"قصة كليوباترا فيها دراما وصدمة وجنس وقتل وحرب.. ما الذي يمكن أن يكون أفضل من ذلك"، هكذا يطالعنا د. زاهي حواس في أحدث كتبه الصادرة لدي دار نشر الجامعة الأمريكية بالقاهرة "كليوباترا.. البحث عن آخر ملكات مصر"، والذي ألفه بالتعاون مع فرانك جوديو ونشر بإشراف "مؤسسة ناشيونال جيوجرافيك الرسمية للمعارض". يحكي الكتاب قصة المرأة التي استمالت اثنين من أقوي رجال العصر الروماني وكسبت إخلاص الشعب المصري، والتي تعلمت الرياضيات والطب واللغات الأجنبية، كما يصف قصة انتحارها في النهاية التي اختارتها بدلا من قبول الإهانة العلنية علي أيدي الرومان الذين هزموها. يسأل د. حواس: جمال خارق وحب تراجيدي وملكة قوية.. أيهم في ذلك كليوباترا الحقيقية؟ ذلك الاسم الذي يعكس فور نطقه صورا للخيال والرومانسية. يعرض الكتاب قطعتين من ورق البردي تصوران خط يد الملكة كليوباترا، وهما معروضتان في معهد فرانكلين بفيلادلفيا. الوثيقة تحمل نقشا باليونانية يشير إلي إعفاء مؤقت من الضرائب لأحد أصدقاء زوجها مارك أنطونيوس. وهذه القطعة واحدة من بين 150 قطعة أثرية في معرض حمل نفس عنوان الكتاب وأقيم منتصف العام الماضي، وقد عرضت فيه إلي جانب ذلك آخر مكتشفات البحث المكثف الذي استهدف العثور علي مقبرة كليوباترا المفقودة، والتي يخصص لها الكتاب معلومات عديدة في آخر فصوله. وعثر علي هذه القطع الأثرية خلال استكشافات بالقرب من أبو صير علي بحيرة مريوط، وبعض آثار الملكة عثر عليها تحت مياه البحر المتوسط من مدينتي هيراكليون وكانوبوس التاريخية بالقرب من أبو قير الحالية حيث دمرت الزلازل وموجات المد البحري قصر كليوباترا قبل ألفي سنة. ويستعين الكتاب المقسم إلي ستة فصول ومقدمة وخاتمة بصور ملونة لتمثالين من الجرانيت الأحمر يبلغ ارتفاع كل منهما 4.8 متر لملك وملكة من العصر البطلمي الذي تنتمي إليه كليوباترا، إضافة إلي قلادات وأساور وأقراطا من الذهب ورأس تمثال لابن كليوباترا ولعشيقها يوليوس قيصر، وطلقات مقاليع ربما استخدمتها الجيوش الرومانية التي أنهت حكم كليوباترا الذي بدأ عام 69 قبل الميلاد واستمر قرابة 40 عاما.