يعد نسك رمي الجمرات «رجم إبليس اللعين» هو أكثر وأطول النسك الذي يكرره الحاج العديد من المرات علي مدي أربعة أيام، 70 مرة، حيث يرمي الحاج يوم العيد «يوم النحر العاشر من ذي الحجة» العقبة الكبري بسبع حصيات، ثم يرمي الجمرات الثلاث علي مدي ثلاثة أيام كل منها بسبع حصيات فيكون المجموع 63 رجمة بالاضافة إلي السبع الأول يكون الاجمالي 70 رجمة، أما المتعجل فيكون المجموع 49 حصاة. وقد ورد في الأثر أن إبليس اللعين تعرض لسيدنا إبراهيم عليه السلام بعد أن رأي في المنام أنه يذبح ولده إسماعيل امتثالا لأمر الحق وحاول إبليس أن يثني سيدنا إبراهيم عن ذبح ولده، ووسوس له بشتي الوسائل ولكن سيدنا ابراهيم لم يسمع له واستعاذ بالله منه ورجمه عند موقع العقبة الكبري، فكانت شعيرة «العقبة الكبري». وبعد أن أعيته الحيل مع سيدنا إبراهيم توجه إبليس اللعين إلي أمنا هاجر عليها السلام (أم إسماعيل) ووسوس إليها بشتي الطرق وخاطب فيها قلب الأم، حتي تثني سيدنا إبراهيم عن ذبح ولدها فلم تسمع إليه واستعاذت بالله منه ورجمته عند موقع الجمرة الوسطي، فكانت شعيرة «الجمرة الوسطي». وتوجه اللعين إلي سيدنا إسماعيل عليه السلام ووسوس إليه بشتي الوسائل كي لا ينفذ أمر والده، فلم يسمع إليه واستعاذ بالله منه ورجمه عند موقع الجمرة الصغري، فكانت هذه شعيرة «الجمرة الصغري». وإقتداء بسنة أبي الأنبياء سيدنا إبراهيم يقوم جموع الحجيج بأداء نسك «رمي الجمرات»، مثل باقي مناسك الحج، كما علمنا سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم، وكما قال الحق سبحانه وتعالي في كتابه العزيز (ملة أبيكم إبراهيم هو سماكم المسلمين من قبل). والحصيات التي يجمعها الحاج لرمي الجمرات ذات مواصفات معينة في حجمها بحيث تكون مقاربة لحجم حبة الحمص وتكون سبع حصيات لكل جمرة من الجمرات الثلاث. وجدير بالذكر أن الجمرات الثلاث في مني هي عبارة عن أعمدة حجرية بيضاوية الشكل وسط أحواض ثلاثة، تشكل علامات للأماكن التي ظهر بها الشيطان ورماه سيدنا إبراهيم وأمنا هاجر وسيدنا اسماعيل عليهم السلام. ويذكر أن الاحواض التي حول الاعمدة قبل إنشاء جسر الجمرات السابق قد بنيت بعد سنة 1292هجريا لتخفيف الزحام، ولجمع الحصي في مكان واحد، وكان حوض جمرة العقبة قد بني من جهة واحدة ونظرا لتزايد الحجاج أنشئ جسر الجمرات السابق بعد سنة 1383هجريا.
