حوار - نسرين عبدالرحيم أكد المرشح الرئاسى السابق أبوالعز الحريرى أن ثورة 30 يونيو هى الموجة الثانية لثورة يناير وسوف تعقبها موجات أخرى حتى يتم إكمال الثورة بإسقاط كل سلبيات النظام القديم، وأشار الحريرى فى حواره ل«روزاليوسف» إلى أن التعامل الأمنى مع الإخوان من وجهة نظره ليس بدرجة العنف والإجرام الذى يمارسونه وشدد الحريرى على أن النظام الفردى هو الأنسب للانتخابات البرلمانية وعبر عن اعتقاده بأن الفريق أول عبدالفتاح السيسى وزير الدفاع لن يترشح للانتخابات الرئاسية وأنه إن فعل ذلك سيطعن على الموقف الشخصى والجماعى للجيش مطالباً ببقاء القيادات العسكرية بعيدة عن السلطة والعمل السياسى وذلك لصالح الجيش وأخيراً نفى الحريرى عزمه الترشح للرئاسة.. وإلى نص الحوار: ■ كيف ترى ثورة 30 يونيو؟ - هى الموجة الثانية للثورة التى انفجرت موجتها الأولى فى 25 يناير فهى إحدى تداعيات ثورة 25 يناير وسوف تعقبها موجات أخرى ربما بنفس المضمون أو بغيره حيث أنها ستأتى فى إطار إكمال الثورة التى ستستغرق سنوات طويلة لأنها تستهدف إسقاط كل سلبيات النظام القديم وإقامة نظم سياسية جديدة تتلافى كل سلبيات النظام القديم الذى قامت الثورة لإسقاطه وهى عملية اجتماعية شاملة. ■ البعض يرى أن ثورة 30 يونيو أعادت فلول النظام السابق، فما رأيك؟ - هذا ليس صحيحاً ولكن ثورة 25 يناير كانت بلا قيادة ولم نر على الساحة قيادات ثورية بارزة حيث كان النظام السابق يمنع التنظيمات الحزبية والإعلامية وتنظيمات الفلاحين والعمال والحرفيين أى تقريباً كان يصادر أى فرصة لخلق كوادر فى المجالات المختلفة ولذلك فقوى المعارضة لم تتمكن من بناء تنظيمات متكاملة لها كوادرها فى جميع المجالات ومن هنا عندما قامت ثورة 25 يناير فى ظروفها المعروفة كان هناك فراغ فى القوى والتنظيمات الثورية ولهذا سميت ثورة بلا قيادة وتجلت قوتها فى فكرتها واحتضان الجماهير لها لكن الفكرة واحتضان الجماهير فى حد ذاتهما لا يولدان كوادر بديلة فى جميع المستويات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية وحتى إذا كانت هناك كوادر ولدت فى العهد السابق فكانت ستهدر بحجة أنها كانت موجودة فى النظام السابق ولهذا أدرك مانديللا أهمية المعارضة والتسامح دون إهدار للدماء ونفس الفكرة طبقتها الثورة الروسية بشكل أو بآخر لكن الثورة الإيرانية نتيجة ظلامية قيادتها فى هذا التوقيت أعدمت كل الذين أسهموا فى إنجاحها ولهذا فمن الطبيعى أن نجد فى هذه الفترة أناساً ينتمون إلى الحزب الوطنى على الساحة خاصة أن الإخوان استولوا على السلطة فى 12 فبراير ومنعوا شباب وكوادر الثورة من أن يتولوا دورهم فى إدارة شئون الوطن ولهذا أصبح هناك فراغ فى جميع المجالات وهذا السبب هو الذى دعا إلى فكرة تدعيم المستويات القيادية بشباب الثورة كل ذلك لا يغير من طبيعة ثورة 30 يونيو باعتبارها موجة ثانية من موجات التطوير المتوالى للمجتمع. ■ كيف ترى الإجراءات التى تتم الآن تجاه الإخوان وموجة الاعتقالات؟ - ليس هناك اعتقالات هناك إجراءات قانونية مخففة وهامشية تجاه ما يرتكبه الإخوان من تحريض على استمرار الأفعال الإجرامية فالتعامل الأمنى من وجهة نظرى ليس بدرجة العنف والإجرام الذى يمارسه الإخوان وحلفاؤهم من المتسلقين ولهذا فليست هناك اعتقالات ولا عنف بل العكس!! فى ظل حالات الطوارئ يسمح بما لا يمكن أن يتصوره أحد وهناك من يرتكبون الإجرام المتعدد وهم مرصودون ويمكن الوصول إليهم ومع ذلك الإدارة الحكومية لا تحسم موقفها تجاه هؤلاء بدعوى كاذبة تسمى حقوق الإنسان وهناك فارق بين حقوق الإنسان والعدوان. ■ ما تعليقك على استقالة الدكتور محمد البرادعي؟ - أعتقد أن استقالة الدكتور محمد البرادعى جاءت نتيجة اختلاف فى الرؤى ولا أريد أن أعقب عليها. ■ ما رأيك فى قانون العزل السياسى الذى لن يطبق فى ظل تعديلات الدستور؟ - أنا مع إلغاء قانون العزل السياسى لأنه وضع بالخطأ وهو لا يأتى بجديد لأن قانون العقوبات يمنع من يثبت عليه حكم محكمة نهائى بالقتل أو التحريض أو التخريب أو التخابر من أن يمارس دوراً سياسياً بمعنى كل من يثبت أن صحيفته الجنائية تتضمن عائقاً قانونياً لا يسمح له بممارسة عمل سياسي. ■ هل أنت مع إلغاء الأحزاب ذات المرجعية الدينية؟ - بالطبع ولقد شاهدنا الفكر الإخوانى السلفى الذى يمتطي الدين ويزعمون أنهم يتحدثون باسمه مع أن الدين منهم براء فالحديث باسم الدين قاصر على الرسول الكريم الذى كان يتحدث فى أمور الدين بمقتضى الوحى وبعد وفاته ليس هناك رسل وليس هناك وحى وكل من تحدث باسم الدين فإنه يزدرى الدين الإسلامى ومن ثم فلا معنى لوجود جماعة دينية أو أحزاب دينية أو إسلامية أو دولة إسلامية فالرسول الكريم محمد «ص» أقام دعوة دينية ولم يقم دولة دينية ولهذا كل من سار على نهج الإخوان فإنه يقترب من الشرك بالله لأنه يدعى قاصداً أم لم يقصد أنه يتحدث باسم الدين أى أنه شريك لمحمد فى دعوته وأن يتلقى الوحى وهذا فى حد ذاته شرك ولهذا كل من سقط فى خندق الإخوان علينا إعادة توجيههم. ■ هل ترى أن أوباما يرسل إشارة حمراء لمصر من خلال استعداده لضرب سوريا؟ - هذا مخطط استعمارى لاستكمال مخطط الشرق الأوسط الجديد الاستعمارى الذى بدأ بالعراق ويثنى بسوريا حتى يثلث بمصر وصولاً إلى السعودية رغم أن السعودية تؤيد هذا كما أن حجة السلاح الكيماوى سيثبت أنها ذريعة استخدمت من قبل المعارضة لكى تخلق ذريعة للتدخل الأمريكى الذى أعلن عن استخدام السلاح الكيماوى قبل أن تعلن نتائج البحث ودون أن يتطرق أحد لمعرفة من الفاعل الحقيقى لهذا فى كل الحالات فهذا عدوان إجرامى ونحن وإذا كنا نرفض نظام الأسد نرى أن الحل السلمى هو الطريق الوحيد للتخلص منه. ■ ولكن البعض يرى أن ضرب سوريا سيخلق وجوداً قوياً للإخوان هناك؟ - بالطبع فهو أيضاً لتحقيق نصر إخوانى جزئى بسوريا باعتبار أن جبهة النصرة هناك وأنها ضمن المخطط الصهيونى للمنطقة وهو ما سيحدث قدراً من الإنعاش لجرائم الإخوان فى مصر. ■ أى النظم الانتخابية البرلمانية الأفضل من وجهة نظرك؟ - النظام الفردى هو الأنسب الآن فالنظم الانتخابية يجب أن تتناسب مع الظروف السياسية للشعوب فى كل لحظة تاريخية أو نحن من حيث المبدأ كنا مع الانتخابات بالقائمة لكننا رأينا فى أواخر عام 2011 تلاعب فى هذه الانتخابات وصل إلى درجة أن الأمريكان مولوا الإخوان بثمانية مليارات دولار وهذه الواقعة كانت محل محاسبة لأوباما من منافسه الرئاسى السابق داخل الكونجرس وقام أوباما أيضاً بتمويل السلفيين ب 4 مليارات دولار أى إجمالى التمويل بلغ 12 مليار دولار «بالمصرى 85 مليار جنيه» أى أن الإخوان حصلوا على ما قيمته 40 ألف جنيه رشوة لكل صوت ممن لهم حق التصويت وقاموا بانتخابهم وهذا التمويل الذى حصلت عليه الأحزاب الإسلامى من جانب واحد فقط فما بالنا بالجهات الأخرى بالإضافة إلى أن ازدراء الدين الإسلامى بادعائهم أنهم إسلاميون وأن لهم رؤية ثبت أنها ليست وطنية وادعوا أنهم رعاة الإسلام فى المجتمع ترتفع فيه نسبة الأمية إلى 35٪ والأمية السياسية إلى 85٪ قبل الثورة بالإضافة إلى حداثة الممارسة الديمقراطية والحزبية والإعلامية والتى بدأت فاعليتها مع ثورة 25 يناير وفى ظل الوضع الراهن فإننى أفضل النظام الفردى لأنه ربما يكون الأفضل عن الانتخابات بالقائمة التى ربما تكون وبالرغم من أنها لها إيجابيات كثيرة لكنها تتطلب مناخاً ديمقراطياً وسياسياً واجتماعياً أفضل من الوضع الحالي. ■ هل تعتقد أنه يمكن أن يحكم مصر ديكتاتور مرة أخرى؟ - لم يعد هناك إمكانية لأى نظام أن يفرض على الناس ما يتنافى مع المقومات السليمة الصالحة لإدارة أمور الوطن فى مراحله المختلفة وأرى أن الثقافة العالمية الديمقراطية والحياة الرئاسية والنيابية وحتى القضائية أصبحت موحدة وتتداخل مع بعضها والمجتمع الدولى أمام حكومة واحدة هى الأممالمتحدة والتى أصبحت نحتكم ونحكم بها فالعصر الذى نعيشه أصبح عصر المواطن الفرد الذى يتابعه العالم كله. ■ ما تعليقك على التعديلات الدستورية التى تتم حالياً؟ - هناك أشياء فى الدستور الحالى يجب أن تعدل منها المادة التى لا تجيز محاكمة رئيس الوزراء عن جريمة ارتكبها بسبب عمله ورئيس الجمهورية إلا بموجب موافقة ثلثى الأعضاء من مجلس الشعب وهى مادة إجرامية لأنها تضع أشخاصاً فوق القانون مع أن الدول المتقدمة لا يوجد فيها رئيس لا يسأل ومن المواد المقدمة للجنة الخمسين مادة عن العمل الإجبارى أى رفض العمل الإجبارى وهى تعنى العودة لنظام العبودية أى فرض العمل على مجموعة من البشر مع أن الخدمة العامة بالقوات المسلحة تتم لأنها واجب وشرف ولكن فرضها عودة إلى العبودية أيضاً المادة التى قدمت للجنة والخاصة بالشريعة هى مادة فى رأيى مانعة لتطبيق الشريعة لأنها أدخلت المجتمع فى لغز يسمى الشريعة وهى منظور إليها باجتهادات عديدة بينما الشريعة هى الصياغة التى كانت بدستور 71 كانت أفضل لأنها تطبق مبادئ الشريعة وهى الأفضل والمتسقة مع الدين الإسلامى لأنها تعتمد على مبادئ الشريعة وتترك للناس حرية التفكير فى كيفية هذا التطبيق ونحن أمامنا نموذج الدستور السابق الذى يفرض عملاً إجبارياً لا يتفق مع الدين وألا يحاكم رئيس الوزراء أو الرئيس هل هذا يتفق مع الدين. ■ هل ستترشح للرئاسة مرة أخري؟ - لن أترشح للرئاسة فأنا الآن بلغت سن ال70 عاماً لقد ترشحت في الانتخابات السابقة لأنى كنت أعلم أنها ليست انتخابات ودخلتها لكى أطعن عليها باعتبارى مرشحاً يحق له الطعن كما طعنت على مجلس الشعب وأبطلته وعلى الشورى والتأسيسية وأيضاً لأنى لم أجد فى باقى المرشحين من تقدم ببرنامج وطنى وسياسى واقتصادى متكامل كما طرحت أنا ولم يكن من ضمن المرشحين من اعترض على اتفاقية كامب ديفيد وهى وثيقة استعمارية سعى إليها السادات وحلفاؤه ولم يتحدث أحد عن الدور الأمريكى المعادى للشعب وسلطة عسكر مبارك وخيانتهم للثورة المصرية كما أنى ليس لدى عشرات الملايين لأنفقها على الانتخابات ولا أقبل مليماً من أحد ولا من قبل الاستعمار الأمريكى أو الاحتكارى وأعتقد أننا لن نرى رئيساً حقيقياً لمصر قبل عشر سنوات. ■ هل تعتقد أن الفريق أول عبدالفتاح السيسى سيرشح نفسه للرئاسة؟ - أعتقد أنه لن يدخل الانتخابات وإذا ترشح فسوف يسيء للدور المصرى كما أنى لا أرى فى موقف السيسى بطولة فالقيادة الجماعية فى الجيش هى التى اتخذت الموقف حيث كانت هذه القيادة أمام عدة اختيارات إما أن تقوم بما قامت به وتوحد الجيش ولا تسمح بتفتيته إلى ميليشيات ولا تجعله ينتقل من الدور الوطنى إلى الخيانة أو أن تجعل الإخوان يستمرون وهو دور مرفوض ونتيجة لأن السيسى وزير الدفاع فكان يجب أن يعبر عما أراده الجيش ولكن الجماهير ركزت الأمر فى شخصه وبالتالى إقدام السيسى على الترشح يطعن على الموقف الشخصى والجماعى لقيادات الجيش ويعطى شبهة انقلاب رغم الإرادة الشعبية الجماعية وأنا أعتقد أنه لصالح الجيش المصرى أن تظل القيادات العسكرية كما هى الآن بعيدة عن السلطة وعن العمل السياسى وأن تبقى ممسكة بمقومات الدولة المصرية والوطنية.