** فى مصرنا المحروسة.. نفر من الناس يمارسون إدارة الرياضة باحترافية حقيقية، ويحققون منها.. ولها، ما يعجز عن وصفه الكلام، يشيدًون الأندية، ويقتحمون الصعاب، ويعيشون العناء، ينجحون.. ويربحون.. ويقدمون أبطالا للرياضة، ويمارسون كرة القدم، ويثبتون جدارتهم فيها. وناس آخرون ينفقون من مال الفقراء، ودافعى الضرائب، ومالى ومالك ومال ملايين من البشر، ويحاربون حتى آخر نفس من أجل البقاء على كراسيهم، بدعوى، تفعيل دور الجمعيات العمومية, والميثاق "الزفت" الأوليمبى، الذى يتشدقون به كشعار، بينما همهم الوحيد أن يحتلوا الأندية تمامًا، بطريقة وضع اليد، وهم لا يريدون إلا مصلحتهم، ولا يبحثون إلا عن منافعهم، والمثير أن كلتا الحالتين، وكلا النوعين رغم التناقض الرهيب بينهما يوجد فى بلد واحد.. منتهى العجب!!. ويمثل هؤلاء الناس، كل من استفادوا من وجودهم فى ساحة الرياضة، وهم مازالوا يقاتلون للبقاء مزيدًا من الوقت، لأن المال كثير، والحساب غائب، فكيف يتركون هذه الفريسة؟ وهم يلتهمون لحمها كل يوم منذ سنوات وسنوات، ولا أحد يسأل أو يهتم؟! صاحب المال غائب، والضمير مات من وقت طويل، والشعارات جاهزة ضد كل من يريد الإصلاح، والحرب نفسها ستبقى حتى آخر طلقة، لأنها مسألة حياة أو موت! وفى مواجهة هؤلاء، يقف نفر من الناس، أشرت إليهم فى بداية السطور، يصنعون تجربة الرياضة من عرقهم.. ومالهم، وحدث أن التقيت قبل ساعات بالفعل مع واحد من أهمهم وأشهرهم، وهو ماجد سامى، الذى صنع، ومن معه، تجربة خرافية فى الرياضة المصرية، تمثل نموذجًا من تجربة الغرب، التى لا تنفق فيها الحكومات قرشًا على الرياضة، لأنها نشاط أهلى، وينبغى أن تكون كذلك. المهندس ماجد سامى رئيس نادى وادى دجلة، أجرى حوارًا مع الأهرام الرياضى فجر فيه أحزانى، بعد أن سمعت تفاصيل تجربة مبهرة.. بدأت بحلم، وانتهت بمؤسسة ضخمة لها العديد من الأنشطة. هذه هى الرياضة التى كنت أدعو لها دومًا، وهى التى سأبقى أحارب من أجلها، ومن اليوم.. أعدكم أن نبدأ معركتنا الكبرى مع بند الثمانى سنوات، الذى يريدون أن يقتلوا الرياضة من جديد.. بإلغاء وجوده فى القانون الجديد.. أيها المنتفعون استعدوا. معركتنا القادمة، هى بند الثمانى سنوات.. ولن نتوقف ولن نيأس. ** سيمضى الوقت.. اليوم وراء الآخر، حتى نفاجأ بموعد انطلاق بطولة الدورى، وغالبا سيكون قبلها بليلة واحدة، وكأن الأمر جاء على غير توقع.. فجأة يعنى! تمامًا مثلما يحدث حين يهرول الناس لشراء مستلزمات سحور أول أيام رمضان، فتزدحم الشوارع، والمحلات كما لم تعرف الزحام من قبل، وكأن رمضان لم يكن سيأتى، وفجأة قرر أن يهل علينا غفلة ودون مقدمات! هاهم يتركون الشهور، والأسابيع، والأيام تمضى، ولم يتم حسم مصير حقوق البث التليفزيونى للمسابقة، وهل سيكون التليفزيون الحكومى موضوعًا فى الحسبان؟ وهل ستحصل القنوات الخاصة على الحقوق أيضًا؟ وهل هناك من يفكر فى منح حقوق البث لشبكة واحدة؟ هل يمكن أن يتابع المشاهد المصرى مباريات بطولته الكروية الأهم والأقدم على المستوى العربى والقارى والأقليمى فى قناة غير مصرية؟ هل هناك من يرتب فى الخفاء لتحصل قطر على حق إذاعة الدورى المصرى لتكمل بها حالة الاحتكار التى وفرت لها أن تكون الشاشة الوحيدة التى يتابع منها المشاهد العربى كل بطولات كرة القدم فى العالم تقريبا؟ أفيدونا يا سادة.. ما هى الحقيقة؟ وماذا يجرى فى الكواليس؟ وما هى المصلحة فى التخفى والغموض الذى يحدث فى هذه الجزئية؟ ثم أين الباكون الصارخون طوال السنوات الماضية عن حق المواطن فى متابعة مباريات الدورى؟ وأين دعاة أهمية كرة القدم التى تتفوق على أهمية رغيف العيش؟ وأين من تباكوا على حق الفضائيات فى البث و"الشحتفة" على الاستثمارات الرهيبة التى كانوا يزعمون أنها ضختها لتقديم المحتوى الرياضى؟ واضح أن كل هؤلاء المتباكين الصارخين المتشنجين، كانوا يلعبون لعبة مصلحة دفعتهم لما كانوا يفعلون، وواضح أيضا أن المصلحة تقتضى الآن التزام الصمت تمامًا، التوقف عن النحيب، والامتناع عن البكاء، فعلا عالم.......!! بلاش أحسن، حتى الشتيمة لا يستحقونها! ** واقعة انتقال أحمد فتحى.. إلى نادى أم صلال القطرى، واللغط والكلام الكثير الذى دام شهورًا وأسابيع، حتى وقع للنادى الجديد، لن يكون الأول.. ولن يكون بكل أسف الأخير، وستظل مثل هذه المراوغات، والمطاردات السخيفة، واللف والدوران، موجودة ما لم تتغير الثقافة العامة الحاكمة لسلوك الوسط الرياضى كله، ومنه كرة القدم، ونجومها بالطبع، وسنبقى فى هذه الدائرة المفرغة المقرفة، ما دمنا نصب كل تركيزنا واهتمامنا على البرنامج التدريبى الذى يبنى العضلات، ويرفع اللياقة، ويعلم المهارات، ويحسن الأداء إن حدث ونتجاهل الجزء، ولعله هو الأهم، المتعلق بالثقافة العامة للبطل الرياضى، وطريقة تفكيره؟ ومنظومة سلوكياته، وطريقة تعامله فى المواقف المختلفة، وممارسته للاحتراف فى كل كبيرة وصغيرة، وكيفية اتخاذه للقرارات؟ ومنها قرارات يتخذها بالفعل وهو يلعب، وبالتالى يمكن أن يتحسن الأداء، وتتحسن النتائج، عندما تتغير طريقة التفكير، وتتبدل الثقافة العامة! هل فيما أقوله أى نوع من العبقرية؟! كلا البتة.. ولكن، كل ما فى الأمر أن هناك ما هو أهم وأجدى من هذا لدى صناع القرار فى الرياضة المصرية، لديهم ما يشغلهم عن كل ذلك، وتتعلق به مصائر الكون، وليس الرياضة فقط، هم مشغولون ببند الثمانى سنوات، لأنه مفتاح النجاح، ومدخل التألق، وعنوان الحقيقة.. حاجة تقرف!