تشهد جامعة الأزهر حاليا احداثا متلاحقة منذ بداية العام الدراسى كان بطلها الأول طلاب جماعة الإخوان المسلمين الذين اعلنوا عن بداية تظاهراتهم منذ بداية الدراسة وحتى الآن، لذلك كان لابد من مواجهة رئيس الجامعة د.أسامة العبد بالعديد من التساؤلات حول تلك الأحداث وما ستتخذه إدارة الجامعة فيها فى سياق الحوار التالى: ■ بداية ما تعليقك على مظاهرات الطلاب والطالبات المنتمين لجماعة الإخوان بجامعة الأزهر؟ - المظاهرات التى تشهدها جامعة الأزهر هى سياسية لا علاقة للجامعة بها، ولا توجد نسبة وتناسب بين عدد الطلاب فى الجامعة وعدد الطلاب الذين يتظاهرون لأغراض سياسية معينة. وأود التأكيد على أن ادارة الجامعة ترفض تحويل المظاهرات إلى أعمال عنف واشتباكات، وانه ينبغى على الطلاب الاستماع لصوت العقل، كما ينبغى الانتظام فى الدراسة لأن تعطيلها سيؤثر بالسلب عليهم وتحسب سنة رسوب. وعلى من يتظاهرون أن يعلموا أن الإعلام يرصد هتافاتهم غير اللائقة والعبارات المسيئة التى يلطخون بها جدران الجامعة بما لايليق بطالب عرف شيئاً عن كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم. ■ وكيف تتعامل الجامعة مع تلك المظاهرات؟ - إدارة الجامعة تعاملت بالحكمة لاحتواء الاحتجاجات الطلابية، ورغم هذه الاحتجاجات إلا أن الدراسة منتظمة داخل الكليات لأن الطالب الحريص على تحصيل العلم لايعبأ بهذه الصراعات السياسية. أما من خرجوا على السلمية وألقوا بالحجارة على بعض شبابيك المجمع الادارى ونتج عنه تكسير بعض الزجاج، كما قام بعضهم بالاعتداء على بعض السيارات مثل سيارتى كلية الدعوة ومركز صالح كامل، وبعض الابواب الخارجية كالباب الشرقى المجاور لكلية الزراعة، كما كتبوا عبارات بذيئة على مدخل المجمع الادارى للجامعة تسىء الى الجيش والشرطة والقيادات الدينية فقد تم رصد من قاموا بهذه التلفيات من الطلاب وجارى اتخاذ الاجراءات القانونية الصارمة تجاههم. كما تم تشكيل مجالس تأديب بحق الطلاب والطالبات المخالفين وستكون مجالس جادة تحقق فى مخالفات الطلاب خلال المظاهرات التى تشهدها الجامعة، حيث تم تحويل 20 طالباً وطالبة ممن خرجوا عن سلمية المظاهرات لمجالس التحقيق وجار اتخاذ اللازم والإجراءات القانونية بشأنهم. ■ أعلنتم من قبل أنكم ستعلقون الدراسة فى حالة تأزم الموقف فهل مازال الأمر قائما؟ - الدراسة مستمرة ومنتظمة والجامعة مصرة على تحقيق مصلحة عموم طلابها، ولن يعطل مصلحتهم فئة قليلة لاتبلغ الألفين كما كان فى مظاهرات اليوم، ونسبة الحضور فى الكليات تبشر بخير. كما لن أسمح لأحد بتعطيل الدراسة فى جامعة الأزهر، خاصة و أن عدد طلاب "جماعة الإخوان" المحظورة لا يتجاوزون 10% من عدد طلاب الجامعة، فلا يمكن أى جماعة من تعليق الدراسة فى الجامعة على الاطلاق، ولا توجد كلية إلا وانتظمت العمل المباشر ولم تعطل الدراسة يوما واحدا. ■ لكن البعض يقول إن الطلاب المتظاهرين لهم مطالب من الجامعة فما تعليقك؟ - لم اسمع طالبا واحدا فى مطلب من الجامعة وكلها مطالب سياسية تتعلق برابعة العدوية وكلامهم كله يتعلق بالجانب السياسى ومن لديه اى شيء يعتبره فسادا بالجامعة فليتقدم به للقضاء. ■ وماذا عن اساتذة الأزهر المشاركين فى مظاهرات الإخوان؟ - إننا لا نتكلم عن مشاركة أو غيرها ولكن نتكلم عن حضور من عدم الحضور ومن يتغيب فإنه يتم محاسبته، والعميد الذى يتغيب عن كليته فالوكيل يقوم بالعمل قانونا، والاجراءات القانونية صارمة وحاسمة فيمن يتغيب عن العمل. ■ وماذا عن عمداء الكليات والاساتذة المنتمين لتيارات دينية وبخاصة الإخوان؟ - هم أساتذة فى الجامعة وليس لنا علاقة بالانتماءات الحزبية وكما قلت لك ليس لنا علاقة بالسياسة والمتغيب عن الجامعة تطبق عليه القوانين واللوائح وقد اتخذت الاجراءات القانونية تجاه المتغيبين من أعضاء هيئة التدريس مثل وقف الراتب والانذار بالانقطاع عن العمل الى آخر ما يمليه علينا القانون. ■ وما الإجراءات التى تتخذها الجامعة تجاه الطلاب الذين اعتقلوا فى أحداث سياسية؟ - اجتمعت باتحاد الطلاب وأعلنت قيام الجامعة بالوقوف بجانبهم للافراج عنهم فى أسرع وقت وشكلت لجنة قانونية. ■ وهل تواصلت مع الطلاب المتظاهرين؟ - لا أمانع الحديث مع أى طالب من الطلاب ولا مع أى فكر من الافكار وعلى استعداد للتعامل بالفكر الصحيح الذى درسناه بجامعة الأزهر، وعلى استعداد للتحاور مع الطلاب المتظاهرين من اى فصيل يخص جامعة الأزهر واختصاصاتها اما ما يخرج عن الجامعة فلا علاقة لنا به. ■ وماذا عن حماية الطالب من التعرض للأذى اثناء المظاهرات؟ -الطالب فى حماية الجامعة ومسئوليتها طالما داخل أسوارها، لكن فى ذات الوقت الطالب مسئول عن نفسه فى خارج حدود الجامعة. ■ هل ما تم فى المدن الجامعية كفيل بعدم تكرار حالات تسمم بها؟ - رغم أنه لم تثبت حالات تسمم من الجهات الطبية والرقابية فإن العمل يجرى بانتظام فى رفع كفاءة المدينة الجامعية من حيث الترميمات والإصلاحات حيث يجرى الآن توريد تجهيزات للمطابخ والمطاعم لمدن القاهرة والأقاليم من خلال جهاز المشروعات للقوات المسلحة بقيمة مبدئية تصل ستة ملايين جنيه. أضف الى ذلك أننا صرفنا الملايين لتحسين المبانى وجودة الأطعمة وتوريد أجهزة على أعلى مستوى بل نعمل للسنوات القادمة وليس لهذا العام فقط حيث يجرى الانتهاء من إنشاء أربعة مبان سكنية للطلاب بالقاهرة يشغل نصفها طلاب إندونيسيون والنصف الآخر من طلاب جامعة الأزهر بتكلفة إجمالية 32 مليون جنيه، إضافة إلى بناء أربعة مبان سكنية جديدة بتكلفة تصل 42 مليون جنيه، كما تم الاتفاق مع المملكة العربية السعودية لإنشاء مبنى للطالبات يشمل قاعة جمانيزيوم ومبنى للبنين بمدينة نصر، ومبنيين للطالبات بالإسكندرية وأربعة مبان بطنطا بتكلفة تتعدى 80 مليون جنيه. ■ فى الفترة الاخيرة كان هناك اعتراض من قبل اعضاء تدريس الازهر على قيام وزارة المالية بخصم بدل الجامعة فكيف ستواجهون تلك الأزمة؟ - خاطبنا وزير المالية لاعادة النظر فى هذا القرار كما خاطبت فضيلة الامام الاكبر شيخ الازهر بالمساواة بالجامعات الأخرى. ■ كيف ترون كيفية مواجهة الفتاوى السياسية؟ - أرى البعد عن السياسة فى الفتوى فالناس تحتاج الى العلم الدينى والتفقه أكثر من السياسة فالجميع يعيش الآن فى السياسة وتناسى الفقه ويجب على الجميع أن ينظر الى مصلحة مصر دون المصلحة الخاصة.