عاش المصريون لحظات تاريخية مساء أمس الأول بميادين مصر، فطوفان من المشاعر انهمر عقب بيان القيادة العامة للقوات المسلحة، ففي ميدان التحرير مهد الثورة المصرية، امتزجت الزغاريد بدموع الفرح واختلطت أصوات الهتافات.. «الشعب أسقط النظام» و«الجيش والشعب ايد واحدة» بصوت الألعاب النارية، فيما نزل الملايين إلي شوارع القاهرة والمحافظات للاحتفال بعزل الرئيس السابق د. محمد مرسي وتكليف المستشار عدلي منصور رئيس المحكمة الدستورية برئاسة مؤقتة لمصر، وتجميد العمل بالدستور واجراء تعديلات دستورية وتشكيل حكومة كفاءات وطنية واشراك الشباب في القرار السياسي عبر المشاركة في المؤسسات التنفيذية ووضع ميثاق شرف إعلامي. فما حدث تصحيح لمسار 25 يناير فيما واصل انصار الرئيس المعزول اعتصامهم وسط مناشدات من تيارات اسلامية لهم بالانصراف من الميادين لمنع الصدام. كتب - صبحي مجاهد وميرا ممدوح توالت بيانات المؤسسات الدينية الإسلامية والمسيحية والطرق الصوفية وأحزاب وتيارات سلفية تأييدها لخارطة الطريق التي طرحتها القيادة العامة للقوات المسلحة للمرحلة المقبلة. وأكد الأزهر الشريف في بيان له علي حرمة الدم الوطني وإراقة الدماء داخل الوطن الواحد للخلاف السياسي. وقال البيان: لا يمل الأزهر الشريف من تحذير المصريين كافة من العنف السياسي والبطش بالخصوم في الرؤي أو المواقف السياسية أو استباحة دمائهم من أجل ذلك، إن الدم المصري أزكي من أن يراق لأجل أهداف أو خطوات سياسية مهما كانت». أضاف أن من تتلوث يده بدم أخيه فليس أمامه إلا نار جهنم خالدا فيها كما قال الله سبحانه وهو أصدق القائلين: «ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابا عظيما». وعلي من تسول له نفسه أن يشارك في إراقة الدماء أيا كان موقعه أن يتذكر قول الصادق المصدوق - صلي الله عليه وسلم-: «إذا التقي المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار». ووجه شيخ الأزهر رسالة للمصريين قائلا: يا أيها المصريون أناشدكم العقل والدين والوطن والرحم والإنسانية حكاما ومحكومين أن تواجهوا مشاكلكم وتحلوا أزماتكم بالعقل والحكمة، ورعاية الحقوق الشرعية والإنسانية واعتبار الدم الوطني خطا أحمر لا يتجاوزه ولا يقتحمه وطني مخلص يبغي الخير لوطنه في الحاضر والمستقبل، وسيأتي يوم علي من يشارك في ذلك بأي صورة من الصور يندم فيه فلا ينفعه الندم ولا يجد حجة يجيب بها ربه عز وجل. واختتم البيان بالقول: نحذر ونعيد التحذير للجميع، وندعو الله أن يحفظ مصر وأبناءها جميعا والله يقول الحق وهو يهدي السبيل. وأعربت نقابة الأشراف في بيان لها عن أملها في أن يتحمل الجميع مسئوليته التاريخية والوطنية في هذه المرحلة الدقيقة التي تمر بها البلاد لحماية أرواح ودماء المواطنين وانحياز الجميع إلي تلبية مطالب الشعب للعبور بالبلاد إلي بر الأمان. وأشار نقيب الأشراف السيد محمود الشريف في بيان للنقابة إلي أن النقابة تؤكد ثقتها الكاملة في القوات المسلحة حفظا لأمن هذا الوطن والمواطنين وتدعو الجميع إلي الترفع عن المصالح الشخصية والحزبية الضيقة، وإدراك طبيعة اللحظة الحرجة التي تمر بها البلاد.. مطالبا بتغليب المصلحة العليا للوطن داعيا الله أن يحفظ مصر وشعبها من كل سوء. وقال بيان صادر عن الطريقة العزمية: لقد تحققت في الجيش والشرطة المصرية نبوءة رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم عن جيش مصر وضباطها وجنودها، حيث قال صلي الله عليه وآله وسلم: «إذا فتح الله عليكم مصر فاتخذوا منها جندا كثيفا فإنهم خير أجناد الأرض»، ولقد أثبتت ثورة 30 يونيه المجيدة ترابط الشعب والجيش والشرطة بقوة وإيمان وإصرار لحماية هذا الوطن بالرغم من محاولات الترويع والوقيعة ما بين الشعب والجيش والشرطة. واستطرد البيان: إننا لنتقدم بخالص الشكر والتقدير للشعب المصري الأبي الصامد صانع المعجزات ومتخطي الأزمات علي نزوله إلي كل ميادين مصر وشوارعها للحفاظ علي تراب مصر من غدر وعدوان جماعة الإخوان المسلمين. وأكد حزب النور أن موافقته علي ما توصلت له خارطة الطريق التي أعلنتها القوات المسلحة من إجراء انتخابات رئاسية مبكرة جاء من أجل إنقاذ مصر من الفوضي. وقال جلال مرة الأمين العام لحزب النور في بيان له: ما اتخذنا هذه القرارات التي جاءت بها خريطة الطريق إلا بسبب الحالة المصرية التي وصلت إليها واتفقنا علي تلك الخريطة لإنقاذ مصر، خاصة مع عدم تجاوب فئات كثيرة مع مجهودات المصالحة التي كنا نتحرك بها ولها. أضاف: أن هذا الموقف في إجراء انتخابات رئاسية مبكرة لم نصنعه نحن وإنما صنعه الآخرون حيث تحركنا لحفظ مصر وصيانتها من إسالة الدماء. وأكد ائتلاف الطرق الصوفية: أن الجيش المصري انحاز إلي إرادة الشعب ضد فصيل حاول الاستحواذ علي مصر وتسخيرها لصالح مخطط جماعة الإخوان المسلمين. وقال مصطفي زايد منسق عام الائتلاف أن موقف القوات المسلحة يوجب تقديم الشكر إلي القائد الأعلي للقوات المسلحة سيادة الفريق أول عبدالفتاح السيسي وإلي جميع أفراد وصف وضباط القوات المسلحة علي انحيازهم لمطالب الشعب المصري بعزل محمد مرسي من رئاسة الجمهورية. وأكدت الكنيسة الكاثوليكية أمس تضامنها مع كل أبناء الوطن في آماله وآلامه، وقدمت التهنئة لجموع المصريين علي رحيل نظام الإخوان عن الحكم. وأشاد الأنبا إبراهيم إسحق، بطريرك الكاثوليك في بيان أمس، بدور القوات المسلحة المصرية الباسلة التي أخذت مسئوليتها الوطنية في خدمة الشعب، والحفاظ علي وحدة مصر وسلامتها، وعلي التزامها برعاية خارطة الطريق للخروج من الأزمة. وذكر أن الكنيسة تصلي من أجل جميع الذين ضحوا بحياتهم في سبيل كرامة الوطن وحريته، وأن يحفظ الله مصرنا آمنة وسالمة. وهنأت طائفة الأقباط الادفنتست بمصر الشعب المصري بمناسبة رحيل نظام الاخوان المسلمين، وقال القس لوالين ادواردز رئيس طائفة الادفنتست بمصر في بيان له أمس أن الملحمة العظيمة للشعب المصري تمت بقيادة جيش مصر الحر وجهاز الشرطة العظيم وتلاحم الشعب العظيم بجميع فئاته وأطيافه المختلفة. وأضاف أن هذا الإنجاز العظيم الذي عبر فيه الشعب عن حريته واختيار مصيره فهنيئا لشعب مصر العظيم و لجيشه الأبي الذي يعبر يوما فيوم عن وقوفه خلف شعبه وبجواره وحاميا له خارجيا وداخليا وأيضاً لأفراد الشرطة العظماء الذين يضحون بأنفسهم من أجل سلامه هذا الوطن ووقوفه جنبا إلي جانب هذ الشعب الطيب. وإختتم ادواردز بيانه بالدعاء لمصر قائلا “حفظ الله مصر الغالية وشعبها وجيشها ورجال وأفراد الشرطة العظماء.. عاشت مصر حرة”.