مثلما حدث في البرازيل قبل استضافة منافسات كأس العالم عام 2014، ودورة الألعاب الأولمبية "ريو 2016"، هناك أزمة سياسية داخل الجابون بين المعارضة والرئيس علي بونجو وحكومته بسبب الميزانية الموضوعة لتنظيم بطولة الأمم الأفريقية التي تقام في البلاد خلال الفترة ما بين 14 يناير إلي 5 فبراير المقبل، بمشاركة 16 منتخبات. الأوضاع داخل الجابون متوترة من الأساس بعد نجاح الرئيس علي بونجو في الحصول علي ولاية جديدة من خلال الانتخابات في شهر أغسطس 2016، ومن وقتها هناك مظاهرات تنظمها المعارضة احتجاجا علي النتائج، ووصل الأمر إلي إشعال الحرائق، وفي المقابل لجأت الشرطة إلي استخدام الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه لتفريق المتظاهرين. وقد حصل بونجو علي 80ر49٪ من الأصوات في انتخابات التي أجريت يوم السبت، وتلاه أقوي منافسيه جان بينج بنسبة 23ر48٪. تنظيم المظاهرات ومع انطلاق بطولة أفريقيا في الجابون، تستغل المعارضة الحدث الرياضي لتنظيم مظاهرات ضد المسابقة الكروية، بحجة أن الخسائرة الاقتصادية من ورائها أكثر من أي مكاسب، وأنها مقامة في الجابون لأن النظام الحاكم أراد تجميل صورته أمام الشعب باستغلال كرة القدم، دون مراعاة أن الأموال المصروفة علي تجهيز الملاعب كان الأولي لها يتم توجيهها لتوفير متطلبات الشعب "الفقير". وطالبت المعارضة خلال مؤتمر صحفي لها، الشعب الجابوني "باسم حرية التعبير، وحقيقة صناديق الاقتراع، وسيادة الشعب، واحترام شهداءه" إلي مقاطعة كأس أمم إفريقيا بكافة الوسائل السلمية، والابتعاد عن العنف. وردا علي تهديد المعارضة بتنظيم المظاهرات والتجمعات الاحتجاجية ضد الحكومة أثناء بطولة أمم أفريقيا، قال بابلو موسوجي عضو اللجنة المنظمة لكأس أفريقيا 2017 إن بلاده تتعهد بتوفير الأمن لكل الفرق المشاركة ولن تتأثر أي مباراة بأي أحدث سياسية في البلاد. الجيش والشرطة وأضاف: الشرطة والجيش في الجابون جاهزون لمواجهة أي خطر يهدد سير البطولة بشكلها الطبيعي، وفقا لنص الدستور، وهناك إصرار شعبي علي أن تكون بطولة أفريقيا عرسا كرويا في البلاد، رغم محاولات بعض الأطراف المأجورة بحجة المعارضة السياسية. وأكدت صحيفة "الجابون توداي" علي أن البطولة سوف تشهد تطبيق نظام أمني صارم خلالها لضمان خروجها إلي النور بنحو ناجح وعدم حدوث أي مشكلات، حيث ستتعاون الشرطة المحلية مع قوات خاصة من الجيش الجابوني لتأمين كل المدن المستضيفة لمباريات البطولة، وتكليف فرق خاصة مدربة لمرافقة كل المنتخبات خلال التدريبات والمباريات وتنقلاتها داخل الجابون. وترفض الحكومة الجابونية الكشف عن ما تم صرفه في الميزانية لتنظيم بطولة أمم أفريقيا علي أرضها مع بداية عام 2017، وهذا ساهم في مزيد من الضبابية والشائعات، وغضب قطاع من الشعب الجابوني الذي يريد توفير مزيدا من المدارس والمستشفيات. الاستضافة الثانية وتستضيف الجابون البطولة للمرة الثانية بعد أن شاركت غينيا الاستوائية في استضافة النسخة 28 من البطولة عام 2012، ويشارك منتخب فهود الجابون في البطولة للمرة السابعة، ويعد التأهل إلي ربع النهائي في بطولتي أفريقيا عامي 1996، و2012 هو أفضل إنجاز حققه الفهود، في الوقت الذي لم تتأهل فيه الجابون الي نهائيات كأس العالم. وعلق أحد المحتجين علي استضافة الجابون للبطولة، قائلا: بالنسبة لي بلادي لا تحتاج استضافة المسابقة بسبب كثرة الأزمات المالية التي نعاني منها، خلال عام 2012 لم نحقق أي استفادة منها، لذا لا أفهم سبب إقامتها مجددا في الجابون بعد 5 سنوات فقط. وتشارك الجابون، في البطولة للمرة السابعة، ويعد أفضل إنجاز حققه منتخب الفهود هو التأهل إلي ربع النهائي في بطولتي أفريقيا عامي 1996، و2012.وجاء المنتخب الجابوني علي رأس المجموعة الأولي، بصفته منظم البطولة، مع منتخبات غينيا بيساو، وبوركينا فاسو، والكاميرون.