جميل جداً.. أن تتعاون الهيئات والمؤسسات لتحقيق مصالح عامة دون النظر للأضواء، والبحث عن الشهرة. وبروتوكول التعاون الذي وقعه د. محمد عهدي فضلي بينما مجلس إدارة أخبار اليوم، ود. محمد فرغلي رئيس الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا يأتي ضمن الأعمال الإيجابية التي تهدف إلي إثراء الساحة العلمية والاجتماعية والرياضية بكل أشكال التنمية. كلاهما يؤمن برسالته التي يقتنع بها.. وهي البحث الدائم عن الأفضل والأحسن، استناداً إلي فكر عصري يميل إلي صقل المواطن ليلعب دوراً مثمراً في المجتمع ككل. ولعل الطريق إلي الإجادة عادة ما يبدأ بالاستراتيجيات التي تقوم علي أفكار يمكن تطبيقها، بعيداً عن مجرد النظر تحت الأقدام فقط، وهو الأمر الذي دعا د. فرغلي، ود. عهدي إلي توقيع مثل هذه البروتوكولات التي سيكون لها شأن كبير في الفترة القادمة، ليكون خطوة علي الطريق نحو التلاقي الإيجابي والفعال لأداء موضوعي يخضع للأصول والأعراف الإدارية والعلمية علي أفضل ما يكون. وما سيأتي.. سيكون أحسن. هكذا.. يفوز المنظمون للمونديال بمكاسب ضخمة، لذلك تتسابق الدول علي استضافة هذا الحدث الضخم الذي لا يأتي بآثار إيجابية علي الرياضة فقط، وإنما يمتد إلي جميع مجالات المجتمع. ما أعلنه براقيه جوردهان وزير المالية في جنوب افريقيا يؤكد هذه الحقيقة.. إذ دخلت خزينة بلاده 9.4 مليار دولار، بزيادة حوالي 05٪ مما تحقق في ألمانيا 6002. استفادت جنوب افريقيا من السياحة عبر دخول آلاف الزوار.. وتحسنت الأوضاع الاقتصادية، وتسلطت الأضواء علي الجوانب الاجتماعية التي كان الكثيرون يتناولونها بأشكال سلبية.. وذاع صيت البلد سياسياً عوضت به عزلتها عن العالم لسنوات طويلة. إن السعي للمونديال كله مكاسب.. بغض النظر عن الفوز باللقب أو بمركز شرفي.. ولعل خروج جنوب افريقيا من الدول الأول لم يؤثر مطلقاً علي باقي المسيرة الناجحة. التقييم الفني للمونديال لم يخرج إلي السطح بشكل شامل بعد، وكل ما جري من تحليل ليس أكثر من رصد لكل مرحلة علي حدة.. أما »الشغل الكبير« فمازال يجري ليستفيد منه من يريد أن يعرف أو يتعلم. لم تتغير خريطة الكرة العالمية كما يحب البعض أن يردد.. ورغم خروج قوي كبري من الدور الأول مثل ايطاليا وفرنسا، وانجلترا من دور ال 61، والبرازيل و الأرجنتين من دور الثمانية.. إلا أن تأهل اسبانياوهولندا للدور النهائي، وكلاهما لم يحصل علي كأس العالم من قبل، ولكنهما يظلان من القوي الكبري أيضاً، ولا يقلان أبداً عن أي عملاق كبير آخر. يبدو أن حسابات دونجا مع البرازيل، ومارادونا مع الأرجنتين كانت خطأ.. ولاعبيهما أيضاً.. والخطأ الذي وقع فيه دونجا يختلف عنه مع مارادونا. لقد أراد دونجا أن »يكتف« راقصي السامبا، فألزمهم بواجبات لم تتعود عليها طبيعة اللاعب البرازيلي الذي يميل إلي إمتاع نفسه أولاً، حتي يمتع الآخرين وهو ما كان يتحقق في الماضي القريب بمنح اللاعبين بعض الحرية والمرونة في الحركة.. الأمر الذي قلل من الشكل الجمالي للأداء الجماعي، وإلي ارتكاب أخطاء ساذجة في الدفاع. في المقابل.. ظن مارادونا خطأ أن إطلاق الحبل علي الغارب للاعبين ليفعلوا ما في أذهانهم دون بعض الالتزامات في الدفاع والوسط.. ظن أن ذلك سيدفع إلي إحراز الفوز في المباريات الصعبة، بعد أن جمع تسع نقاط من الدور الأول بانتصارات ساحقة، دفع دونجا الثمن أمام هولندا.. ومارادونا أمام ألمانيا.. الكرة الجماعية هي الصيحة الجديدة في مونديال 0102.. وغاب النجوم والمشاهير الذين يتمتعون بمهارات فردية عالية.. ولكن يبقي السؤال: بأيهما يستمتع المشاهد أكثر.. بالجماعية في الأداء.. أم بالمهارات.. وكيف يمكن الجمع بينهما؟
لماذا لم يحاكموا محمد حسام الدين عن الأخطاء الفادحة في المونديال!