على الرغم من تخوفات جبهة الانقاذ الوطنى من عدم تنفيذ ما سيتم التوصل إليه من نتائج لمبادرة حزب النور السلفى والبدء فى حوار مع مؤسسة الرئاسة ومجلس الدفاع الوطني، إلا أنها أبدت هذه المبادرة مترقبة ردود أفعال جماعة الإخوان المسلمين وموقفها فى هذا الشأن. يأتى ذلك فى إطار موقف شباب الجبهة المتحفظ على المبادرة نتيجة لتصاعد أحداث العنف الأخيرة تجاه المتظاهرين وتخاذل مؤسسة الرئاسة فى معالجتها. فى الوقت ذاته، فجر محمد البرادعى مفاجأة من العيار الثقيل، حيث دعا منفردا إلى ضرورة عقد حوار يجمع بين الرئاسة ووزيرى الدفاع والداخلية والقوى السياسية، علما بأنه كان قد وصف «الحوار الوطني» بأنه مضيعة للوقت!. كتبت - فريدة محمد اتفقت جبهة الإنقاذ المشكلة من عدد من الأحزاب الليبرالية واليسارية على البدء فى حوار مع مؤسسة الرئاسة ووزارة الدفاع والداخلية والحزب الحاكم لإنهاء الاحتقان الذى تشهده عدد من المحافظات من خلال صياغة وثيقة ملزمة لجميع الاطراف تقوم على وقف العنف وغيرها من المطالب التى تطرحها القوى السياسية وذكرت مصادر أن اتصالات جرت بين قيادات الجبهة والسلفيين من جهة والسلفيين والرئاسة من جهة لافتة إلى المحاولات التى تتم مع وزارة الدفاع لانهاء الأزمة فى إطار مجلس الدفاع الوطنى. ويأتى ذلك فى مناخ يشوبه حالة من الارتباك وأزمة عدم الثقة حيث كشفت الساعات السابقة لانعقاد الاجتماع الذى عقد أمس بمقر حزب الوفد، وجمع رموز جبهة الانقاذ وحزب النور السلفى ولم يبدأ مؤتمره الصحفى حتى مثول الجريدة للطبع عن بحث رموز الجبهة أنفسهم جدوى هذا الحوار. وأضافت المصادر أن هناك تخوفات من عدم تنفيذ ما سيتم الاتفاق عليه مما يضع الجبهة فى حرج أمام الشارع السياسى من جهة وشبابها من جهة أخرى. ومن جانبه قال نبيل زكى القيادى بجبهة الانقاذ «نخشى عدم تنفيذ ما يتم التوصل إليه من تصورات وحلول ونتفهم أن الإخوان سيرفضون فكرة إقالة النائب العام. استطرد سنواجه أزمة فى تعديل الدستور خاصة وأن البعض يريد أن يؤسس للدولة الدينية وحذر زكى من عدم تنفيذ ما تم التوصل إليه من حلول توافقية. وتابع نواجه تحديات حقيقية إذا ما اتفقت القوى السياسية على أشياء يرفضها الشارع الذى يسبق فى كثير من الأحيان القوى السياسية فى سقف المطالب. فيما رحب حزب الإصلاح والتنمية بالمبادرة التى طرحها حزب النور السلفى والدعوة السلفية للخروج من الأزمة الراهنة والتى جاء فيها إصدار قانون للتظاهر، ووقف العنف، والمصالحة الوطنية، وتحسين العلاقة بين الرئاسة والإعلام، وتشكيل حكومة انقاذ وطني، وتعديل بعض المواد الخلافية فى الدستور ودعا السادات فى بيان أصدره جميع القوى السياسية والوطنية إلى التجاوب مع المبادرة والتفاعل معها. وفى سياق متصل من المقرر أن يعقد حزب مصر الذى يتزعمه عمرو خالد مبادرة غدًا لانهاء الأزمة التى تمر بها البلاد. .. والبرادعى يدعو لمبادرة بحضور الجيش والداخلية
كتب- أسامة رمضان
طرح محمد البرادعى وكيل مؤسسى حزب الدستور مبادرة للم شمل القوى الوطنية بحضور الرئاسة ووزيرى الدفاع والداخلية قائلا: على حسابه الشخصى بموقع «تويتر» أمس «نحتاج فورا لاجتماع بين الرئيس ووزيرى الدفاع والداخلية والحزب الحاكم والتيار السلفى وجبهة الإنقاذ لاتخاذ خطوات عاجلة لوقف العنف وبدء حوار جاد». وأكد أن بدء حوار جاد يتطلب الالتزام بالضمانات التى طرحتها جبهة الإنقاذ وفى مقدمتها حكومة إنقاذ وطنى ولجنة لتعديل الدستور. ومن جانبه علق د. أحمد البرعى نائب رئيس حزب «الدستور» والأمين العام لجبهة الإنقاذ ومتحدثه الإعلامى فى تصريحات خاصة ل«روزاليوسف» أن دعوة التى وجهها البرادعى شخصية منه ولم تعرض على الحزب أو الجبهة، مشيرا إلى أنه سمع بها من خلال وسائل الإعلام. وأشار البرعى أنه لا يعلم مبررات البرادعى لذلك، لكن ينبغى أن يعلم الجميع أننا لم نرفض الحوار ولكن نريد ضمانات لأن يكون حواراً منتجا يتم تنفيذه ومعروف مسبقا محاور النقاش فيه، وبالتالى فإن الدعوة الحالية تأتى فى وجود الأطراف الثلاثة المؤثرة بمسرح الأحداث وهم «جبهة الإنقاذ والسلفيين والحزب الحاكم»، بجانب وجود عنصر وزيرى الدفاع والداخلية كعناصر محايدة تضمن تنفيذ ما يتم الاتفاق عليه.. ورجح البرعى أن تكون دعوة البرادعى اقتناعا منه بأن الذهاب للحوار الذى دعت له الرئاسة إذا لم يأت بنتيجة سيعقد الأمور أكثر. ولفت البرعى إلى أن دعوة البرادعى جاءت من خلال وسائل الإعلام فقط ولا أعلم ما إذا كانت الرئاسة قد ردت عليه أم لا. وشدد البرعى على أن حوار الجبهة مع حزب النور أمس استعرض دعوة البرادعي، مؤكدا أنه رغم الخلاف الجوهرى مع السلفيين فى الأفكار إلا أنه لا يمكن رفض طلبهم للحوار حقنا لدماء المصريين.. غير أن الحرص على وجود حلول يقتضى وجود أسس للحوار. ومن جانبه رفض د. أحمد دراج القيادى بالحزب ووكيل مؤسسيه الدعوة التى أطلقها البرادعى لأنه لا يوجد مبرر لذلك لأنه لا يفصلنا سوى يوم واحد عن إعلانه هو شخصيا رفض الجبهة الحوار أو توجيه الدعوات من الرئاسة بشكل منفرد للجبهة، معلقا على هذا التصرف بقوله «المعنى فى بطن الشاعر» . وشكك دراج فى أن يكون تصرف البرادعى بناء على توجه شخصى منه فقط، لافتا إلى احتمالات وجود متغيرات كبيرة لديه أقنعته بالدخول لهذا الحوار الذى دعا له. وعلق خالد داود أمين الإعلام بالحزب والمتحدث الإعلامى للجبهة بأنه لا يعلم شيئا عن دعوة البرادعي، مؤكدا أنها لم تطرح من قبل الحزب ولم تناقش.