استطاع الفنان محمود شكوكو أن يصنع أسطورة فنية حيث تحدى كل من حوله وتحول من نجار لا يجيد القراءة والكتابة إلى نجم كبير تمكن من رسم البسمة على وجوه الناس وتميز فى فن المونولوج الذى أصبح له رائدًا، وامتد مشواره الفنى حتى استحق لقب «شارل شابلن العرب» فكان يسعى دائمًا لتعميق دور الفن وتوصيل صوت الشعب للحاكم وتمكن من أن يكون معارضًا كوميديًا مما جعل الحكام يستبعدونه من قوائم التكريمات، ومع هذا فالدور الوطنى الذى لعبه «شكوكو» مازال يتحدث عنه حيث قدم العديد من الحفلات التى تبرع بأجرها للمجهود الحربى. واستطاع أن يحصد حب الكبار والصغار لدرجة أنه كان الفنان الوحيد الذى صنع له «تمثال باسمه» تهافت عليه الأطفال، مع هذا كله لم يحصل شكوكو على حقه فى التكريم من الدولة ولا حتى من صناع الفن الجدد، بل عانى ومازال يعانى من التجاهل الشديد ولم يخلده حتى الآن أى عمل درامى لجيل لم ير منه سوى الضحكة
عبدالباقى: لم أتناوله فى مسلسلى لأن إسماعيل ياسين لم يكن صديقه
أعرب الفنان أشرف عبدالباقى عن غضبه من إهمال صناع الفن للسيرة الذاتية للفنان شكوكو، سواء بكتابة عمل درامى عنه أو ذكره فى الأعمال الأخرى.. حيث قال إنه لم يجد أى معلومة عن شخصية الفنان الراحل فى المسلسل الذى قدمه منذ 3 أعوام عن حياة إسماعيل ياسين وذلك لعدم ذكر ياسين لمواقفه مع شكوكو فى مذكراته الخاصة والتى تم الاستعانة بها فى كتابة العمل. وأضاف قائلا: «ليس معنى استبعاد شخصية شكوكو من حياة إسماعيل ياسين وجود غيرة بينهما كما تردد ولكن ياسين كان يتحدث فى مذكراته عن أصدقائه المقربين فقط والذين أثروا بشدة فى حياته، وأعتقد أن علاقته بشكوكو كانت فى إطار العمل فقط».
وأضاف عبد الباقى أنه يعتبره أحد أعمدة المونولوج وتحدث عن مدى تأثيره فى الجمهور وقتها لدرجة أن فريق عمل فيلمه الشهير «عنتر ولبلب» اضطر لتغيير اسم شكوكو داخل الفيلم من «شمشون» إلى «عنتر» وذلك بسبب تخوف صناع الفيلم من غضب الرئاسة وقتها بعد إطلاق لقب «شمشون العرب» على الرئيس الراحل جمال عبدالناصر وقاموا بإجراء عملية دوبلاج فى مقاطع من الفيلم.
خالد جلال: برحيله اندثر فن المونولوج
أكد المخرج خالد جلال أن جيل المونولجيست الذى يعد الراحل شكوكو أحد أطرافه لم يسلم الراية للأجيال التالية له مما دفع الفن للاندثار مع وفاة الأسماء اللامعة فى هذا المجال ومنهم إسماعيل ياسين وشكوكو وثريا إبراهيم.
وأضاف قائلاً: «للأسف المجتمع تعامل مع هذا الفن على أنه فن تافه على الرغم من كونه اداة لانتقاد وتشريح أحوال المجتمع بشكل كوميدى ساخر، لذلك اندثر مع وفاة رواده ثم عاد من جديد بعد سنوات ولكن بشكل حديث وذلك من خلال «ستاند اب كوميدى» والذى يعتمد على وقوف شخص منفرد والذى يعتمد على المسرح ويقوم بالسخرية من الأوضاع التى تدور حوله بشكل أقرب للنكات المطولة. بالاضافة إلى برامج اللايت كوميدى مثل برنامج «البرنامج» لباسم يوسف.
ماجدة موريس: الفرصة مازالت أمام «الإنتاج» لتقديم حياته
أكدت الناقدة ماجدة موريس أن المونولوجيست محمود شكوكو تفوق على الممثل فكان له تأثير على النوع الذى يقدمه من غناء الموال وكان له ملامح فى الأداء الغنائى على عكس إسماعيل يس الذى كان متميزا فى التمثيل وأثر فى السينما المصرية.
وعن عدم تقديم أى عمل تليفزيونى يخلد ذكراه أرجعت ذلك إلى من يقوم بهذا الدور والمشكلة تكمن عند شركات الإنتاج ولكن مع ذلك مازالت الفرصة متاحة لتقديم أعمال عن هذا الفنان المؤثر والمتفرد.
حسن مصطفى: الوحيد الذى صُنع له «دميه للاطفال»
أكد الفنان حسن مصطفى أنه كانت تجمعه علاقة طيبة بالفنان الراحل قبل وفاته بسنوات حيث كان يقوم شكوكو بعرض إحدى مسرحياته مع فرقة المتحدين الذى يعتبر حسن مصطفى أحد مؤسسيها حيث قضى معه عدة أشهر بالإسكندرية أثناء عرضه لمسرحيته وكان يتمتع بروح طيبة ويحمل الخير لمن حوله ويكفى أنه كان الفنان الوحيد الذى صنع له تمثال صغير من الزجاج كان يباع للأطفال وحقق هذا التمثال انتشارًا كبيرًا فى مصر وأنهى مصطفى حديثه داعيًا للفنان محمود شكوكو بالرحمة وقال «رحم الله الإنسان الفنان صاحب تمثال «شكوكو فى زجاجة».
حلمى بكر: استطاع أن يحول النجار إلى فنان
أكد الملحن حلمى بكر أن الفنان محمود شكوكو استطاع أن يقدم نموذجًا فريدًا للفنان الحقيقى الذى تفوقت موهبته على الظروف المحيطة به خاصة أنه استطاع أن يتحدى الجهل والأمية وبالرغم من عدم حصوله على شهادات استطاع أن يتحول إلى نجم كبير بعد أن كان يعمل نجارًا ولم يصدق أحد أن حلم النجومية سوف يتحقق بعدد من الأفلام التى مازال الجمهور يشاهدها ويستمتع بها كأنها تعرض للمرة الأولى وبرر بكر عدم إهمال صناع الفن فى تخليد ذكرى شكوكو على طريقة السيرة الذاتية وعدم تقديم أى عمل يحكى قصة حياته إلى أن هذا ناتج من الحالة العشوائية التى يشهدها عالم الإنتاج الفنى حيث أصبح شغلهم الشاغل تحقيق مكاسب مادية بغض النظر عن القيمة التى يحملها العمل.
أما عن المونولوج والاستعراضات التى تميز بها شكوكو قال كل من حاول تقليده فشل حتى أقاربه لأنه كان حالة متفردة.
وعن الرقصات التى كان يقوم بها بكر انها قال كانت تقدم بطريقة غير مبتذلة عكس ما يحدث الآن من أشخاص أمثال سعد الصغير الذين يقدمون ذلك من أجل (الاسترزاق والاستفزاز).
فيصل خورشيد: اعتبره رئيس حزب كوميدى معارض والحكومات لا تكرم منتقديها
على الرغم من أنه لم يجمعه سوى لقاء واحد بالراحل شكوكو إلا أن المنولوجيست فيصل خورشيد يعتبره سبباً رئيسياً فى احترافه لفن المونولوج ومحاولته لتكوين شخصية مستقلة فى هذا الفن مثلما كان شكوكو حيث أكد خورشيد أنه كان ترمومتراً ينقد سلبيات المجتمع فى كل المراحل التى عاش فيها بداية من الملك فاروق ثم عبد الناصر والسادات وانتهى فى الثمانينات بمبارك وهذا ما جعل الحكومات لا تمنحه حقه ولا تساهم فى ذكراه.
■ بداية حدثنا عن اللقاء الذى جمعك به؟
- كان فى آخر ايامه حيث طلبت من صديق له صلة به أن يأخذنى معه وهو يزوره فى المستشفى وتحدثت معه عن رغبتى فى تقديم منولوجات تكون لها بصمة مثل أعماله فشجعنى واعطانى نصائح افادتنى بعد ذلك فى مشوارى منذ أن دخلت مجال المنولوجات فى منتصف الثمانينيات وأذكر أننى فى أحد المرات التى التقيت فيها بالملحن عزت الجاهلى الذى كان يلحن معظم منولوجات إسماعيل ياسين وشكوكو طلب منى أن احترف الغناء لكن اصريت على تقديم المنولوج.
■ وفى رأيك ما هو السر وراء نجاح شكوكو فى المونولوج؟
- أكيد خفه دمه وروحه الحلوة التى تضحك الجمهور فقد حفر اسمه بحروف من ذهب فى مجال الدراما الساخرة والموال الفكاهى والمنولوج الغنائى وهذا جعله ينافس إسماعيل ياسين على لقب شارل شابلن العرب ومع هذه المنافسة جمعتهم أفلام سينمائية وكونا دويتو ناجحاً على الشاشة الكبيرة وهذا سر عظمة هذا الجيل.
■ ولماذا لم يأخذ شكوكو حقه من التكريم من جانب الدولة؟
- لأن الحكومات لا تكرم من ينتقدها ويعرض سلبياتها وإلا كان الإخوان كرموا باسم يوسف عن «البرنامج» ونفس الحال بالنسبة لشكوكو الذى يعتبر اشهر رئيس حزب سياسى كوميدى معارض وهذا ما جعلنا لا نرى مسلسلاً أو فيلماً أو برنامجاً عن شكوكو على الرغم أن حياته مليئة بالأشياء الايجابية التى تكون قدوة لأى فنان يخطو أول خطوة فى مجال الفن فيكفى أن شكوكو هو الفنان الوحيد الذى قامت شركات تدوير الزجاج بعمل تمثال له بزجاجات المياه الغازية الفارغة فى السبعينيات وهذا ما جعل الأطفال يجمعون الزجاج الفارغ ليستبدلوه بتمثال شكوكو لا ينسى دوره أيضا فى مسرح العرائس ومساهمته فى ادخال الأراجوز للمسرح.
■ هل ترى أن هذا العصر ليس زمن المنولوج؟
- لكل عصر أدواته ومع تطور الموسيقى ظهرت النكت السريعة إلى أن وصلنا فى هذا الوقت للبرامج الساخرة وبرامج ستانداب كوميدى الى تنتقد الواقع بإسلوب ساخر وهذا ما أجهز له الآن حتى أكون مسايراً للعصر الذى أعيش فيه.
■ إذا تم تقديم مسلسل أو فيلم عن حياة شكوكو من الذى يصلح لتجسيده؟
- شكوكو كان له شخصية وشكل من الصعب تقليدهم لذلك لا أعتقد أن هناك فناناً قادراً على تقليده.
أحد أصدقائه رفعت الشربيني: من مؤسسي مسرح العرائس وتبرع بأجره للمجهود الحربي أكد الفنان رفعت الشربينى مدير مسرح العرائس سابقا والذى كانت تربطه علاقة صداقة بالفنان الراحل محمود شكوكو أنه كان فريدا على المستوى الفنى والإنسانى أيضا حيث كان يتمتع بخفة ظل كبيرة وكان يحب الخير لمن حوله ويساعد كل الفنانين الصغار ولم يبخل عليهم بفنه.. وعن أعماله الفنية قال الشربينى أنه من أهم مؤسسى مسرح العرائس واستطاع أن يجعل من مسرح العرائس منافسا قويا لمسارح الدولة.
ولكن فن العرائس مكلف للغاية فكان من الصعب عليه أن يكمل فيه وكانت الدولة لا تدعم هذا الفن لذلك أندثر مسرح العرائس حاليا.. وعن مواقفه الوطنية قال الشربينى إنه كان يعشق تراب أرض مصر وكان يقوم بعمل الكثير من الحفلات ويتبرع بأجرها للمجهودات الحربية وتم تكريمه من الرئيس الراحل جمال عبد الناصر عن مجهوداته التى قدمها لمصر وأيضا كان له عدد من الأعمال الفنية الوطنية التى كان يرددها الأطفال فى هذا الوقت وزرعت بدخلهم حب الوطن والانتماء له.