والروائي المصري فؤاد قنديل أن يقترب من إشكالية الجمال في الأدب، رغم اعترافه بأن تفسيرات الجمال في العمل الأدبي انطلاقا من نظرة شمولية أمر يكتنفه الغموض، إذ تتغير مفاهيم الجمال تبعا لتطور المجتمع الذي تنطلق منه ويروي قنديل أن الأديب سواء كان شاعرا أو روائيا أو قصاصا يري الجمال من خلاله، لكن الحكم يبقي دائما للنقاد والقراء. وقال قنديل في اللقاء الذي عقد بالمركز الثقافي المصري بالرياض مساء الأربعاء الماضي ضمن سلسلة استضافة كبار الأدباء والعلماء المصريين في السعودية: كانت بدايتي مع الشعر الذي بدأت أنظمه منذ أواخر الخمسينيات وأخذ الشكل العامي والفصيح، ثم أحسست بأن الشعر لا يعبر عن نفسي وشعوري فاتجهت إلي القصة القصيرة وكتبت عددًا كبيرًا منها نالت الإشادة في ذلك الوقت من الناقد الدكتور محمد مندور وتحديدا في 1964م، الذي التقيته علي درج (سلم) روزاليوسف وقدم لي النصح والمشورة والتوجيه، بعدها تركت القصة القصيرة واتجهت للرواية حيث إن الرواية أشعرتني بقدرتي علي تقديم عالم كامل أو رؤية كاملة. استشهد ابن قرية سندنهور التابعة لمركز بنها بمحافظة القليوبية بقصص وروايات صاحب نوبل الأديب الكبير نجيب محفوظ الذي يعود إليه الفضل في عولمة الرواية العربية وتحدث عن المفتون (اسم احدي رواياته) الزاخرة بالجمال والمرأة وعبد الناصر وحياة الفلاحين في قريته التي لم يخف تأثره الشديد بعبقرية أهلها وجغرافيتها التي تحتضن طريق مصر إسكندرية الزراعي الذي كان يرقب من خلاله رحلة العابرين إلي القاهرة (مصر كما نسميها نحن أبناء الأرياف) أو العائدون منها في رحلة حياتية لاتنتهي يقول قنديل: الرحلات في حياتي مهمة جدا ومصدر أساسي لدي، فالدلتا كانت المستوي الضيق لها ثم توسعت إلي رحلات للدول الأوروبية والعربية سبح قنديل بالحضور في عوالمه وشخوص رواياته، مارا بذكريات الطفولة والصبا والشباب والعمل والاندفاع كبعض ابناء جيله إلي الانخراط في العمل السياسي في الستينيات رغم انكسارات الانفصال والنكسة، ثم قراره بالسفر إلي ليبيا وكأنه هروب من سياسات التحول والانفتاح الاقتصادي التي توجهت إليها مصر مطلع السبعينيات في أعقاب نصر أكتوبر. يقول قنديل: ان الكاتب أو الأديب هو صانع حضارة أمته، مستشرفا لمستقبلها، منبها لها من الأخطار التي قد تحدق بها. وتحدث في حضور السفير المصري بالمملكة محمود عوف وجمع من المثقفين والاعلامين من مصر والسعودية وسوريا واليمن والسودان وفلسطين عن جماليات الأدب وأسراره التي تدفع القراء إلي محبته بفضل ما فيه من لغة وأسلوب وحكي وعمق وتأمل ووصف للأماكن والمشاعر وتصوير للشخصيات والأحداث وبما فيه من تأمل يعمق من الإحساس باللحظات الإنسانية التي يعيشها أبطال النص الروائي، كما تحدث عن جماليات الشعر ذلك النسق البديع الذي يمتع ويؤثر. من جهته أشاد صلاح الدين طاهر المستشار الثقافي المصري بهذا الالتحام الثقافي بين المثقفين والأدباء والإعلاميين العرب لتنصهر أفكارهم في بوتقة واحدة تخدم المشترك الثقافي بين مصر والمملكة العربية السعودية. وأضاف أن الروائي فؤاد قنديل ليس مجرد كاتب ولكنه روائي ومفكر وناشط ثقافي وصاحب دور لافت في الحركة الثقافية المصرية علي أصعدة متعددة، وهو يواصل عطاءه الأدبي منذ ما يتجاوز الأربعين عاما، وهو معني دائما بمحاولة الاصلاح وبسبب ذلك اقتحم المعارك الكثيرة، لعل من أشهرها معركة موسوعة الطفل.