اختتمت منافسات دورة الألعاب الأولمبية "ريو 2016" التي استمرت في الفترة ما بين 5 إلي 21 أغسطس داخل الأراضي البرازيلية وتحديدا في مدينة السحر والجمال ريو دي جانيرو ، بعدما تنافست 205 دولة ممثلة في أكثر من 12500 رياضي، للحصول علي الميداليات الفردية والجماعية في 306 مسابقة ضمن فعاليات 28 لعبة أشهرها ألعاب القوي وكرة القدم والجمباز ورفع الأثقال والتايكوندو والسباحة، وغيرها من الرياضات التي تعتمد علي القوة العضلية والسرعة وسباق الزمن. يمكن أن نقول إن منافسات دورة الألعاب الأولمبية تلك المرة كانت ذات طابع مختلف، ليس لأنها أقيمت في البرازيل لأول مرة في التاريخ وسط مخاوف أمنية بسبب تهديدات بعمليات إرهابية ورعب من أي إصابات بمرض "زيكو" الذي كان يهدد الرياضيين والجماهير، لكنها كانت مختلفة بسبب تصرفات قام بها الرياضيون داخل الملاعب أثناء المنافسات من أجل الحصول علي الميداليات وخطف عدسات الكاميرات. يمكن رصد 8 أحداث غريبة وقعت علي مدار الأيام السابقة في الأولمبياد، وهي مواقف قد لا تتكرر من جديد في الدورات المقبلة، بالتأكيد ستظل دورة "ريو2016" خالدة بأحداثها غير المعتادة. 1 العداءة الذهبية تفوز بالطيران في منافسات سباق ال400 متر، دخلت العداءة من جزر الباهاما شوناي ميلر التاريخ بعدما نالت الميدالية الذهبية، علي حساب منافستها الأمريكية أليسون فيليكس "بطلة العالم"، متفوقة عليها بفارق 0.007 ثانية فقط. الأمتار الأخيرة من السباق كانت مثيرة جدا، ومليئة بالصراع الزمني بين ميلر وفيليكس، لكن ميلر تألقت وثأرت لخسارتها أمام فيليكس في عام 2015 . ببطولة العالم لألعاب القوي. وتجاوزت ميلر خط النهاية في المركز الأول بأفضل زمن شخصي لها وهو 44ر49 ثانية ، وجاءت فيليكس في المركز الثاني بزمن 51ر49 ثانية لتحرز الفضية ، لكنها أخفقت في أن تكون أول سيدة تتوج بخمس ميداليات ذهبية في ألعاب القوي بالدورات الأولمبية. المثير أن ميلر (22 عاما) توجت بالميدالية الذهبية، بعدما اتبعت خطة غير مألوفة في سباقات الجري بألعاب القوي، قامت العداءة الذهبية بالقفز لتصل إلي خط النهاية في المرتبة الأولي علي وضع الطيران، لتهدي بلادها أول ميدالية ذهبية في تاريخ التاريخ بالألعاب الأولمبية. قالت ميلر إنها لم تجد أي بديل للطيران والقفز بهذا الأسلوب من أجل التتويج بالميدالية الذهبية، كان رد فعل طبيعي من أجل إنقاذ الذهب، هي عانت من إصابات في قدمها ويديها بسبب الاحتكاك في الأرض، لكن كل ذلك لا أهمية له مقابل الوقوف علي منصة التتويج. وتابعت: وقالت ميلر: لم أر أي أحد حتي ما قبل آخر 20 مترا، الشيء الوحيد الذي كنت أفكر فيه هو أنني يجب أن أنال تلك الذهبية، أعتقد أن الطيران فوق خط النهاية كان مجرد رد فعل. 2سلامة الحصان أهم من الميدالية! قررت الفارسة الهولندية أديليندي كورنليسين الانسحاب من منافسات الفروسية في دورة الألعاب الأولمبية "ريو2016" بسبب أن الحصان الخاص بها تعرض لوعكة صحية مفاجئة في البرازيل قبل أيام قليلة من موعد المسابقة. تقول التقارير أن الفارسة ذهبت لأداء بعض التدريبات مع الحصان، لكنها وجدته يعاني من توم في الجانب الأيمن من الرأس وحرارته فوق ال40 درجة مئوية، لكنها ظنت أنه اصطدم بقوة في الجدار، وبعد ذلك وجدت أن صحته تتدهور بشكل سريع. أشار الأطباء البيطريين في البطولة إلي تعرض الحصان إلي لدغة حشرات أصابته بمرض نتيجة تعرضه لسموم، وتم إعطاء الحصان أدوية مكثفة لمساعدة الكليتين علي إخراج السموم من الجسد بشكل سريع لكي يتعافي. بعد إجراء هذه الفحوصات، أعطي الأطباء موافقتهم علي مشاركة الحصان في السباق، ولكن بعد تقديم طلب لتأجيل السباق من اللجنة المنظمة، ولكن هنا جاء دور الفارسة التي رفضت أن تشارك وذلك حرصًا علي حصانها، وأملًا منها لأن يعود لما كان عليه سابقًا، وبهذا تخلّت عن فرصتها في المنافسة علي ميداليات الأولمبياد. ونشرت الفارسة صاحبة الميداليتين الفضية والبرونزية بأولمبياد لندن 2012،علي صفحتها علي الفيسبوك تشرح لمعجبيها تفاصيل الواقعة وتطمئنهم علي صحة الحصان "بارزفيل" الذي تعافي خلال بضعة أيام في ظل رعاية صحية مكثفة. 3محاولة إغراق في سباق السباحة هذا الموقف عكس تماما كل الأحادث السابقة التي تدعوا إلي الروح الرياضية والحماس من أجل نيل الميدالية في الألعاب الأولمبية، لأن السباحة الفرنسية أوريلي مولر المشاركة في سباق 10 كيلومتر في المياه المفتوحة، تعمدت الاعتداء علي منافساتها الإيطالية قبل لمس خط النهاية، للحصول علي الميدالية الفضية بدلا منها. كان السباق ساخنا بين الفرنسية والإيطالية راشيل بروني، والأفضلية كان لصالح الثانية بفارق قليل جدا زمنيا، لتقرر مولر أن تلجأ إلي العنف لحسم المركز الثاني لها، فتعمدت إغراق منافستها للحظة من الثانية لتلمس خط النهاية قبلها، وظنت أنه لم يلاحظها أي شخص من المسئولين. احتفلت الفرنسية بحصولها علي المرتبة الثانية في السباق والميدالية الفضية، لكن فرحتها لم تدم طويلا بعدما ظهرت الحقيقة وتأكد الحكام من صحة الاحتجاج الذي تقدمت به المتسابقة الإيطالية، ليتم تجريد مولر من الميدالية الفضية، ومنحها إلي الإيطالية، بعد تصعيدها للمركز الثاني، وحصلت البرازيلية بولينا أوكيموتو علي البرونزية لأول مرة في تاريخ البرازيل ضمن منافسات هذا السباق. وكانت الذهبية من نصيف الهولندية شارون فان روندال، التي وصلت في المركز الأول لتضيف ميدالية ذهب جديدة لصالح بلاده في أولمبياد "ريو2016". 4الركض حافية حتي النهاية الرغبة في الوصول لخط النهاية والتأهل لنهائي سباق 3000 متر موانع للسيدات، دفع العداءة الأثيوبية إيتينيش ديرو من مواصلة التنافس داخل المضمار، رغم أنها فقدت فردة الحذاء، لتلعب بقدم حافية في أولمبياد "ريو 2016".. حدث هذا الموقف بعد تعرضها للاصطدام بأحد الموانع بعد قطع 1000 متر من السابق، وهي واصلت الجري علي أمل اللحاق بباقي المتنافسات، لكنها توقفت لتخلع الجورب.. بعدها استأنفت السباق من جديد، ظهر أنها تعاني من عدم الراحة أثناء الجري، فهي كانت تقفز بقدمها اليمني العارية وكانت تهبط بقدمها اليسري التي يوجد بها الحذاء، لتنهي السباق في زمن قدره 9 دقائق و34 ثانية و70 جزءا من الثانية، لتتواجد في المرتبة السابعة. تسبب الحذاء في تأخرها كثيرا في الترتيب، بعدما كانت الثاني صارت السابع، وهذا مركز لا يؤهلها للسباق النهائي، لكن لجنة التحكيم قرروا منحها فرصة ثانية وسمحوا لها بالمشاركة في النهائيات، وهذا قرار نابع من أن الألعاب الأولمبية لا تعترف فقط بالأرقام لكن هناك نظر إلي الظروف التي يتعرض لها أي متسابق بشكل طارئ. بعد نهاية السباق نالت العداءة الأثيوبية تحية كبيرة من الجماهير المتواجدة في المدرجات لأنها أثبتت أنها صاحب روح قتالية، وأسرع نحوها رجال الإسعاف للاطمئنان علي سلامة قدمها الحافية، خاصة أنها سقطت علي الأرض بعد الوصول لخط النهاية.. هي احتلت المرتبة رقم 15 في السباق النهائي، ولم تنجح في المنافسة علي الميدالية في سباق 3000 متر موانع. وبالنسبة للفائزة في هذا السباق، فهي العداءة جيبيت التي أنهت السباق في زمن بلغ ثماني دقائق و59 ثانية و57 جزء من الثانية لتحقق أول ميدالية ذهبية للبحرين في سباق موانع، وحصلت الكينية هيفين جيبكيومي علي الميدالية الفضية بعدما انهت السباق بزمن بلغ تسع دقائق و12ر07 ثانية فيما حصدت الأمريكية إيما كوبرن علي الميدالية البرونزية بعدما انهت السباق بزمن بلغ تسع دقائق و63ر07 ثانية. 5 الروح الرياضية تتنصر في 5000 متر عظمة الألعاب الأولمبية تكمن أيضا في تواجد الروح الرياضية داخل الملاعب، هذا من أهم مبادئ الدورات الأولمبية لهذا لم يكن غريبا علي لجنة التحكيم أن تصدر قرار استثنائيا باعتبار العداءة النيوزيلندية نيكي هامبلين ومنافستها الأميركية آبي داغوستينو متأهلتين إلي نهائي سباق 5000 مترا رغم أنهما لم يحققا مركز متقدم للوصول إلي هذا الدور. جاء قرار اللجنة بعدما أصرت العداء النيوزيلندية علي التوقف عن الجري لمساعدة الأمريكية علي النهوض والتأكد من سلامتها بعدما أن حدث اصطدام غير مقصود بينهما أثناء الجري. وقع الصدام بعد مرور 10 دقائق علي الانطلاق من خط البداية، وتعثرت الأمريكية علي الأرض وتعرضت قدمها إلي الإلتواء لدرجة أنها لم تستطع السير عليها بشكل طبيعي، ومع ذلك قررت مواصلة السباق بالقدم المصابة. أنهت النيوزيلندية السباق في المرتبة 29، والأمريكية آبي داغوستينو في المرتبة ال30 والأخير، وعندما وصلتا إلي خط النهائيا تبادلا العناق في مشهد رياضي رائع مليء بالروح الرياضية، وتفاعلت الجماهير مع هذا التصرف الرائع من الرياضيتين. وتم نقل العداءة الأمريكية إلي خارج المضمار علي كرسي متحرك لعلاج قدمها المصابة، وصعدت بقرار من اللجنة برفقة النيوزيلندية إلي السباق النهائي ل5000 مترا. الصور التي رصدت الروح الرياضية بين العداءتين سوف تظل من العلامات التاريخية في دورة الألعاب الأولمبية، لأنها مثال خالد علي أهمية احترام المنافسين والعمل علي الفوز بالبطولات في إطار الروح الرياضية والتنافس الشريف. 6 ثلاث ميداليات فضية في نفس السباق! خلال منافسات سباق 100 متر سباحة فراشة رجال، تم منح ثلاث ميداليات فضية إلي ثلاثة متسابقين بعدما وصلوا في نفس الوقت بالظبط، وهذا مشهد غريب جدا علي منصات التتويج في الألعاب الأولمبية خلال دورة "ريو 2016". حل كلا من الأمريكي مايكل فيلبس والمجري لازلو والجنوب إفريقي شاد لوكلوس في المركز الثاني بنفس التوقيت، ولم تستطع لجنة التحكيم تفضيل متسابق علي الآخر لأنه أنهوا السباق في نفس الزمن، ليتم إعلان منح 3 ميداليات فضية لهم. وجاء فيلبس والجنوب أفريقي تشاد لو كلو والمجري لازلو شيه في المركز الثاني ليقتسموا الفضية بزمن قدره 14ر51 ثانية. وبالنسبة للميدالية الذهبية، فقد أهدي السنغافوري جوزيف سكولينج بلاده أول ميدالية في السباحة عندما فاز بسباق 100 متر فراشة مسجلا 39ر50 ثانية. هذا المشهد الغريب تكرر في منافسات السباحة أيضا لكن في 100 متر حرة للسيدات، عندما تقاسمت الأمريكية سيمون مانويل، والكندية بيني أوليكسيك الميدالية الذهبية. وقطعت سيمون مانويل، والكندية بيني أوليكسيك مسافة السباق بزمن واحد وقدره (52.70) ثانية، وهو رقم قياسي أولمبي جديد. وأصبحت سيمون مانويل (20 عاما)، أول أمريكية من أصل إفريقي تفوز بميدالية ذهبية أولمبية في منافسات السباحة للفردي. 7 طلب زواج علي منصة التتويج عاشت بطلة الغطس الصينية هي زي لحظات في غاية الروعة ليس لأنها تسلمت الميدالية الفضية في منافسة الغطس من ارتفاع 3 أمتار في ريو دي جانيرو، لكن لأنها صديقها بطل الغطس كين كاي اختار تلك اللحظة لكي يعرض عليها خاتم الزواج ويطلب منها أن تكون شريكة حياته في السنوات المقبلة. كان مشهدا رومانسيا علي منصة التتويج، فالبطل الصيني فاجئ الجميع بتصرفه عندما تقدم إلي منصة التتويج ونزل علي ركبتيه وطلب من صديقته الزواج. بدأت العلاقة بين كين وهي منذ 6 سنوات، وعلقت البطلة الصينية علي الموقف قائلة:" لم أعلم بأنه سيفعل ذلك ولم أتوقع أن أتزوج في هذه السن المبكرة"، هي تبلغ من العمر 22 عاما. وأضافت:" نسيت معظم ما قاله حينها، لكن ما مس قلبي حقا حين قال إنه سيتحمل مضايقاتي إلي الأبد". وقالت اللاعبة الصينية شي تينجماو، التي فازت بالذهبية في نفس المنافسة، إنها علمت بما سيفعله كين كاي قبل المنافسات. ظاهرة التوأم في المنافسات الأولمبية في المنافسات الأولمبية، هناك وجود للتوأم بين الرياضيين الذي يتنافسون في دورة "ريو 2016"، وكانوا وجبة دسمة للتقارير الإعلامية حول العالم. في سباق الماراثون للسيدات، تجاوز التوأم الألماني ليزا وانا هانر، خط نهاية السباق بأيدي متشابكة، ولكن تأخرهما بفارق كبير عن أصحاب الصدارة بفارق 21 ثانية، وهذا لم يلق ترحيب الاتحاد الألماني لألعاب القوي. وقال توماس كورشيلن المدير الرياضي للاتحاد الألماني للقوي: بدا وأنهما تتنافسان في سباق للمرح، وليس سباق علي ميدالية أولمبية. وانهت ليزا وانا السباق بشكل محبط وحلتا في المركزين الحادي والثمانين والثاني والثمانين علي الترتيب خلال الماراثون، ويري البعض أنهما اهتما بالإعلام والجماهير أكثر من اهتمامهما بالسباق ذاته، وهو الأمر الذي وصفه كورشيلغن بأنه "قلة احترام" وصفعة علي وجه باقي الرياضيين الألمان المشاركين في الأولمبياد. هناك توأم ثلاثي من دولة استونيا، وهن (ليا ولينا وليلي) ويبلغن من العمر 30 عاما، وفي لقاء إعلامي كشفن عن احترافهن تلك الرياضية منذ 6 سنوات فقط، والفضل يعود إلي الشقيقة لينا. أنهت الشقيقة ليلي السباق في الترتيب ال97، ثم ليا لويك في المرتبة ال114، وبالنسبة للأخت الثالثة فهي لم تصعد إلي السباق النهائي. كان هناك أيضا توأم برازيلي (بيا وبرانكا)، وكلتهما تحظيان بشهرة واسعة في البرازيل بسبب جمالهما الملفت، ويبلغ التوأم من العمر 28 عاماً. وفي منتخب هولندا للجمباز كان هناك تواجد للتوأم ساني وليكي ويفرز، وفي الصين بمنتخب كرة الريشة النسائي ليو يي وليو ينج.