منذ اندلاع أحداث ثورة 25 يناير غابت هيبة القانون واختفى القائمون على تطبيقه فتحولت شوارع مدينة بنى سويف الى ملكية خاصة للباعة الجائلين واصحاب المحلات حيث اغلقت الاشغالات الشوارع الرئيسية والفرعية واحتلت فترينات عرض المحلات التجارية الارصفة فى حين لم تسلم اسوار المدارس والمصالح الحكومية والمستشفيات والكبارى من فوضى اكشاك السجائر والحلوى وباعة الخضر والفاكهة حتى باعة الاجهزة الكهربائية المستعملة والملابس والاحذية افترشوا نهر الطريق فى الوقت الذى اختفى فيه رجال الشرطة والادارة المحلية وسادت الفوضى العارمة واحداث حالة من اللامبالاة بين المواطنين الذين تحولت حياتهم إلى جحيم. يقول محمد ابو النصر موظف :شوارع بنى سويف اصبحت مستباحة من الجميع فبعض الباعة قاموا ببناء اكشاك خشبية وخرسانية فى جميع الاحياء خاصة بجوار اسوار المدارس والمستشفيات والمصالح الحكومية لضمان الترويج لبضاعتهم حتى سور السكة الحديد لم يسلم منهم أحد.
وأشار إلى أن اصحاب المحلات التجارية قاموا بالاستيلاء عنوة على المساحات المواجهة لهم واضافوا فترينات عرض كما قام الجزارون بإلقاء مخلفات الحيوانات التى تذبح امام محلاتهم فى عرض الشارع مما يتسبب فى انتشار الأمراض والروائح الكريهة التى حولت حياتهم إلى جحيم.
وتشير عفاف ياسين مراجعة حسابات إلى أن باعة الخضر والفاكهة يحتلون نواصى الشوارع الرئيسية والفرعية ولا يوجد «شبر» الا وفيه كشك لبيع السجائر والحلوى والمثلجات وعربيات لصنع سندوتشات الفول والطعمية والحواوشى والكبدة والمومبار فى شكل غير حضارى لا يسمح الا بعبور سيارة واحدة فقط و يصعب معه السماح للمواطنين السير فى امان دون احتكاكات وتحرش بالنساء والفتيات.
ويضيف عاطف حمزة اعمال حرة أن منطقة موقف محيى الدين وكوبرى السادات تحولت إلى ما يشبه السيرك فالباعة الجائلون احتلوا مداخل ومخارج الموقف تماما وانتشرت التكاتك والدرجات البخارية إضافة إلى أن سيارات السرفيس التى تقف بجوار مزلقان السكة الحديد المؤدى إلى الموقف لتحميل الركاب مما يتسبب فى شلل مرورى بطريق صلاح سالم الرئيسى الذى يربط جنوبالمدينة بشمالها ولا يوجد احد يستطيع أن يسيطر على الوضع فى ظل غياب الدور الرقابى لرجال الوحدة المحلية وشرطة المرافق.
وفجرت حسنية م م بائعة متجولة مفاجأة بقولها إن موظفى وعمال أحياء مدينة بنى سويف يتقاضون المعلوم كل يوم من الباعة السريحة وأصحاب المحال التجارية وعربات الكارو المتنقلة للتغطية عليهم وعدم تحرير محاضر إزالات للمخالفين.
ويرى عبد العظيم احمد موظف أن حال بنى سويف لن ينعدل الا بعد القيام بحملة تطهير شاملة للقيادات داخل مبنى المحافظة والوحدات المحلية بجانب الضغط على الشرطة للقيام بدورها فى ازالة الاشغالات.
ويقول رئيس حى رفض ذكر اسمه إن الإشغالات كانت موجودة لكنها زادت مع الانفلات الأمنى وغياب الرقابة وساعد على ذلك تراخى المحافظ السابق ماهر الدمياطى فى التعامل مع ظاهرة انتشار الاكشاك العشوائية فى كل مكان حتى انه تم احصاء وضع 30 كشكا فى يوم واحد مما تسبب فى انفجار الوضع.
ويتعجب على عبد الناصر طه بالمعاش من حملات الازلات التى تنفذها الشرطة واجهزة الوحدة المحلية فبمجرد هتاف المخالفين ضدهم ينسحبون فى عجالة مؤكدين أن هذه هى اوامر المحافظ ومدير الامن حتى أصبحت الأحياء وشرطة المرافق فى حالة هدنة مع المخالفين ولم ترصد أى نشاط ملحوظ لإعادة الانضباط للشارع.
وداخل الوحدة المحلية لمركز ومدينة بنى سويف كانت الجملة الوحيدة التى قيلت لنا الريس مش فاضى فى اشارة للعميد احمد عيطة واللى عنده شكوى يتفضل يكتبها ويسبها واحنا هنبحثها ونقوم باللازم.