تعد عتيقة مغايصيب حماد نصار 130 عاما تعيش فى عزبة العرب الملاصقة لقرية سنور شرق بنى سويف اكبر معمرة فى العالم تزوجت يوم ولد الملك فاروق جاء والدها إلى مصر مهاجراً من أرض الحجاز قبل حفر قناة السويس وتزوج من والدتها بمصر وانجبا 10 من الابناء والبنات وهى اصغر اخوتها تؤكد انها عاشت اجمل ايامها ترعى الأغنام والجمال أيام الملك وذهب الخير بذهابه حيث كانت ال10 بيضات بقرش احمر. وأشارت إلى أن والدها عندما جاء إلى مصر عبر طريق أم الرشراش نويبع القنطرة حتى دخل الإسماعيلية ولم تكن هناك قناة السويس وكان مع عدد كبير من افراد القبيلة وقبائل أخرى من ارض الحجاز ونجد ولم تكن هناك سعودية كما نسمع هذه الأيام. اكدت عتيقة انها ولدت عام 1883 بعد هوجة عرابى بسنتين وكان الناس يؤرخون بالهوجة وتزوجت عند بلوغها الثالثة عشرة من ابوسليمان سويلم عبد الله ابن خالة امها سهيلة وكان يكبرها بعشرين عاما زواجاً عُرفيا وكان مهرها جلبابا وخلخالا وليس لها أى اوراق كما يفعلون هذه الأيام من قسيمة زواج وقائمة جهاز ومقدم ومؤخر مشيرة الى انهم كانوا لايعرفون هذه الأشياء لأن الراجل كلمته ب100 ورقة وعقد وقالت: كنا نرعى الأغنام والرجال يقومون برعى الإبل وكانوا يغيبون عنا بالأشهر ونحن بالخيام والزرابى بالصحراء الواسعة لم تُسرق منا مِعزة واحدة فى يوم من الأيام كنا نأكل لحم الضأن ودبدوب النار - الفطير المدفون وسط النيران بالحفر - ونشرب لبن الجمال ومياه الكشك المبلول ولم اعرف يوماً الأمراض ولم اذهب لطبيب فى حياتى. واشارت الى ان الملك فؤاد هو اول ملك حكم مصر وتتذكر الاحتفالات التى شهدتها مصر عند توليه العرش وتعى جيدا ثورة 19 وزعيمها سعد زغلول والطريف انها قالت عنه سعد ابن امبارح مؤكدة ان اجمل أيامها كانت زمن الملك فؤاد وراح وخد الخير معاه فى عهده كانت ال 10 بيضات بمليم والخير كان كتير والاكل ببلاش. أما عن جمال عبد الناصر قالت ايوة ده الرئيس اللى كانوا يغنوا له فى الراديو ويوم مامات كانت محزنة فى مصر كلها بيد انها لم تسمع عن الثورة ولا تعرف مرسى ولا جماعة الاخوان المسلمين. وأوضحت انها مع احفادها الآن قد وصلت إلى أسوأ حال حيث نعيش فى العشش الخاوية والشباب يذهبون للعمل باليوميات والحراسات بالمصانع واصبحنا نشتهى كل شىء حتى الرغيف الحاف فقد ذهب الملك وذهب الخير واهلنا وقبيلتنا بالسعودية لا يسألون عنا رغم انهم يعرفوننا وكانوا يودوننا إلى وقت قريب وادعو إلى الرئيس مرسى اللى قلتوا عليه بأن أرى الخير على وجهه لمصر قبل أن أموت واتمنى أن يكون لى قطيع من الإبل والغنم اتنقل بهم بين السهول والوديان كما كنت فى الماضى. فيما أضافت ابنتها الوحيدة على قيد الحياة سويلمة سليم 67 سنة أننا نعيش هنا بوادى سنور وليس لنا أى دخل غير 150 جنيها مرتب الضمان خاص بى انا لأن أمى ليس عندها أى اوراق تثبت شخصيتها وأولاد اخواتى وباقى أهلنا وهم عدد محدود هنا كلهم لا عمل لهم فاغلبهم ليس لديهم أوراق يذهبون للعمل باليوميات ببعض المصانع.
