افتتحت محافظة القاهرة أمس الأول أسواق اليوم الواحد والتى تعد اول خطوة فعلية للتصدى لظاهرة الباعة المتجولين الذين وصلت أعدادهم إلى 6 ملايين بائع متجول على مستوى الجمهورية، وفقا لرصد الأجهزة المحلية وتستحوذ القاهرة والجيزة وحدهما على 1.5 مليون بائع، ويتجاوز عدد الباعة بمناطق وسط البلد والموسكى وشارع بورسعيد ورمسيس 600 ألف بائع والذين تسببوا فى حالة من الفوضى والعشوائية فهل تنجح هذه الأسواق فى القضاء على فوضى الإشغالات؟
حصاد اليوم الأول: مشادات بالأزبكية وإزالات بالقوة فى الموسكى
بدأت محافظة القاهرة تجربتها بإنشاء الأسواق بعدد من أحياء المنطقة الغربية ومنها منطقة وسط البلد التى تزدحم بالنشاط السياحى والتجارى والترفيهى والثقافى بشكل أعاق ممارسة تلك الأنشطة.
رصدت «روزاليوسف» اليوم الأول فى أسواق اليوم الواحد فى أحياء بولاق أبو العلا، حيث تقع السوق فى شارع بولاق الجديد، وحى عابدين اذ تقع سوق الشريفين، وحى وسط القاهرة ويقطن أسواق صالح الجعفرى والمحور وحديقة الأزهر، وحى الوايلى حيث تقع سوق شارع العباسية، وحى الموسكى حيث تقع سوق حديقة الأزبكية وكذلك المشهد الكبير لأكبر منطقة إشغالات وهى العتبة.
وشهدت المناطق فى العاصمة التى تقع فيها الأسواق حالة من السيولة المرورية مع أول أطراف النهار حتى وسط النهار، ففى العتبة لم تشهد الزحام اليومى الذى تشهده المنطقة سوى المنطقة المحددة مسبقا لإقامة سوق بها للشباب والمرخصة لهذا الهدف، مع تواجد عدد محدود من الباعة الذين يمارسون عملهم وسط حالة من القلق خوفا من اتخاذ الإجراءات القانونية حيالهم فى حالة رفض الانتقال لموقع الأسواق الجديدة ومصادرة البضائع التى بحوزتهم.
وكما هو الحال فى شارع الأزهر الذى يتقاطع فى حدوده مع حى الموسكى الذى تشهد فيه الحركة المرورية حالة توقف تام نظرا لمزاحمة الباعة طريق المرور وانتشارهم بشكل كثيف بنهر الطريق، حيث قامت قوات من شرطة المرافق بإزالة الباعة الذين امتنعوا عن الانتقال بالتفاهم، كما شهدت حديقة الأزبكية مشادات بين الباعة الجائلين وبعضهم البعض، نظرا للاختلاف فى وجهات النظر بين الباعة فى الانتقال من عدمه لرغبة البعض فى إجبار زملائهم على عدم الرحيل ولو بالقوة.
من جانبها شهدت الساعات الاولى فى ساحة صالح الجعفرى بحى وسط القاهر إقبالا كبيرا من جانب الباعة على الانتقال وتسجيل أسمائهم وكذلك الاطمئنان على تسجيل الأسماء ليتمكن كل بائع من الحصول على المكان المخصص له للتجارة فيه، فى الوقت الذى أكد فيه التجار أنه ليس لديهم مانع من استمرار التجربة فى حالة نجاحها.
وفى ذات السياق احتشد اكثر من 120 بائعا من باعة بولاق الجديد على موظفى الحى لتسجيل اسمائهم وتسليم بطاقاتهم الشخصية وذلك لاستلام مكانهم المخصص.
واكد بعض الباعة أن فكرة الأسواق جيدة خاصة مع تقسيمها وفقا للبضاعة المباعة فهناك 4 أسواق منها للملابس والفواكه والأدوات الكهربائية.
بينما تشكك البعض الآخر من فكرة الأسواق مؤكدين أنها دعاية وفرقعة إعلامية تصاحب تشكيل كل حكومة وأنهم قاموا بتسجيل أسمائهم عدة مرات متتالية دون جدوى.
واثار البعض مخاوف من عدم اقبال الزبائن خاصة مع انتقال الباعة من المحاور والكبارى وبجانب مواقف الاتوبيسات والمترو إلى جراج مهدم غير صالح ويستلزم من الزبائن مجهودا للوصول إليه، مما سيقلل الاقبال.
وأشار محمد صديق أحد الباعة فى بولاق إلى أن الفكرة تبدو براقة إعلاميا، لكنها تستلزم أن يعرف المواطنون اماكن هذه الأسواق ومواعيدها وهذا يستحيل حاليا ويتطلب لافتات وملصقات، وهذا دور إضافى للمحافظة لاعلام الجمهور بتخصيص كل سوق، وذلك حتى لا نخسر دخولنا ومصادر رزقنا.
بينما اضاف أحمد سالم أن عملية البيع فى وسط البلد كانت مربحة إلى حد كبير ومضمونة، إلا أنها سببت بالفعل أزمة مرورية نعترف اننا جزء كبير منها – على حد قوله - ولذا استجبنا لفكرة الانتفال ولكن على الحكومة مساعدتنا إعلاميا واقتصاديا حتى لا تفشل الفكرة برمتها. دليلك للأسواق
الخميس فى الوكالة .. والجمعة فى الأزهر والأزبكية
على الرغم من الإعلان عن تجربة اسواق اليوم الواحد من أيام الاسبوع إلا أن الصورة تبدو ضبابية لدى الباعة أنفسهم ومن أصحاب المحلات خاصة فى منطقة وسط البلد وهذا ما يلقى بظلاله على الزبائن أنفسهم الذين سيفاجأوا بعدم وجود بضاعتهم المعتادة على الأرصفة – وفقا لتصريحات مسئولى المحافظة - ولن يكون الأمر يسيراً للعثور على هذه الأسواق خاصة التى ستقام فى جراجات ونبدأ بالأهم وهو سوق بحديقة عمر مكرم بحى غرب وتضم 500 بائع، وساحة العقار 100 شارع 26 يوليو بحى بولاق وتضم 150 بائعا، ومنطقة الألفى بحى الأزبكية وتضم (600 700 بائع)، وساحة الشيخ صالح الجعفرى بحى وسط وتضم 1000 بائع، وشارع الطرابيشى بحى الوايلى وبها 200 بائع، وأخيرا منطقة الشريفين بحى عابدين وتضم (1000 1500 بائع). جدير بالذكر ان يوم الثلاثاء من كل اسبوع سيخصص ليشمل مواقع سور عبدالمنعم رياض بحى غرب، وساحة السكة التجارية (بولاق)، ومنطقة ساحة محور شمال الجمالية وتضم من (2500 3000 بائع)، وأمام جامع السلام بميدان الحسينية بحى وسط.
بينما يخصص يوم الخميس من كل أسبوع للمواقع الآتية.. أمام مجمع التحرير وتضم 800 بائع، وساحة الوكالة بحى بولاق وبها 250 بائعا، ومنطقة الألفى بحى الأزبكية وتضم 700 بائع، وحديقة الأزهر بحى وسط وتضم 2000 بائع، وحديقة الأزبكية.
أما يوم الجمعة من كل أسبوع فيشمل عددا من المواقع هى ساحة عبدالمنعم رياض، وأمام وخلف مجمع التحرير، وحديقة عمر مكرم (حى غرب) ومنطقة الألفى، ومنطقة ساحة 26 يوليو وشامبليون، وميدان الفلكى بحى عابدين وتضم 250 بائعا، وحديقة الأزهر، وساحة الشيخ الجعفرى، وميدان الظاهر بحى الوايلى، وحديقة الأزبكية وتضم 1500 بائع، ومنطقة الشريفين بحى عابدين.
لافتات ارشادية
سيتم تعليق لافتات إرشادية بجميع المواقع، كما سيتم تعيين مجموعات عمل للتنظيم والتأمين وتضم هذه المجموعات أفراد من مسئولى الحى المختص وشرطة المرافق والحماية المدنية، وقسم الشرطة التابع، وإدارة المرور. على أن تستمر جميع المواقع المقترحة فى كل حى فى عملها على مدار الأسبوع طبقا لليوم المخصص لها بدءاً من يوم الاثنين وحتى يوم الجمعة على أن يتم تخصيص يوم الاثنين من كل أسبوع بحديقة شارع بولاق الجديد حى بولاق وتضم 300 بائع، وشارع العباسية بحى الوايلى ويضم 150 بائعا، وساحة الشيخ صالح الجعفرى بحى وسط وبها 1000 بائع، ومنطقة الشريفين بحى عابدين وتضم من 1000 1500 بائع.
تقنين أوضاع مقاهى البورصة
أشار نائب محافظ القاهرة للمنطقة الغربية اللواء سيف الإسلام عبد البارى إلى أن الباعة الجائلين يحدد عددهم بأكثر من 3 آلاف أو 3 آلاف و500 بائع، كانوا قد تم تسجيلهم قبل ثورة يناير زادوا الضعف بعد تلك الفترة، وتم حصرهم وسيحصل كل بائع على موقع بالأسواق، ولن يسمح بإقامة أى نقطة إشغالات أخرى بعد الانتقال لتلك الأسواق.
وأضاف اللواء سيف أنه تم تجميع الباعة الذين تمت إزالتهم بساحة الشيخ صالح الجعفرى بحى وسط القاهرة والتى تسع 1000 بائع لعرض منتجاتهم دون إعاقة للمرور أو إشغال للأرصفة. ومن جانبه قال رئيس حى عابدين اللواء خليل غازى إن الباعة وافقوا على الانتقال بنسبة 50% وجار التفاوض مع النسبة الباقية، إلا أنه يعتبر ذلك بمثابة نجاح وتحقيق مكاسب للأطراف المعنية على أن يتم التفاوض مع الباعة على النسبة الباقية، لافتا إلى أن مقاهى منطقة الشريفين والتى ستتأثر بوضع السوق الجديدة سيتم تقنين إشغالاتها فى إطار ما هو مسموح به قانونا بحيث لا تتأثر بالسوق كمصدر رزق لهم وتعمل السوق جنبا إلى جنب مع مقاهى منطقة البورصة كما يطلق عليها.
وفى حى الموسكى أكد رئيس الحى المهندس حسين الشاطر أن اليوم الأول للتجربة أدى إلى إخلاء ميدان العتبة والموسكى من الباعة مع تسيير لحركة المرور، مشيرا إلى رفض بعض الباعة الانتقال إلى موقع الأسواق الجديدة خوفا من عدم وجود إقبال من الجماهير.
وأكد رئيس حى الوايلى المهندس مصطفى وهبة أن الفكرة لاقت إقبالا كبيرا من جانب الباعة الذين كانوا ينتشرون فى ميدان العباسية، فى الوقت الذى لاقت فيه الجماهير الفكرة باستحسان كبير.
وقال رئيس حى وسط القاهرة اللواء صلاح عبد المعز إن الأسواق ستشهد تنظيما كبيرا للباعة بحيث يتم تقسيم التجار والباعة لأقسام بحسب نوع التجارة التى يقومون بها، ليكون هناك قسم للأقمشة وقسم للأدوات المنزلية تسهل على الجمهور عمليات البيع والزيارة لتلك الأسواق.