قدمت لنا ثورة 25 يناير المباركة نموذجا رائعا للثورجي الحق، هؤلاء الشباب الذين خرجوا في أول الأمر يوم 25 يناير، اتفقوا فيما بينهم علي ملامح ثورتهم السلمية الرائعة، والتي كانت بالفعل ثورة خاصة سيظل التاريخ الإنساني يتناولها بكل تقدير واحترام، وتعرض الثوار خلال ثورتهم الي الكثير من أشكال العنف والقهر والسحل والقتل ايضا، ومن عاد بشريط احداث تلك الثورة سيري ذلك بعينه دون الحاجة إلي دليل علي سلمية هذه الثورة. فكان هؤلاء هم الثوار الحقيقيون الذي جذبوا إليهم باقي طوائف الشعب، فبسرعة هائلة انضم اليهم الكثيرون من ابناء الشعب المصري والذي أدرك بحسهم الوطني بأنهم امام ثورة شعبية حقيقة، وهو ما جعل الثورة في نهاية الامر تحقق الهدف الذي انطلقت من اجله وتسقط النظام الفاسد. كان الرصاص والخرطوش وادوات كثيرة تم استخدامها ضد الثوار الحقيقون، وقد تحملوا.. واستشهد منهم اعداد كبيرة، زينوا عنق وطنهم المحرر من الفساد والمفسدين، إلا انهم لم يدنسوا ثورتهم البيضاء بشيء من تلك الاشياء التي حدثت بعد ذلك علي يد الثورجيين الجدد. فلقد عاد الثوار الحقيقون الي ديارهم.. وظهر الثورجيون الجدد، والذين نصبوا أنفسهم متحدثين باسم الشعب المصري.. وأصبح الاعتصام لديهم وظيفة ومهنة، وتسأل احد منهم ما هي وظيفتك فيقول ثورجي.. اصبحت الثورة مهنة لها من يمتهنها، وابتعدت الثورة المصرية كثيرا عن اهدافها، فهؤلاء المضربون والمعتصمون والثورجيون الجدد، قد اضروا بالثورة المصرية الرائعة ضررا كبيرا، وتأكد وبما لايدع مجالا للشك أن هؤلاء لايهمهم هذا الوطن وسلامته وأمنه، ولو أدركوا بأن حريتهم تبدأ من حرية الآخرين، مافعلوا كل الذي فعلوه.