بين ما ينتظر الكرة المصرية في برج العرب بعد غد، وأيضا في جولات قادمة وما سيحدث في ليبرفيل وكمبالا وكوماسي خلال الشهور القليلة القادمة رابط واحد يمثل نوعا من اختيار الجدارة وامتحان الاستحقاق. وإذا كان الزمالك ممثل مصر في دوري الابطال يسعي جاهدا بعد غد لتعويض خسارته الموجعة بثلاثية نظيفة أمام صن داونز وتحقيق اللقب القاري واثبات جدارته بالتأهل الاول لكأس العالم للأندية باليابان، فإن منافسه الجنوب أفريقي يتطلع بدوره لاثبات وتأكيد استحقاقه بالتفوق ثلاث مرات علي الزمالك في هذه البطولة وتحقيق الفوز الرابع عليه والعودة من مصر بالكأس ، وربما كانت هزيمة الزمالك من فريق واحد ثلاث مرات في بطولة واحدة هي رقم قياسي سلبي للفريق الأبيض يدفعه بقوة لرد الاعتبار وإزالة ما لحق به من آثار مؤلمة في بريتوريا. الزمالك يحتاج إلي روح خاصة جدا وتوازن حقيقي بين اللعب الهجومي الضاغط والفاعل والدفاع المحكم في القلب والاطراف ، وهي مهمة ليست سهلة في مواجهة فريق قوي هزم الزمالك رايح جاي واضاف ثالثة، وقدم نفسه كفريق لغز حقيقي ، فهو الذي خرج مبكرا من هذه البطولة ولما توجه إلي دور ال 16 الاضافي في الكونفيدرالية ودعها أيضا قبل ان يستدعيه الكاف بقرار للعودة لدوري الابطال بعد استبعاد منافسه الكونغولي فيتاكلوب لاشراكه لاعبا معاقبا، ليعود صن داونز بقوة ولا ندري من أين جاء بكل هذه الفاعلية والكرة المدهشة؟! ونسجا علي نفس المنوال يجد منتخب مصر نفسه خلال المرحلة القادمة في اختبار الجدارة عدة مرات خاصة بعد ان اوقعته قرعة الامم الافريقية بالجابون وبشكل كوميدي في مجموعة تضم معه غاناواوغندا الي جانب مالي. والمعروف ان مصر تتنافس ايضا مع غاناواوغندا في مجموعة واحدة لتصفيات كأس العالم 2018 بروسيا ليجد الفراعنة وهم يسعون للتأهل للمونديال الروسي بعد غياب زاد عن ربع قرن عن كأس العالم وفي اختبار جاد وحقيقي للجدارة خاصة وهم يتطلعون ايضا في بطولة الامم الافريقية في ليبرفيل لاثبات العودة بعد انقطاع دام ثلاث دورات متصلة وهو ما لا يليق بمكانة مصر ورقمها القياسي بسبعة ألقاب في هذه البطولة. واذا كان منتخب مصر سوف يقص شريط عودته في كأس الامم امام مالي القوي يوم 17 يناير ثم يواجه اوغندا يوم 21 من نفس الشهر وذلك قبل الموعد المرتقب يوم 25 يناير مع غانا. 25 يناير اليوم المشهود في الذاكرة الوطنية المصرية وضعته قرعة كأس الامم هذه المرة موعدا لاثبات الفراعنة جدارتهم بالعودة للمنافسة القوية علي البطولة التي لم يغب عنها المصريون الا بفعل الاحداث التي تلت 25 يناير وثورة الشعب المصري فيها ومن ثم فانه عندما تكون المواجهة الاصعب عند العودة لكأس الامم مع غانا في نفس هذا اليوم من العام المقبل فان زملاء محمد صلاح عليهم إثبات الجدارة والقدرة علي المنافسة الجادة في كأس الامم وايضا تصفيات المونديال خاصة ان المنتخب سيجد نفسه يوم 13 نوفمبر المقبل علي موعد مرتقب ومبكر مع نجوم غانا السوداء في الجولة الثانية لتصفيات المونديال. وهو اللقاء الذي يحتاج فيه الفراعنة الي الفوز لتعزيز صدارة هذه المجموعة بعد فوز الافتتاح لهم في برازافيل . وذلك قبل مواجهتي الفريق مع اوغندا في كمبالا وبرج العرب لحسم كل شيء تفاديا للتحدي في نهاية التصفيات في كوماسي.. وما ادراك ما كوماسي! قرعة مصر في كأس الامم استقلبها الجهاز الفني للمنتخب بالدهشة والاستغراب من المفارقة والضحك الذي اخشي ان يكون هو »ضحك كالبكا» كما وصفه ابوالطيب المتنبي!!