الزمالك عاش أوقاتا قارية صعبة علي مدار سنوات عجاف غاب فيها 14 عاما عن مسرح الأضواء الأفريقية بحكم رؤساء جاءوا إلي النادي في غلفة من الزمن جردوه من خزائنه وأمواله وحولوه إلي مركز شباب وصار العامة والخاصة يلقبونه علي مدار هذه الفترات الاستثنائية خاصة في زمن ممدوح عباس رئيس النادي الأسبق برجل الدوري المريض، فترات ظلام وظلمة عاشها الزمالك، عاني خلالها جمهوره من حالة قهر كروي، وتجرع خلالها كل أدوية أمراض العصر الشهيرة، كالضغط والسكر قبل أن ينتفض هذا الفارس مجددا وينفض عن كاهلة تراب هذه السنوات المريرة وشاهدناه فارسا في مناسبات كبري يلحق بالأهلي غريمه اللدود الهزائم ويحرز علي حسابه البطولات. خلاصة القول عاد الزمالك محلقا في سماء البطولات المحلية وعزز ذلك بإحراز الكأس 4 مرات متتالية وحرر درع الدوري من قبضة الأحمر بعد غياب زاد عن السنوات العشر، وانتقل من التحليق المحلي حتي وصل إلي قمة الحسم في دوري الأبطال الأفريقي وأصبح علي بعد 180 دقيقة من التحليق نحو العالمية إذا ما استمرت العروس السمراء في الضحك له، عندما يلتقي غدا منافسه صن داونز الملقب ببرازيل جنوب أفريقيا في ذهاب نهائي البطولة الحلم بمدينة بريتوريا. ورغم أن الزمالك حلق كثيرا علي الصعيد المحلي وسافر في مهمات صعبة كثيرة وتجاوزها في البلاد الإفريقية خلال رحلته نحو النهائي الأفريقي وارتفع كثيرا علي الصعيد الكروي في زمن المستشار مرتضي منصور رئيس النادي إلا أنه سيشعر أن ما حققه من انجازات محلية سواء بالفوز بالدوري أو الكأس أو إلحاقه الهزائم بمنافسيه الكبار محليا وأفريقيا لا يساوي شيئا إذا ما نجح في إحراز نتيجة ايجابية وعاد بصيد ثمين من معقل صن داونز يدفعه خطوة كبيرة نحو حلم العودة إلي زعامة القارة السمراء والتحليق في سماء العالمية وحصد ملايين الدولارات وتقديم نجومه إلي العالم في مسرح أحداث المونديال الذي يترقبه العالم من عام إلي آخر.. سيشعر نجوم الزمالك وجهازهم الفني بقيادة المغامر مؤمن سليمان وكل عشاقهم أن ما حققوه شئ لا يذكر أمام الحلم الإفريقي الكبير الذي سيمنحهم لقب ملوك أفريقيا. أحلام كثيرة تقف فوق شجرة الزمالك بمدينة بريتوريا، وهي الشجرة التي باتت مؤهلة للنضج القاري وقادرة علي إسعاد الملايين من عشاق الأبيض الذين يتابعون ويترقبون في كل مكان ميلاد الحلم الأفريقي من رحم محطة صعبة ومليئة بالصعاب والأشواك لأنها ستكون أمام فريق عنيد وشرس وقوي ويمتلك نفس الطموح والرغبة في تحقيق الأحلام التي تداعب الزملكاوية أيضا من أجل رسم الابتسامة علي وجوه أنصاره هنا في مدينة بريتوريا ويعزز أحلامه فوزه ذهابا وعودة علي الزمالك في دور الثمانية بنفس البطولة وفي غياب عدد من لاعبيه الأساسيين والمؤثرين. ورغم السرية التامة التي يفرضها جهاز الكرة بقيادة اسماعيل يوسف رئيس قطاع الكرة علي فندق اقامة اللاعبين الذي حوله تيجانا إلي ثكنة عسكرية في ظل تعليمات صارمة من احمد مرتضي منصور عضو المجلس ورئيس البعثة في جنوب أفريقيا والمهندس هاني زاده عضو المجلس الذي قام باستئجار أمن خاص حزم به فندق الإقامة ومؤمن سليمان الذي فرض سرية علي الخطة والتشكيل، رغم كل هذا إلا أن المراقبين للتدريبات والمتابعين لأحوال الفريق والعالمين ببواطن الأمور أكدوا أن مايدور في عقل مؤمن سليمان هو مجموعة من الثوابت إذا تخلي عن إحداها من المؤكد أن الرقص مع» برازيل الجنوب »سيكون صعبا جدا، يتقدم هذه الثوابت ضرورة أن يلعب مؤمن سليمان بليبرو حتي يأمن الغارات المضادة والمدمرة والسريعة لنجوم صن داونز، وضرورة وضع حاجز منيع وقوي وقاعد ارتكاز صلبة في منطقة خط الوسط وهي لن تخلو من وجود الثنائي ابراهيم صلاح وطارق حامد، وكذلك ضرورة وغلق الأجناب، ومع كل هذا لا غني عن الاستعانة بثلاثي الهجوم المرعب والمتمثل في الحاوي أيمن حفني تخت رأسي الحربة باسم مرسي المطالب بالأداء التعاوني وستانلي عقرب الزمالك الجديد، كل هذه الأوراق لابد أن تكون اساسية إذا ما أراد المغامر مؤمن سليمان الرقص في ملعب برازيل جنوب أفريقيا. ويؤدي الزمالك تدريبه الختامي اليوم في تمام الساعة الثالثة عصرا وهو نفس موعد المباراة غد والمتوقع أن يشهدها جمهور غفير من صن داونز ونجح أحمد مرتضي في الحصول علي حصة كبيرة من تذاكر المباراة ستكفي كل عشاق الزمالك ممن يرغبون في حضور المباراة.. وأدي الزمالك تدريبين علي مدار اليوميين الماضيين بجامعة بريتوريا بعد وصول البعثة إلي فندق إقامتها، كان المران الأول خفيفا ومفتوحا لمختلف وسائل الإعلام بينما تدرب الفريق امس بدون حضور الإعلام وأغلق الجهاز الفني للفريق التدريبات لمزيد من التركيز ولمراجعة ومذاكرة خطة المباراة في جوي سري للغاية. في المقابل ارتفعت درجة استعدادات لاعبي صن داونز الأشبه بطيور جريحة بعد خسارتهم نهائي الكأس أمام منافسهم منيتس واعتبروا حميعا خسارة الكأس دفعة قوية لهم للفوز علي الزمالك بعدد وفير من الأهداف قبل لقاء التتويج ببرج العرب بالإسكندرية، وامتلأت عناوين الصحف والمجلات الرياصية المتخصصة علي مدار الأيام الماضية بجنوب أفريقيا بالمانشتات والعناوين الحماسية التي تحمل التحدي والرغبة في تجاوز العملاق الأبيض، وتغنت الصحف ووسائل الإعلام المختلفة في جنوب أفريقيا بالعقل المفكر لكتيبة صن داونز دوللي ورفاقه ولقبته بالساحر تارة والطفل المعجزة القادر علي تحقيق أحلام عشاق صن داونز تارة أخري، ويخوض صن داونز المباراة بكامل قوته الضاربة وهو ما يصعب من مهمة بطل مصر.