بعد 24 ساعة فقط من انسحاب السعودية من المشهد اللبناني بإعلانها «رفع يدها» عن الوساطة لحل الأزمة بين تياري 14 و8 آذار حول المحكمة الدولية الخاصة بالتحقيق في اغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري توقفت المساعي القطرية التركية الرامية لحل نفس المشكلة، وذلك في مؤشر ينذر بتوقف سباق الحل واقتراب ساعات الانفجار في لبنان. وقال رئيس الوزراء القطري حمد بن جاسم آل ثاني ووزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو في بيان قبل مغادرتهما بيروت خاليا الوفاض أن مساعيهما في لبنان، توقفت في هذا الوقت بسبب بعض التحفظات علي ورقة قاما بصياغتها وتأخذ في الاعتبار المتطلبات السياسية والقانونية لحل الأزمة اللبنانية دون أن يحددا الطرف الذي أبدي هذه التحفظات وطبيعتها.. وأوضح بن جاسم وأوغلو أنهما غادرا بيروت من أجل التشاور مع قيادتيهما. وذكرت صحيفة «الديار» اللبنانية أمس في تقرير حول الأزمة أن «الأزمة في لبنان فوق الطاولة شيء وتحت الطاولة شيء آخر.. فوق الطاولة اتصالات ومباحثات دبلوماسية وتبسيط للأمور، تحت الطاولة مخططان كبيران يستهدفان لبنان لذلك لن ينجح الحل القطري التركي». من جانبها رأت صحيفة «النهار» اللبنانية أن الصورة في البلاد ستتغير بسبب الكثير من الضغوط السياسية التي تحدث علي الأرض من أجل تخويف اللبنانيين وإجبارهم علي التجاوب مع الوساطة القطرية التركية وفق شروط دمشق وقوي 8 آذار. بينما قال رئيس قلم المحكمة الخاصة بلبنان هرمان فون هابل: سنثبت للجميع أننا غير منحازين ونعمل بمعايير دولية رفيعة جدًا. أكد وزير الدولة اللبناني ميشال فرعون استمرار المشاورات لتسمية رئيس الحكومة المقبلة مشددًا علي أن سعد الحريري رئيس حكومة تصريف الأعمال لديه الشرعية الكاملة للمنصب وأنه لا بديل عنه في هذه المرحلة.