يسيل بجوار النيل فى بر مصر نهر آخر من الإبداع.. يشق مجراه عبر السنين والأجيال داخل نفوس المصريين.. فى سلسلة لم تنقطع.. وكأن كل جيل يودع سره بالآخر.. ناشرين السحر الحلال.. والحكمة فى أجمل أثوابها.. فى هذه الصفحة نجمع شذرات من هذا السحر.. للشعر.. سيد فنون القول.. الذى يجرى على ألسنة شابة موهوبة.. شارك مع فريق «روزاليوسف» فى تحرير هذه الصفحة بمشاركتك على [email protected] امنح المعزِّينَ مااصطَدتَ منْ حريةٍ المَوتُ مَوتُكَ فلِمَ تبْكِ خَارجَ الغُرفةِ ؟ هُو الآنَ بين يديكَ فَعَلَى رَأْسهِ ابْكِ واصْطَدْ لهُ آيةً ويمامتيْن اصْطَدْ لهُ سُلمًا من غَمَام واصْطدْ لهُ نهرًا بأسْماكهِ وازْرَع الكتَّانَثَوبًاللكَفَن وانْدَه المُقْرِئََ واطْلبْ سُوَرًا تَرفَعُ الرَّأْسَ واذبحْ فى العَزَاءِ عشْرَ سمَاواتٍ ورِيحًا وامنح المعزِّينَ ما اصْطَدتَ من حريَّةٍ ولاتَكُن نِدًّا لليتَامَى ولا للذينَ يغْسِلونَ أياديَهم فى بُحورٍ من الدِّين لأنَّ المسَافةَ بين الدماءِ وبين الديانةِ أبعدُ من كُتبِ الله والنَّاس . لا تدْخُل البيْتَ مُستئذنًا ولاتمْنَح الغُرباءَ جَوازَ مُرورٍ لمَائِك كُنْ كالتُرابِ ولاتخْلِط بهِ رمْلَ اللِّحَى وَجُر ورَاءَكَ بابيْن بابًا مِفْتَاحهُ فى يديْك وبابًا كما كانَ يفعلُ أهلُوكَ فى الماضِي، يُوهِمُ الداخلين. ضَعْ فى العَزاءِ الكَبيرِ العَلَم وامْنَح المُعَزِّينَ شايًا ومَاءً مِنَ النَّهْر ونَح القَهْوَةَ المُرَّةَ فليسَ الوقتُ وقتَ شَمَاتَةٍ وهزيمَةٍ للنَّخل أنتَ تعْرفُ أنَّ النخلَ يزعَلُ فى العَرَاء واتْبَع الشَّاى بنَاياتٍ تَشُدُّ الظَهْرَ كما كان يفعلُ الأجدادُ أوقاتَ الحَصَاد. واتبع سنَّةَ المِصْريِّ فى ذكْرِ الخَمِيس ولاتَنْس ظِلالَ الأربعين علَى المَقَابرِ وامْنَح الصَّبارَ حُريَّةَ البَوْحِ كيْ يحمِلَ الآثامَ فى أورَاقِهِ ويكُونَ شَفيعَنَا فِى اللَّيل وفِى وقْتِ الحِسَاب اتْرُك المَاءَ يَجْرِى تحتَ أقدَامِ المَقابر فرُّبمَا فِى اللَّيل قد يعْطَشُ المَوْتَى. وفِى الخَمِيسِ الثَّالثِ للمَوت اكْتُب الاسمَ والشَّهرَ والعَام ولاتَغْفَلْ تقْويمَ أسْلافِنَا فنَحنُ مياهٌ تَحِنُّ إلى الأصْلِ ولاتُنْكر على الطَّيْر الكَلام ولا علَى المَوْتَى التنزُّهَ فِى اللَّيل ولذا كُنتُ أمنَحُ أُمِّيَ بعْضَالقُروشِ القليلةِ عَلَّها تحتَاجُ شيئًا أو تُطْعِمُ الأقمارَ حينَ تنزِلُ، تسْتريحُ علَى يديْها أو تُلْبِسُ الفقراءَ من العَرَايا الميتين أو تُوهمُ الأرضَ بالنِّيل . اذْكُر المَاء واذْكُر النَّار واقْطِفْ لليديْن اللُّغَات واذْهَبْ إلى الغيْطِ وَحْدَكَ ولاتحْبِس الاسْمَ فِى الإثْمِ واحْمِلْ فِى صُّرة الظُّهْر اسْمًا ومَوْتًايلِيقُ بِواحِدٍ لم ينمْ فِى الظَلامْ.
الشعر : احمد الشهاوى
الرحيل
أحبُ الحب وأعشق الآهات احبكى من وقتى هذاليوم الممات سنين من عمرى ضاعت وكل يوم يذوب من الذكريات حنين الحنين وسنين العاشقين أذابت الأمنيات سلبتى منى حريتى وفديتنى بجميل الحريات حاورت نفسى فيكى وعشقت غضبك بهمس النسامات وراحت تروح روحى من شدة الآهات عشقت همسكي وحنينكي وعرفت بانى فى بعدكي فاقد أجمل الأمنيات بأن عمرى قد فات حبيبتى ألما تصممين على الرحيل الذى استنشق الذكريات ونفذ الهوائى من كوكب الساكنات وراحت غيوم الحياة تسيطر على قلبى الذى مات ماذا بعد ابتسامة العمر وماذا بعد حنين الآهات فعيشى بذكرى فؤادى الذى عشق روحكي وترك الجميلات فعندما تبحثين عنى ستجدينى وسترى كل الأمنيات بأنى عاشق بين الهوى وجنون الحيات بانى شيدت حبا سيصر حلم كل الفاتنات سيشهد التاريخ بعدى بأن حبى سيذيب كل الأميرات لأننا أسطورة حب ملئت الفراغات وأذابت جليد الدنيا وأنارت ظلام الليل الذى اضاء من اجل العاشقات
شعر : الحسن مرزوق اشتياق اشتياقى للأماكن القديمة اللى كانت جامعة بينا فيها ذكرى من هوانا فيها تغريدة صبانا فيها شوقنا وفيها ريحة الابتسامة اشتياقى للكتابة ع الحيطان حفر إسمى جوة اسمك ع البيبان لحظة كانت صافية بينا معلمنها بالحنان اشتياقى لساندوتش الفول زمان زهرة الفل الجميلة والريحان اشتياقى لدعوة منك بالنجاح لما صوت العصر يدن بالفلاح وأما كنا نعدى من سور الجناين نقطف الورد اللى طارح كل حاجة وحشنى فيها ريحتك إنتى يا أمرتى يا اللى موجك بحر بيوصل سفنتى كل حاجة فيكى حلوة باشتياقى لما باتغرب بلاقى حبة من ريحتك تهفهف جوة منى لاشتياقى اشتياقى ليكى جنة جنة بتعطر حياتى شعر : سماح مصطفى نوح
عندما أراكى يامن اذبتى جليد قلبى فصارت شرايينى انهارًا من الحب سقت وروت كل العاشقين من حولى أنبعى أنتى أم مصبى لقد صار هواكى يملأ قلبى حبيبتى اعجز عن الوصف وأصير فاقدا لمعانى العشق ارتجف عندما اراكى واطير فرحا عندما استنشق هواكى لقد صرتِى انتى كل الحب وأصبحت معكى فاقد الوعى لقد هز كيانى «حبك» وصرت انا مكتوف الايدى لا أرى الا سواكى ولا انتظر من الدنيا الا رضاكى يقظتى انتى وحلمى عشقى وحيات الروح يا من تملكتى الروحى صرت اسيركى فلا تتركينى وداومى على عشقى اقتربى منى عسى ان يكون هو جدى فانا بكى احمل معانى الحب وبدونك اصير تأ هاً فى دنيا العشق شعر : الحسن مرزوق حامدعبد الجليل
قصيدتان (1) يا بهجة نفسى المسلوبة يا قلبى الآبق تحت سراديب اللاشىء أتساءل.. لا أسمع إلا أنات صدى صوتى المكتوم والبوم يتصايح فى وطن أعمى يغفو أحيانا ثم يحوم!! (2) مضينا فى خباء الليل لم نملك سوى قلبين لكنا فقدنا فى زحام الصبح قلبينا!!
الشعر : خالد البوهى
حصاد محتمل
بومة وحطت ع البيوت حزون خرابها لف طوق متعاص سواد لون الحداد عشش على جبين المدى والعنكبوت سال لعابه ع الحيطان غزل الملل ف عب المكان والنظرة شاردة ف الغيطان والأرض بور تبدر أمل من غير كلل تزرع حصادها المحتمل !!
الشعر : هبة العطار يدوم علَّمتنى الشرفاتُ التى وقaفتُ خلفَها، كثيراً وأنا صغير، أَنْ لا شىء يدوم، حتَّى وأنت مُختبىء وراء شُرفةٍ بالية، الأصواتُ تأتيك عاريةً من ملامحها، والحزنُ يهز ذيله للعابرين، لكن، لا شىء يدوم. العالمُ مؤلمٌ فعلاً من وراء النافذة : العاهرة تهشّ حزنها وهى تمشى، والمنتحرون يسيل لحمُهم دون إرادةٍ منهم، أقفُ وحيداً فى الشرفة، ربَّما، لأنَّ لدىَّ ما أنظرُ إليه، أنا مولودٌ فى شرفةٍ يتيمة، وحين كبرتُ صرتُ أفتح قلبى بصعوبة كنافذةٍ تكافح كى لا يغطيها التراب، عرفتُ شرفاتٍ تآكلتْ حين مات أصحابها ونوافذ تعرَّت جدرانها قبل أن تتعرَّى النساءُ فيها. أنا مدينٌ باعتذارٍ لآفِ الشرفات حين كان العالمُ عارياً كنتُ أنظر إليه، كأنَّه صُدفة ميتة، سمعتُ شيوخاً من الماضى يئنون تحت شُرفتى، ورأيت العانسات ، يسحبن النحيبَ من آخره، فيما السباب يخرج بمفرده، دون أن يُلقيه أحد، بعض الشتائم كانت تتعلَّق بين الضُلف، ولا تجد مَن يُرسلها إلى الأرضِ، كى تولَد. طولُ إقامتى فى الشرفة كان لا يعنى فى الحقيقة سوى أننى موجود، مُعلَّق كالرِّضا على وجوه المهزومين، نعم من شرفة قصيرة، يُمكنك أن تتعلَّم كيف تشمّ العالم، دون أن تعلقَ أوساخُه بملابسِك. أبى تعرَّق فى بلدٍ بعيد لكى يعود ببيتٍ وخمس شرفاتٍ مغلقةً دائماً ومُتْربة، لكنها رغم ذلك تدرِّبَ الغبارَ على محبَّة الطيران. علمتنى الشرفات، أن عرق الذين يكذبون دائماً أوضح، كأنَّهم يبلّلون الكذب، كى لا يدوم، علَّمتنى أن الجروحَ طويلةٌ بما يكفى، وأنَّ اللوعةَ قادمةٌ من مكانٍ بعيد، لكنَّها أبداً، لا تدوم.