتى لا يزال يتم طلبها منى لشرائها من الدول العربية، والتى هى بمثابة ثورة قومية فنية ثقافية باسم مصر، وأشكر وزير الثقافة ورئيس التليفزيون المصرى لاهتمامه بعرض أفلام لأجيال قدمت سينما مشرفة. ■ ما الحل لإعادة السينما إلى ريادتها؟ - لابد أن النفوس تهدأ وأن يحب الفنانون بعضهم البعض حتى نستطيع التحدث مع بعض لإنتاج شىء جيد، وأذكر انه اثناء إنتاجى فيلم «أرض الأحلام» تحدثت مع الفنان عماد حمدى عن الأجر الذى يريده، إلا أنه أبلغنى بأن أقدر المبلغ بنفسى على قدر الميزانية لان ما يهمه قصة الفيلم أولا وليس المال. ■ وهل ترين أن الفن يستحق أن يضحى الفنان بحياته؟ - فى عام 56 أثناء الحرب كانت كل الموانئ والمطارات فى مصر مغلقة والمطارات، إلا أننى صممت على إنتاج فيلم «ارض الأحلام» الذى قمت بتصويره فى الأقصر وأسوان، ولكن لم يكن يوجد ألوان فى مصر، فأرسلت لشراء كاميرا من باريس، واستقللت مركبا متجهة إلى بيروت بعدما وقعت اننى مسئولة عن حياتى، وخاصة اننى استقل أول مركب تخرج من إسكندرية إلى بيروت، والتى لم يكن فيها سوى مجموعة المهندسين لتأميم القناة وبعض الاشخاص الذين كانوا يهتفون ضد الرئيس والحكومة، وضحيت بحياتى لطباعة الفيلم الذى قمت به، ووزعته فى جميع الدول العربية لتوصيل رسالة أن مصر موجودة وبتنتج سينما. ■ وكيف ترين دور وزارة الثقافة تجاه السينما حاليا؟ - السينما عبارة عن ثقافة تتم تربية ابنائنا على أساسها، حيث أن كل فيلم قدمناه كان له هدف ثقافى أدبى تربوى، وما يقدم حاليا ليس أفلاما وانما «ابتذال وتهريج» اما الوزراء حاليا مشغولين بأشياء اهم من السينما، وحينما يكون هناك استقرار انسانى نجد سينما افضل. ■ وفى رأيك من المسئول عن الارتقاء بالسينما؟ - المسئول المنتج والمؤلف والرقابة السينمائية التى لا أعلم كيف تسمح بوجود أفلام مبتذلة بهذا الشكل. ■ وكيف ترين الإغراء الذى يقدم فى الأفلام حاليا؟ - الإغراء فى أفلامنا القديمة هو الإغراء الصحيح اما الذى يقدم حاليا ابتذال، وحينما أشاهد التليفزويون وتاتى هذه الأفلام المبتذلة أقوم بتغيير القناة لاننى اخجل من مشاهدة هذه المشاهد، وقدمت ما يزيد على مائة فيلم لم ارتد فيها مايوه او شورت. ■ ماذا عن الدراما المصرية؟ -لا توجد دراما فى مصر وانما «هشك بشك» ولا هدف فى اى رواية يتم عرضها سوى عنف او رقص. ■ ألم تشاهدى أى عمل درامى خلال رمضان الماضى؟ - إطلاقا لم استطع. ■ من الفنان الذى تفضلين مشاهدته حاليا؟ - أحب كل فنان يحترم نفسه وعمله وصناعة السينما واسم مصر. ■ ما شروطك للمشاركة فى عمل فنى؟ ان تكون قصة العمل لها هدف ثقافى تربوى أو عائلى، ليستفيد الجميع سواء كانت سيدة فى المنزل أوالزوج والشباب وكل المجتمع. ■ هل أيدتى قرار منع الدراما التركية على بعض القنوات؟ - أشاهد جميع الأعمال التركية، ولا أؤيد هذا القرار وخاصة اننا نقدم أعمالا درامية لاكثر من دولة وليس فقط تركيا، كما ان الدراما التركية محترمة وجيدة محاربتها ليست بمنعها وانما بعمل أعمال فنية افضل منها بوجود منافسة شريفة. ■ وماذا عن الغناء؟ - استمع لأغانى مطربي زمان جميعا. ■ ماذا تقولين للإخوان؟ - ربنا كبير وربنا يعقلهم وخاصة انهم يصعبوا علي احيانا من العذاب الذين سيرونه فيما بعد ■ وماذا عن الرئيس المعزول محمد مرسى؟ - لا تعليق. ■ كيف ترين الفترة الحالية التى تمر بها مصر؟ - فترة سيئة جدا ولم اتخيل ابدا ان تصبح مصر بهذا الشكل، وانا كنت من مؤيدى ثورتى 25 يناير و30 يونيو الذين اعتبرهما ثورة واحدة. ■ ما الذى يزعجك الفترة الحالية فى مصر؟ - فى تاريخ مصر كله الأزهر قمة من قمم الإسلام فى العالم، لذلك اتوجه بسؤال إلى شيخ الأزهر الدكتور احمد الطيب وفضيلة الدكتور على جمعة مفتى الديار المصرية سابقا عن «هل ممكن أن هذة الرموزالإسلامية التى تعلم كافة الدول الإسلامية الدين الصحيح، ان تتم اهانتها من بعض شباب الذين لا يعرفون ما يفعلونه ولصالح من، وللاسف ان يكون اهانة الأزهر وقمم الرموز الإسلامية الذين يقمون بتعليم الدين الإسلامى على أيدى شباب يتعلمون داخل الأزهر، وان تمت هذه الاهانة من قبل اى جامعة ممكن نستوعبها لكن طلاب الأزهر أنفسهم هذا غير معقول وعيب جدا ان يصبح شباب مصر بهذا الشكل من تدمير للحرم الجامعى وإهانة للعلماء، لأن هؤلاء العلماء لابد ان نرفعهم فوق رؤسنا. ■ كيف ترين الحل لهذة الأزمة؟ - لابد من الحكم بالإعدام والمؤبد ضد من يقومون بتحريض هؤلاء الطلاب على العنف والشغب، بالإضافة إلى الذين يقوموا بأعمال إجرامية حتى يكونوا قدوة للآخرين وإلا لن تنتهى أعمال العنف فى مصر، وتستمر مصر فى الرجوع للخلف، وهذا حرام لماذا تكرهون مصر بهذا الشكل فهى قدمت لكم كل خير من مدارس وجامعات، ومصر ام الدنيا وحضارة سبع الاف سنة ويتحدث العالم كله عنها، واتذكر انه اثناء وجودى فى مهرجان فى باريس استلم جائزة كان يتم ترديد اسمى «مديحة» فأجابت باننى اسمى «مصر» وليس «مديحة». ■ كيف ترين تمثيل خالد يوسف فى لجنة الخمسين؟ - لم استطع تقييمه حاليا لأنى لم أسمع منه شيئًا، ولكن اقيمه عقب معرفتى بأهم قرارات اللجنة وخاصة انها مهمة جدا وفيها كمية كبيرة من الآراء ونتمنى خروجها بنتيجه جيدة. ■ هل أنت مؤيدة لترشح الفريق أول السيسى للرئاسة؟ - بالتأكيد والسيسى شخصية متواضعة وذو آراء قيمة وما يقوم به للبلد يشكر عليه، والوحيد الذى يقوم بمجهود كبير وتقريبا كل شىء فى البلد حاليا من مجهوده، بعكس رئيس الجمهورية والحكومة اللذين لم يقدما شيئا. ■ من هو أفضل رئيس حكم مصر فى رأيك؟ - الرئيس الراحل أنور السادات افضل حاكم، ولا انسى انه كان صديقًا لأسرتى هو وزوجته السيدة جيهان، ولم يرفضوا أى دعوة لى لافتتاح سينما او غيره، حيث كان الرئيس السادات يجلس فى وسط الجمهور ويرى الفيلم ويهنئنى عليه وهذا شىء كبير لن يتكرر فيما بعد. ■ وهل كان له دور فى دعم الفن؟ - بالتأكيد الوحيد الذى كان يحترم الفن والفنانين، واتذكر فى خطبة له فى دار الاوبرا كان يكرمنى وبعض الفنانين منهم ليلى مراد، حيث قال»اقولكم على حاجة خطيرة لما بسافر فى الخارج اخذ أفلامكم لرؤيتها قبل النوم»، لذلك اجبرنا على تقديم أفلامًا جيدة.