تنديدات أممية باستغلال شاحنة ورصيف المساعدات في تحرير الرهائن الإسرائيليين.. ما القصة؟    تشكيل إيطاليا المتوقع أمام ألبانيا في يورو 2024    تغير مفاجئ بالحرارة.. الأرصاد تزف بشرى سارة عن حالة الطقس خلال الساعات المقبلة (تفاصيل)    شاهد.. الظهور الأول ل مصطفى كامل بعد أزمته الصحية الأخيرة    «غسلتها بإيدي».. لطيفة تتحدث للمرة الأولى عن وفاة والدتها (فيديو)    لماذا تأخر قانون الأحوال الشخصية الجديد؟| تفاصيل مُثيرة    ضيوف الرحمن يتوجهون إلى صعيد عرفات لأداء ركن الحج الأعظم    شهداء وجرحى في استهداف طائرات الاحتلال منزلا بحي التفاح شرقي مدينة غزة    سعر طن الذرة الصفراء اليوم السبت 15 يونيو 2024    نصائح للحجاج في يوم عرفة.. لتجنب مخاطر الطقس الحار    انتخاب سيريل رامافوزا رئيسًا لجنوب إفريقيا لولاية ثانية    تعرف على مساجد وساحات صلاة عيد الأضحى 2024    إصابة 3 اشخاص في مشاجرة ثأرية بين عائلتين بقرية كحك بالفيوم    ب التوقيت المحلي.. موعد صلاة عيد الأضحى المبارك 2024 في جميع مدن ومحافظات مصر    مصطفى بكري: وزير التموين هيمشي بغض النظر عن أي حديث يتقال    بعد فوز الأهلي والزمالك.. تعرف على جدول ترتيب الدوري المصري    «معلق فاشل».. شوبير يرد على هجوم أحمد الطيب    أفضل دعاء يوم عرفة    ما هو يوم عرفة؟    الجيش الإسرائيلي يستعد لهجوم واسع النطاق على لبنان    12 سيارة إطفاء تسيطر على حريق مخزن الطوابق بالجيزة| صور    هبوط اضطراري لطائرة تقل وزير الدفاع الإيطالي بعد عطل طارئ    أحب الأعمال في يوم عرفة.. يوم التقرب من الله    بسبب جلسة شعرية محبطة.. صلاح عبد الله يروي سر ابتعاده عن كتابة الأغاني للمطربين    معهد التغذية يحذر: اللحوم المشوية على الفحم تسبب السرطان    مش مكتوبة ليهم.. الداخلية السعودية تعيد أكثر من ربع مليون حاجا    أبرزهم «أفشة»| الزمالك يراقب خماسي الأهلي حالٍ رحيلهم عن القلعة الحمراء    مقرر المحور الاقتصادي بالحوار الوطني: صفقة رأس الحكمة فرصة لإعادة النظر في السياسات الاقتصادية    بطولة عصام عمر وطه الدسوقي.. بدء تصوير فيلم «سيكو سيكو»    «مرحلة ما يعلم بيها إلا ربنا».. لطيفة تكشف سبب اختفائها    لمنع الإصابة بسرطان الجلد.. طبيب يحذر من التعرض لأشعة الشمس    كرة سلة - سيف سمير يكشف حقيقة عدم مصافحته لمصيلحي    بعد تدخل المحامي السويسري.. فيفا ينصف الإسماعيلي في قضية سعدو    كاف يعتمد دورات تدريبية في مصر لرخص المدربين    «العلاج الطبيعي»: غلق 45 أكاديمية وهمية خلال الفترة الماضية    موسيالا أفضل لاعب في مباراة ألمانيا ضد اسكتلندا بافتتاح يورو 2024    عمرو سعد يشارك في دراما رمضان 2025 بتوقيع محمد سامي    بيسكوف: مقترح بوتين للتسوية غير محدد زمنيا لكن الوضع فى الجبهة يتغير    وزير المالية الأسبق: أؤيد تدخل الدولة لضبط الأسعار وحماية المستهلك من جشع التجار    مقرر المحور الاقتصادي بالحوار الوطني: ميزانية الصحة والتعليم اختيار وليس قلة موارد    محمد علي السيد يكتب: دروب الحج ..سيدي أبوالحسن الشاذلي 93    مصرع طالبين غرقا في نهر النيل بقرية الديسمي في الصف بالجيزة    يورو 2024 - ناجلسمان: من المهم ألا يقتصر التسجيل على لاعب واحد.. ولهذا سعيد ل موسيالا    أعراض التهاب مفاصل الركبة وطرق علاجها المختلفة    طريقة عمل لحمة الرأس مثل الجاهزة.. اعرف أسرار المطاعم    يوم عرفة 2024.. أفضل الأعمال المستحبة وخير الدعاء المستجاب وكيفية اغتنامه    «البحوث الإسلامية» يوضح أفضل كلمات دعاء فجر يوم عرفة: احرص عليها    ارتفاع سعر الذهب اليوم بالسعودية وعيار 21 الآن السبت 15 يونيو 2024    حظك اليوم برج الأسد السبت 15-6-2024 على الصعيدين المهني والعاطفي    عامر حسين: اختيار بيكهام أفضل لاعب بمباراة الزمالك وسيراميكا خطأ    سعر السكر والزيت والسلع الأساسية بالأسواق فى بداية الأسبوع السبت 15 يونيو 2024    «زي النهارده».. وفاة وزير الداخلية الأسبق النبوي إسماعيل 15 يونيو 2009    عيار 21 يعود لسابق عهده في وقفة عرفات.. أسعار الذهب اليوم بالصاغة بعد الارتفاع الكبير    محافظ الغربية يواصل متابعة الاستعدادات لعيد الأضحى المبارك    مصرع طفلة وشقيقتها الرضيعة سقطتا من شرفة منزلهما بالشرقية    توجيه عاجل من رئيس جامعة الأزهر لعمداء الكليات بشأن نتائج الفرق النهائية    نقيب الإعلاميين يهنئ السيسي بحلول عيد الأضحى    «التنسيقية».. مصنع السياسة الوطنية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عبدالله كمال يكتب : ملاحظات اوليه على التعديلات الدستوريه

بإعلان اللجنة المكلفة بصياغة تعديلات الدستور من قبل المجلس الأعلي للقوات المسلحة عن نصوص المواد التي تري أنها واجبة التعديل لتنظيم انتخابات رئاسية وبرلمانية ديمقراطية حرة، يكون الجدل السياسي في مصر - افتراضًا- قد انتقل من الشكل إلي المضمون.. وبدلاً من أن تستغرق القوي السياسية المحركة ل(ثورة) 25 يناير في أمور تتعلق بالأشخاص والمواقع.. فإن عليها الآن أن تمضي إلي الحوار حول المقترحات.. ومحتواها وتأثيرها علي تلك الانتخابات التي اعلن الجيش ضمانة لأن تكون حرة ونزيهة ومعبرة عن إرادة الشعب.
ما يلفت النظر من حيث المظهر إلي أن اللجنة التزمت بأمرين:
• أولاً: المدة الزمنية المقررة من المجلس الأعلي لعملية إعداد التعديلات.. وهي عشرة أيام.
• ثانياً: المواد التي تقرر أن تكون موضوعا للتعديل وفقا لما تم الاتفاق عليه بين اللجنة والمجلس الأعلي.. وهي تخص العملية الانتخابية.. دون أن تتطرق إلي أمور أخري توقعتها بعض القوي السياسية.. وكانت خارج نطاق موضوع التكليف.. ومنها تمنيات البعض أن يكون نظام الحكم برلمانيا.. أو مختلطا ما بين الرئاسي والبرلماني.. ومنها أن اللجنة لم تقترب من اختصاصات الرئيس.. وهو ما كانت قوي أيضاً تريد الذهاب إليه.. كما أنها لم تقترب من المادتين الثانية التي تتعلق بأن الشرعية الإسلامية مصدر رئيسي للتشريع.. ولم تقترب من المادة الخامسة التي تتعلق بالفصل بين الدين والسياسة.
وقد أشرت إلي هذا من قبل في أكثر من مقال.. والمعني هنا أن (المرحلة الانتقالية) بطبيعتها المؤقتة وسيولتها المعقدة لا تريد أن تفرض علي الشعب في هذا المناخ المائج ما يمكن ألا يكون متاحا له أجواء نقاش حر.. وأن التغييرات الجوهرية التي يمكن أن تقلب فلسفة الدستور رأسا علي عقب.. وتحدث تحولا كبيرا.. واختلافا مناقضا.. لا بد أن يتوافر لها ذهن جماهيري هادئ.. وعقل عام قادر علي أن يحدد مصيره بشكل يعبر عن كل الفئات.. والأهم قوي سياسية قادرة علي أن تفاوض بعضها حول طبيعة التغيير التي تريد إحداثه في الدستور.
ومن ثم فإن اللجنة، وفق تكليف المجلس الأعلي، قاربت فقط المواد محل الجدل المحوري، التي تؤثر في قواعد اللعبة الانتخابية المقبلة، ووقتها، ووفقا لاختيار الشعب، وبعد صخب انتخابي يتوقع أن يكون رهيبا، وحينما تطرح البرامج المختلفة علي الناس من كل الفئات، لاسيما في الانتخابات الرئاسية، يكون من حق العصر الجديد أن يفتح نقاشا بالطريقة التي يراها حول الدستور.. ومضمونه.. وفلسفته.. وأهدافه.. وطبيعة صياغة العقد الاجتماعي الجديد.
غني عن القول: أن هناك تعديلات قانونية واجبة، وفقا للتعديلات الدستورية، وبعد الاستفتاء علي التعديلات.. وهي سوف تحدد قواعد تفصيلية.. لها علاقة بالمواد التي يقترح تعديلها في الدستور.
الملاحظ في التعديلات أنها تعكس ما يلي:
• الطبيعة الانتقالية للمرحلة الحالية.. ذلك أنها تعديلات ذات طابع إجرائي لم تمض إلي صلب الدستور.. الموكول إلي المرحلة التالية بما يفترض فيها من استقرار ووضوح رؤية.
• إن اللجنة نحَّت جانبا توجهات أعضائها الأيديولوجية.. وقامت بعمل فني.. وإنها تجاوزت الجدل المثار حول طبيعة انتماءات وأفكار بعض مما فيها.. ويحسب هذا لهم.. كما يحسب إلي المجلس الأعلي الذي أقنع أعضاء اللجنة بالعمل من أجل الدولة لا من أجل المصلحة الايديولوجية.. وهو منهج لا يمكن تفويت الانتباه إليه في طريقة عمل المجلس الأعلي.
• إن التعديلات اتجهت إلي تحقيق انفتاح سياسي واسع، وبما يتيح فرصا لكل الراغبين في المشاركة.. إن كانت لديهم مواصفات الحد الأدني من القدرة.. ويتضح هذا من أكثر من أمر.. أبرزهم الشروط الميسورة للترشيح لمنصب الرئيس.. مقارنة بما كان الحال عليه في نص المادة 76 السابق.. ومن تقليص مدة الرئاسة إلي أربع سنوات بدلاً من ست سنوات.. ما يعني اعطاء فرصة لتدفق التغيير في المجتمع.. خصوصا مع قصر ولاية أي شخص لمنصب الرئيس علي فترتين.. وهو منهج استلهم التوقيتات الدستورية الأمريكية وتباعد عن التوقيتات الفرنسية التي أصبحت الآن كل خمس سنوات.
• في سياق الانفتاح السياسي، وتقليص تقييد الدولة للمناخ العام، فإن التعديلات وضعت ضوابط ملحوظة علي فرض حالة الطوائ.. وطوقت إمكانية امتدادها لمدد طويلة.. قياسا بالطبع علي الحالة التي كانت الأمور عليها.. وجعلت هذا الخيار مقيدا برلمانيا.. وامتداده أكثر من ستة أشهر مقيدا بتفويض شعبي عام من خلال الاستفتاء.
• لم تزل فلسفة التعديلات حائرة ما بين استهداف استيعاب المستقلين في الحياة السياسية وما بين الرغبة في تعضيد العمل من خلال الأحزاب.. ويمكن القول إن هناك تساوياً بين الهدفين.. إذا ما لاحظنا التيسير الواضح في إتاحة الفرصة للمستقلين للترشيح لمنصب الرئيس مقارنة حتي بالشروط الفرنسية (سوف نوضح هذا فيما بعد).. في ذات الوقت الذي تعطي فيه التعديلات أريحية للأحزاب لأن ترشح شخصا منها إذا كانت قد حصلت علي مقعد في آخر انتخابات.. إن تساوي الرغبة في تحقيق الهدفين لا ينفي احتمال وجود حيرة دستورية.. قد يحسمها التعديل الاشمل لكل الدستور فيما بعد.. بحيث يتضح ماذا يريد المجتمع السياسي للبلد: هل هو يريد حياة تقوم علي الحزبية الصريحة.. أم يريد أن يتيح الفرصة للعمل السياسي المستقل؟
• عالجت التعديلات معضلات آنية، لها وقعها علي المناخ السياسي، ولم يلح فيها أنها تعطي أفقا أبعد للمستقبل.. علي سبيل المثال هي عالجت مشكلات الفصل في صحة العضوية في مجلسي الشعب والشوري بأن أحالتها مباشرة إلي المحكمة الدستورية.. وجعلت مدة الفصل في الأمر شهراً.. وهذا مبدأ يحل مشكلات ولا ينفي احتمالات التبديل في التعديل التالي علي نطاق واسع.
• منحت التعديلات صلاحيات واسعة للمحكمة الدستورية، ما يعني أن عليها أن تتجهز لأنواء أكثر تعقيدا من أدوارها الحالية في الوقت المقبل.. ومن ذلك الفصل في صحة العضوية، وإدارة الانتخابات الرئاسية، وفحص قانون الانتخابات الرئاسية، في ذات الوقت الذي سحب فيه من محكمة النقض مسألة الفصل في صحة العضوية البرلمانية.. وأعيدت إلي القضاء برمته عملية الإشراف علي الانتخابات.
• تميل فلسفة التعديلات إلي تجنب العنصر الأجنبي في العملية السياسية المصرية، سواء من خلال شروط جنسية المرشح للرئاسة وجنسية زوجته وجنسية أبويه، أو من خلال إقرار الإشراف القضائي الكامل علي الانتخابات.. ما يعني ضمنا أن من حق هذا القضاء أن يقبل رقابة أجنبية من عدمه.. وأن بيده القرار.
[email protected] www.abkamal.net


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.