اليوم يحتفل محمد ابوتريكة احد اهم واشهر وافضل لاعبى الكرة فى تاريخ مصر بعيد ميلاده الرابع والثلاثين.. وربما لم يعد يتوقف الكثيرون امام تجربة هذا الشخص الغريب الذى تحولت حياته تماما وانقلبت راسا على عقب خلال سنوات قليلة.. لكن مسيرة ابوتريكة سوف تظل عنوانا رئيسيا فى الكفاح والعطاء والاخلاق. لم يعد ابوتريكة مجرد لاعب كرة يرتدى القميص الاحمر ويركل بقدميه قطعة من الجلد تسمى كرة القدم بل اصبح واحد من اهم واشهر الشخصيات العامة فى مصر خلال الفترة الاخيرة.
حياة ابوتريكة تبدو مليئة بالمفارقات والحكايات والاسرر والكواليس اسعدنى الحظ للاستماع منه عن معظمها.
حكاية ابوتريكة لاتحتاج الى مقدمات طويلة لكن عندما تبدأ الحديث عن تلك التجربة الفريدة لابد ان تتحدث اولا عن ذلك الاب البسيط محمد محمد ابوتريكة ابن قرية ناهيا بالجيزة والذى تخطى الان السبعين من عمره.
ولم يكن ابوتريكة يخجل من التفاخر بعمل والده الجناينى الذى ظل رافضا لفترة طويلة الجلوس فى المنزل والتوقف عن العمل حتى بعدما اصبح ابنه اشهر نجوم الكرة فى مصر.
وقال ابوتريكة الاب "انا بحب آكل دايما من عرق جبينى .. ومش علشان ابنى بقى نجم كبير ومعاه فلوس انى اقعد فى البيت.. الايد البطالة نجسة".. هكذا قال ابوتريكة الاب مشددا على انه يكره الغرور وطالما نصح ابنه بالتواضع مهما بلغ من النجومية والشهرة.
يقول محمد ابوتريكة "والدى يعد من ابرز الداعمين لى فى حياتى كلها ويفهم فى كرة القدم كثيرا ".
ويضيف "ذات مرة انتقد ابى طريقة تسديداتى على المرمى فقال لى ناصحا "عندما تتخذ قرار التصويب لابد ان تختار التوقيت المناسب والمساحة المناسبة لان الجمهور مابيرحمش".
اما الام فهى من الطينة المصرية الطاهرة لم تكن تعرف شيئا عن كرة القدم حتى اصبح ابنها نجم النجوم.
يقول ابوتريكة عن والدته " امى تمتلك حنان وحب وعطف غير عادى دائما ادين لها بالكثير".
ويضيف مازحا "لااستطيع ان اعيش ابدا بدون الملوخية والمحشى بالشبت اللى بتعملهم امى ".
ابوتريكة يأتى فى الترتيب قبل الاخير بين اخواته فهو شقيق لكل من احمد رحمه الله وحسين مدرس اللغة العربية واسامة مدرس الرياضيات وناهد ونعمات ثم محمود اخر العنقود الحاصل على بكالوريوس تجارة.
ولد محمد ابوتريكة فى قرية ناهيا – احدى قرى محافظة الجيزة- فى 7 نوفمبر عام 1978 ولم يكن يتصور احد ان يصبح هذا الطفل الصغير واحد من اشهر الشخصيات فى مصر.
لم يكن ابوتريكة يفكر سوى فى لعب الكره بالشارع ورغم ذلك كان متفوقا فى دراسته حتى حصل على مجموع 80% بالثانوية العامة واختار مكتب التنسيق له كلية العلوم جامعة الاسكندرية لكن ابوتريكة قرر تحويل اوراقه لكلية الاداب جامعة القاهرة ثم اختار الالتحاق بقسم التاريخ بالكلية.
كان ابوتريكة يحلم بلقب مهندس لكن حلمه لم يتحقق وتحول لمهندس للكرة المصرية.
حكاية مصنع الطوب
لم يكن محمد ابوتريكة مرغما فى الصغر على العمل فى مصنع للطوب بناهيا ولم يكن فى حاجه للمال خاصة ان والده لم يقصر معه فى شيئ بل كان الاب رافضا لعمله لكن محمد ابوتريكة تمسك بخوض التجربة وكان يقاضى مبلغا زهيدا لايتعدى ثلاثة جنيهات فى اليوم الواحد.
يقول ابوتريكة "مهمتي فى مصنع الطوب كانت كنس أرض المصنع من الحصي المتبقي في الأرض وتنظيفها من الرمل ثم عملت فى تقليب المونة والأسمنت".
كان لمصنع الطوب اثر كبير على ابوتريكة فقد تحمل الصعاب والمسئولية مبكرا حتى اصبح لاعبا فريدا من نوعه.
الاتوبيس رقم 196
عندما التحق ابوتريكة بقطاع الناشئين بنادى الترسانه كان يسرع يوميا من اجل اللحاق بالاتوبيس رقم 196 من موقف بولاق الذى كان يصل اليه عن طريق ميكروباص من قريته.
كان الاتوبيس رقم 196 هو المواصلة الوحيدة امام ابوتريكة للوصول لنادى الترسانة.
ويقول ابوتريكة "لا انسى تلك الايام ابدا ولا اخجل منها بل اعتبرها من اسعد ايام حياتى".
قصة ومسيرة ابوتريكة مليئة بالحكايات لكنه نجم يستحق ان نقول له كل عام فى هذا التوقيت .. كل سنة وانت طيب يا امير القلوب!! شاهد واستمتع ب100 هدف للساحر أبو تريكة والبدلة ألبوم صور الطفل أبو تريكة ألبوم صور