يذبحون العجول.. ويشعلون البخور.. ويزورون الأولياء، ولا مانع من الاعتقاد في أثر النذور! منهم من يتكلم عن السحر والشعوذة والأعمال السفلية، ومنهم من يؤمن بالحسد، وربط الجسد، ومنهم من هو أكثر من هذا وذاك.. ترك الحقيقة والواقع، وألقي بنفسه في أحضان الغيبيات! من منا لا يؤمن بحقائق وثوابت، لها حقها الكامل من التقدير والتوقير، وليس ينكرها إلا من ترك المعلوم إلي المجهول، ولكن لا يعني هذا اعتزال الإيمان بقيمة العمل، وفضيلة الاجتهاد، وبذل العرق، لأن هذا هو ما خلقنا من أجله.. وكان المعني الأشمل لهذا هو إعمار الأرض. دقق في المعاني والصور السابقة كلها.. وقارنها بما يجري في ساحة كرة القدم، التي احتواها الاعتقاد في النحس، والتفاؤل، والتشاؤم، والخوف من الأعمال ثم بعد كل هذا وذاك يحدثونك عن عبقرية اللعبة، وعظمة الدوري المصرى، والإبهار الذى يقدمه، والموهبة التى تتفجر من أقدام هذا اللاعب أو ذاك.. أكيد هو كلام فارغ، وخايب، ولا معنى له، لأن الدورى الذى يتكلمون عنه ويتغنون باحترافيته لا يزال يعيش فى القرن الماضى، مجسدًا الهواية والفشل فى أبدع صوره!! عندما يتوقف ذبح العجول لفك النحس، وعندما يمتنع الحديث عن الدجل والدجالين لجلب الفوز، وعندما يختفى عمل الأحجبة لتجنب السحر، يمكننا ساعتها الاعتقاد بأننا وضعنا أقدامنا على أول الطريق، الذى كان يتعين أن نقف عليه من خمسين سنة! ** أعلنت طوال الفترة الماضية عن رأيى فى قانون الرياضة الجديد، قلت ما عندى بكل صراحة ووضوح، ولم أنكر تحفظى على بعض ما جاء فيه، وبعض مما لم يكن فيه، ولكن بعد أن تم إقرار القانون، الذى جاء بعد غياب يزيد على أربعين عامًا، لم يعد هناك متسع ولا مجال لإبداء التحفظ أو الرفض. القانون صار أمرًا واقعًا، وبات علينا أن نبدأ فى ترتيب الواقع الجديد فى ظل هذا القانون.. اختلفنا، وأعلن كل طرف عن قناعاته ورؤيته والآن نحن نتعامل فى إطار قانون للرياضة المصرية كلها. أمامنا الكثير لإنجازه، والتحديات التى تواجهنا كبيرة وتحتاج لجهد الجميع، وتأتى الانتخابات فى المقدمة خاصة أن كثيرًا من المشتاقين فى انتظارها وقلوبهم تتحرق شوقًا، تمامًا مثل طلاب المناصب الذين يتلقفون الحصول على "أى حاجة"، حتى لو كانوا سيقفون على مزلقان قطار يشيرون بأيديهم للقطارات العابرة كى تمر!! وهو أمر لن يفلح مائة قانون فى علاجها.. فمن كانوا يعشقون المناصب الرياضية فى الماضى لم يموتوا، فقد ظهر لهم بدلا من الابن.. ألف ابن! ألف مبروك ** رمضان على الأبواب.. وكما هى عادتى دائمًا.. أرى أن الرياضة بنجومها، ورموزها، ومشاهيرها تستطيع أن تقدم الكثير لمحيطها ومجتمعها، واعتقادى الراسخ أن الرياضة وكرة القدم لم تقدم حتى الآن ما تثبت به أنها تعى حجم المسئوليات الملقاة على عاتقها، باعتبارها أداة تغيير شديدة الفاعلية، ولكنها إلى هذه اللحظة لم تقدم ما يوحى بإدراك أحد من أهلها لهذا المعنى. لا تزال كرة القدم خصوصًا، والرياضة عمومًا مهمومة بأزماتها، وخلافاتها، وصراعاتها! طول الوقت وهى منكفئة على نفسها لا تنظر للمجتمع، ولا ترى أبعد من الحيز الذى تدور فيه! كتبت كثيرًا عن هذا الأمر من قبل، ولا أريد أن أقول إننى كنت أول من فعلها، أو أكثر من تصدى لها، ولكن يكفينى أن أقول إننى كتبت، وناشدت، وناديت.. وحاولت أن أطرح أفكارًا ربما تجد من يتحمس لها، ويتبناها، والحقيقة المؤلمة أننى قلت، وكتبت وناديت، ولكن لا حياة لمن تنادى! كل سنة وأنتم زى ما أنتم!! ** حين يصدمك أى محتوى مكتوبًا كان أم مرئيًا، ويتسم هذا المحتوى بالتطرف والخروج عن النص.. أى أن صاحبه يفرط فى التجاوز فى حق الآخرين، بالشتم أو السب، فتأكد أن من كتب، أو قال، أو أذاع، فعل ذلك لثلاثة أسباب.. الأول: أنه مدفوع ليهين طرفًا لمصلحة طرف آخر، والثانى: أنه أراد شيئًا ولم يحصل عليه، والثالث: أنه كان يحصل على شىء وتسبب المشتوم فى منعه عنه! هذا النوع من الإعلام لا يجرؤ عليه إلا مرتزقة من ذوى الوجوه المكشوفة، مرتزقة يقومون بأى دور لمن يلبى المطالب.. ثم وبعد كل هذا يقف كل منهم ليحدثك عن الشرف، والنزاهة، والأخلاق، والمبادئ! الشرف والأخلاق والنزاهة والمبادئ.. فعل مش كلام، وأحذر من يفرط فى الحديث عنها.. أنصحك أن تتحسس جيبك فقد يمكن لهذا المدعى أن ينشل محفظتك! ** كلمنى مرة واحد من أولئك الذين لم يدرسوا الإعلام، وراح يحدثنى من بين ما حدثنى به، عن قواعد الصحافة، ومبادئ ممارسة المهنة فى دول الغرب المتحضر، والحقيقة أننى منذ تلك اللحظة، لم أتمكن رغم أن ما قاله كان قبل عدة أشهر من استعادة اتزانى وتوازنى، فقد صادفت صاحب حديث القواعد والمبادئ مرارًا، وهو يمسك كتابًا عن الصحافة وهو لا يعى أنه كان مقلوبًا! البيه مش عارف "عدلة" الكتاب ويتحفنا بالتنظير عن المهنة! ولله فى خلقه شئون. ** لم يكن تكريم الكابتن حسن حمدى رئيس النادى الأهلى السابق يستحق كل تلك الظلال التى حاول البعض أن يصنعها عن الحدث، المسألة ببساطة أن هناك من قرروا تكريم الرجل اعترافًا بأفضاله وإنجازاته الكبيرة، تكريم كان دافعه المبادئ والأخلاقيات، بينما الظلال كانت بدوافع الانتخابات.. بس كده!