كتب: هويدا يحيى وسيد دويدار ومى زكريا واميرة حسن ومحمد زكريا فرضت أجهزة الأمن طوقًا أمنيًا حول مدينة الإنتاج الإعلامى بعد تجمهر أكثر من 200 شخص من أعضاء حزب الحرية والعدالة أمام المدينة مطالبين بتطهير الإعلام وإغلاق قناة الفراعين والقبض على توفيق عكاشة وقام المتظاهرون بإغلاق البوابة، وهددوا بالاعتصام حتى إغلاق قناة الفراعين، وعندما شاهدوا خالد صلاح رئيس تحرير جريدة اليوم السابع أثناء خروجه من المدينة تعدوا عليه بالضرب وهشموا زجاج سيارته «روزاليوسف» حصلت على تحريات المباحث التى أشرف عليها العميد مجدى عبدالعال رئيس مباحث قطاع أكتوبر.
حيث أشارت التحريات إلى أنه مساء أول أمس تجمع أكثر من 200 شخص من حزب الحرية والعدالة أمام بوابة 4 لمدينة الإنتاج الإعلامى مرددين هتافات تطالب بتطهير الإعلام وإغلاق قناة الفراعين وكذلك القبض على رئيس القناة توفيق عكاشة وظلت الهتافات لأكثر من 4 ساعات.
وفى منتصف الليل زاد عدد الأشخاص إلى 400 وقاموا بالهتاف ضد القوات المسلحة ووزير الداخلية وانتقل اللواء أحمد الناغى مساعد الوزير لأمن الجيزة وكمال الدالى إلى مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة.
وقوة أمنية وحاولوا منع المتظاهرين من فتح الأبواب ولكنهم رفضوا وأكدوا أنهم سوف يعتصمون حتى إغلاق قناة الفراعين، ثم توجه بعد ذلك 150 شخصًا إلى بوابة رقم 2 وقاموا بإغلاقها وجلسوا فى نهر الطريق وأعاقوا حركة المرور ومنعوا خروج الموظفين من المدينة وقام رجال الشرطة بتحويل حركة السير إلى البوابة 8 وبعد أن فشلوا فى فض التجمهر وحدثت مشاجرة بين أنصار الحرية والعدالة بالاشتباك بالأيدى مع شخصين بزعم أنهما من أنصار رئيس قناة الفراعين توفيق عكاشة، حيث تبين من الفحص أنه الأول رقيب سرى بقسم شرطة كرداسة ويدعى أسامة شحاته والشخص الآخر يدعى عنتر محمد مقاول وكان بحوزته طبنجة مرخصة وتم اقتياده إلى قسم شرطة أول أكتوبر وتحرير محضر بالواقعة.
وبعد ذلك تصادف خروج خالد صلاح رئيس تحرير جريدة اليوم السابع وعندما شاهده المتظاهرون تعدوا عليه بالضرب وتحطيم زجاج سيارته رقم 6839 ه. ن وتوجه صلاح إلى قسم شرطة أول أكتوبر وحرر محضر رقم 4963 جنح أول أكتوبر وقدم تقريرًا طبيًا يفيد بتعرضه لكدمة فى الوجه وتبين من معاينة السيارة أنها تهشم زجاج السيارة بالكامل.
وفى نفس السياق استمع أحمد أبوالمجد رئيس نيابة أول أكتوبر لأقوال خالد صلاح حيث أتهم جماعة الإخوان المسلمين بضربه والتعدى عليه وأشار بأصابع الاتهام لبعض المنتمين للجماعة والذين تعدوا عليه بالضرب لما برره بكرههم للإعلام.
إلى ذلك تصاعدت ردود الأفعال المدينة للحادث، حيث وصفت منظمات حقوق الإنسان الحادث بالخطير الذى يهدد حرية الرأى والتعبير.
وفى هذا السياق أعربت المنظمة المصرية لحقوق الإنسان عن إدانتها لوقائع الاعتداء على الإعلاميين خالد صلاح رئيس تحرير اليوم السابع وعمرو أديب ويوسف الحسينى مطالبة بالتحقيق الفورى فى هذه الوقائع وسرعة إعلانها للرأى العام.
وشدد حافظ أبوسعدة رئيس المنظمة المصرية لحقوق الإنسان على إدانة هذه الهجمة الشرسة التى يتعرض لها أصحاب المواقف المختلفة فى الرأى مع جماعة الإخوان لكونها تمثل تهديدًا لمقومات ركائز دولة سيادة القانون مطالبًا بالتحقيق الفورى فى الواقعة والكشف عن هوية مرتكبيها وتقديمهم للعدالة.
وطالب أبوسعدة الرئيس مرسى بتوفير الإجراءات اللازمة لحماية المثقفين والمفكرين والكتاب والنشطاء إعمالاً لحقهم فى حرية الرأى والتعبير المكفول بمقتضى الإعلان الدستورى والمواثيق الدولية بحقوق الإنسان.
كما أدانت لجنة الدفاع عن استقلال الصحافة الحادث داعية الجماعة الصحفية للتكاتف من أجل اتخاذ موقف حاسم يتناسب مع خطورة الموقف والذى تتعرض له الصحافة.
ويرى بشير العدل مقرر اللجنة أن ما تعرض له الصحفيون من حالات اعتداءات متكررة إنما تعبر عن عودة لنفس سياسات نظام مبارك الساقط مؤكدًا على اتخاذ جميع الإجراءات القانونية حيال ممارسى الإرهاب ضد حرية الرأى والتعبير.
ومن جانبه حمل محمد محمد عبدالقدوس عضو مجلس إدارة نقابة الصحفيين توفيق عكاشة مسئولية هذه الأحداث مؤكدًا على أن الاعتداء على الصحفيين والإعلاميين من أى جهة مرفوض تمامًا، كما أكد على رفض ظاهرة الفوضى الإعلامية والتصريحات المسيئة لرئيس الجمهورية، لافتًا إلى أن الاستفزاز الإعلامى هو ما يدفع لهذه الممارسات المرفوضة فلا بد من رفض الاعتداءات والشتائم.
وقال عبدالقدوس أن الغضب من تصريحات عكاشة هو ما دفع البعض للتوجه إلى مدينة الإنتاج الإعلامى لمواجهة عكاشة وليس بغرض التعدى على خالد صلاح أو غيره من الإعلاميين.
وطالب عبدالقدوس بتشكيل مجلس وطنى لضبط الإعلام يمثل ضمير الشعب لتلقى الشكاوى والتعامل معها بالقوانين، مؤكدًا رفضه بأنه يتحكم فى الإعلام أى قوانين عسكرية حتى لا تتحول ثورة 25 يناير أى نموذج من ثورة يوليو العسكرية والتى كانت تتعامل بإرهاب الصحافة والإعلام.