صاحبة حنجرة الدلال والنضوج والشجن. بهذه الكلمات تقدم الكاتبة الصحفية سناء البيسي كتاب الصحفي سامي كمال الدين "سيرة شادية.. معبودة الجماهير" الصادر عن دار العين. تقول إن المطربة المعتزلة عاشت زهرة في بساتين أصحاب الأقلام والفكر في مصر، فكتب مصطفي أمين خصيصا لها قصة فيلمها "معبودة الجماهير"، وجلست لتحاور أنيس منصور ساعات لتسأله ويجيب ويسألها فتجيب، وكان ذلك ضمن برنامج "ليالي الشرق" بإذاعة صوت العرب عام 1964، وقال عنها نجيب محفوظ: "من منا لا يحب شادية بأدائها، إنها علامة من علامات السينما المصرية". أما المؤلف فيكتب في مقدمته أن هناك شيئا مختلفا في هذه الإنسانة الفنانة، "مسافرة دوما مع نفسها وألقة وجمالها". فهي سيدة من طراز خاص، تحمل تألقها أينما ذهبت، وملامح جمالها أينما حلت، ومنذ زمن بعيد وهي تتوق إلي الوحدة بحثا عن عالم آخر لا شرور فيه. يخبرنا المؤلف بأن شادية بعد 35 عاما تربعت فيها علي قمة الغناء وجدت نفسها تقبل علي شيء آخر لا تعرفه، قالت للدكتور مصطفي محمود أنها وجدت نفسها لا تريد الغناء، وقابلت الشيخ متولي الشعراوي فاخبرها بأنه سيكون لها شأن آخر أعظم مما هي فيه الآن، فكان قرارها بأن تحتجب. يحكي الكتاب عبر 16 فصلا حكايات مشوقة عن ذكريات مولد شادية (1934) وبداياتها وقصص حبها وحياتها. والكتاب مليء بالمفاجآت والحقائق وتصحيح للشائعات التي ربطت بين شادية أو فاطمة أحمد شاكر أو "فتوش" كما كان أهلها يدللنها وبين الكاتبين الكبيرين أحمد رجب ومصطفي أمين. وينقل المؤلف بعد ذلك صورة مقربة لشادية من خلال أبنائها، وهم أبناء لم تنجبهم ومنهم ابنة أخيها ناهد طاهر شاكر. في آخر فصول سيرة شادية أو مذكراتها بعنوان "حجاب بلا احتجاب" يؤكد المؤلف أن الفنانة المعتزلة منذ عشرين عاما ما زالت تحت دائرة الضوء، وهي تتابع المسلسلات التليفزيونية لكنها ترفض تماما أن تتجسد قصة حياتها علي الشاشة، لأنها تفضل صمتها المحبب إليها من الشهرة الآن.