رصد الفيلسوف الانجليزي سيمون كريتشلي وهو رئيس شعبة الفلسفة في المدرسة الجديدة للبحوث الاجتماعية بجامعة اسكس بلندن موقف الفلاسفة حيال الموت منذ القديم حتي الوقت الراهن.يقول المؤلف ان فكرة الكتاب الذي يتكون من سبعة فصول تشمل الفلاسفة في جميع الحقب والحضارات كانت جملة كتبها له أحد أصدقائه وهي أن "التفلسف هو تعلم المرء كيف يموت". ويؤكد الكتاب أن الفلاسفة ليسوا في أغلب الأحيان أكثر حكمة من بقية البشر الفانين أمام الموت، وهذا ما تدل عليه حكايات موتهم. يقدم كريتشلي في كتابه قصة موت 190 فيلسوفًا من قديم الأزل إلي العصر الحديث، أحد هؤلاء الفلاسفة وهو اليوناني "ديوجين" صاحب المدرسة الكلبية الذي كان يحتقر الثروة والقوة ويزدري الملذات الحسية وجميع متع الحياة التي يتنافس عليها البشر ويقتتلون. آمن ديوجين بهذه الأفكار وسار علي نهجها طوال حياته، فكان يتناول أردأ أنواع الطعام، ويمشي في شوارع أثينا حافي القدمين مرتديا ابسط الملابس، حاملا بيده عصاه وعلي ظهره مخلاته، انتحر هذا الفيلسوف وفقا للرواية كاتما أنفاسه. ومن بين الفلاسفة الذين يتم التعرض لهم هيراقليطس (540-480 قبل الميلاد) الذي كان عدوا للإنسانية وتشرد في الجبال. أما توما الأكويني فقد تعرض خلال شهر ديسمبر عام 1273 لحادث خطير أثناء حضوره لقداس في مدينة نابولي. وتتم الإشارة إلي أن ذلك الحادث جرت إعادته لأمرين، إذ اعتبر البعض أن الحدث ذو طبيعة روحانية، وقال آخرون أن توما الأكويني أصيب عندها بنزيف دماغي أما عن وفاته فيقول المؤلف أن البابا قد دعاه لحضور مجمع مسكوني في مدينة ليون الفرنسية حيث أصيب بجرح وهو في طريقه مما أدي إلي وفاته وهو في التاسعة والأربعين من عمره. وسبب وفاة الفيلسوف فرنسيس بيكون هو أنه كان قد اشتري، خلال رحلة في فصل الشتاء البارد برفقة طبيب سكوتلندي دجاجة من امرأة فقيرة ووضعها في الثلج من أجل حفظها. كان يعتقد أن الثلج يحفظ الأطعمة مثل الملح. لكن تلك الدجاجة كانت سبب وفاته عندما تناولها. والفيلسوف الفرنسي دونيس ديدرو، صاحب الموسوعة الانسكلوبيديا، كان في رحلة إلي مدينة سان بطرسبورج الروسية حيث كان يتردد علي بلاط كاترين الثانية، وقد أصيب أثناءها بوعكة صحية رفض معها الكلام وامتنع عن الطعام، لكنه بعد أن شفي قليلا تناول حساء الخروف وثمرات المشمش، وينقل المؤلف عن ابنته انجيليك قولها: "لقد حاولت أمي منعه من تناول تلك الثمرات". وتضيف:" لقد سعل أبي قليلا ثم صمت. وعندها طرحت أمي عليه سؤالا. لقد بقي دون حراك، وعندما رفعت نظرها نحوه كان قد رحل". والفيلسوف الفرنسي ميشيل فوكو الذي توفي عام 1984 كان قد دخل إلي المستشفي بسبب إصابته بزكام مستمر لفترة طويلة وإحساس بالتعب العام وآلام في الرأس. والبير كامي الذي أمضي حياته متأملا بمعني الحياة توفي بحادث عبثي عند ارتطام سيارته بجذع شجرة علي حافة الطريق ، وديكارت مات إثر إصابته بنزلة برد.