ورحل عزالدين يعقوب! كان الراحل عزالدين يعقوب لاعب كرة مرموقا.. وفي ألعاب القوي تفوق.. وجمع بين عضوية المنتخب القومي ومنتخب ألعاب القوي في وقت واحد.. وبعد ان اعتزل اتجه للتحكيم لكنه سرعان ما ودعه مفضلا عليه الحصول علي الدكتوراه في برامج الاعداد البدني لكرة القدم. ارتبط اسم الراحل عزالدين يعقوب بجيل الاوليمبي الذهبي في الستينات وحقق معه بطولة الدوري العام لأول مرة في عام 1966، إلي جانب ذلك فهو اسم عرفته الملاعب المصرية والعربية والافريقية كنجم فردي متميز وبطل عربي وافريقي في ألعاب القوي.. وهو بكل المقاييس واحد من النجوم الزاهرة التي صنعت لأندية اللغر اسما وتاريخا عريقا. أسمر بلون نيل مصر.. احتل في القلوب مكانة خاصة بأدبه وطيبة قلبه.. وعطائه اللامحدود في الملاعب.. وسطر اسمه بعرقه وجهده من خلال التفوق علي البساط الأخضر.. ولد عزالدين يعقوب عام 1942 في حي الحضرة أقدم الأحياء الشعبية بالاسكندرية وتردد علي أكثر من ناد شعبي ليمارس هواية كرة القدم. وسرعان ما انتقل والده علي مدينة بورسعيد عام 1956 فشكلت تلك المدينة منعطفا رياضيا مهما في حياته حيث انضم إلي نادي بورفؤاد للناشئين، وتدرب علي يد مدربه سعد الشربيني الذي غرس فيه القيم والتربية والنظام.. واكمل مشواره التدريبي علي يد الحاج الترجمان. في عام 1957 كان عزالدين يلعب احدي المباريات ولفت نظر مصطفي كامل منصور والذي كان يعمل في ذلك الوقت مديرا فنيا لمنتخب مصر القومي فعرض عليه ان يأخذه للانضمام للأهلي اعجابا بموهبته لكن الظروف لم تسمح له بتحقيق تلك الأمنية. في عام 1959 كان عزالدين يلعب مباراته مع بورفؤاد ضد نادي الترسانة فلفت أنظار الجماهير التي طالبت بضمه للنادي المصري.. وفاز بورفؤاد بهدف احرزه عزالدين ونال أول مكافأة في حياته وكانت عشرة جنيهات.. وفي صيف نفس العام سافر عزالدين إلي معسكر الطلبة الممتازين بالاسكندرية في كلية فيتكتوريا.. وهناك التقي بالحبر جاسور والبترو وصلاح حارس الاوليمبي فعرضوا عليه الانضمام للاوليمبي.. فوافق علي الفوز خاصة ان والده كان قد عاد للعمل في الاسكندرية. يعتبر عام 1963 هو بداية تألق عزالدين يعقوب علي المستوي الدولي فقد اختير في هذا العام لينضم الي صفوف المنتخب المسافر إلي الدورة السادسة بالكويت وضم منتخب المدارس كثيرا من نجوم مصر منهم أحمد رفعت وفاروق السيد والجوهري الصغير وعلوي مطر وعصام عبدالمنعم ومصطفي شتا والبحر جاسور وعزالدين يعقوب.. وفاز المنتخب بالميدالية الذهبية لكرة القدم، وبعد العودة من الكويت تم استدعاء عزالدين يعقوب للانضمام لمنتخب مصر القومي المسافر الي غانا للاشتراك في الدورة الافريقية ولعب أول مباراة ضد اثيوبيا وفاز منتخب مصر 3/1 واحرز عزالدين هدفين.. وفازت مصر بالمركز الثالث. وواصل عزالدين يعقوب تألقه في كرة القدم مع الاوليمبي ومنتخب مصر واختير في عام 1966 احسن لاعب في مصر وفاز بلقب هداف الدوري برصيد 32 هدفا متفوقا علي الشاذلي وطه اسماعيل.. وايضا يقود جيل الاوليمبي للفوز الأول مرة ببطولة الدوري العام وكان الفريق الذهبي للاوليمبي بضم نجوما منهم عزالدين يعقوب والبوري والسكران وشتا ومحمود بكر.. وشارك الفريق في كأس افريقيا للأندية ابطال الدوري واجتاز الهلال السوداني ثم صعد للدور الثاني ليلتقي مع فريق سان جورج بطل اثيوبيا وينهزم هناك 2/3 ويزداد أمله في الصعود للنهائيات لكن حرب 1967 اوقفت النشاط وحالت دون تكملة المشوار. تميز عزالدين يعقوب وهو لاعب بالسرعة الفائقة مع التحكم في الكرة والتهديف من الأوضاع المختلفة لدرجة ان مدرب انترخت فرانكفورت عام 66 عرض علي المرحوم الفريق سليمان عزت رئيس النادي الاوليمبي مبلغ 350 الف دولار مقابل الاستغناء عن عزالدين يعقوب لكن الفريق سليمان عزت قال للمدرب بالحرف الواحد.. عزالدين يعتبر الفلفل الأسود لفرقتي.. فقال له المدرب، أنا بقالي عشر سنوات ابحث عن مهاجم له موهبة مثله ويمتاز بالسرعة الخارقة بالفطرة وقد وجدته اخيرا.. لكن الصفقة فشلت. النجم عزالدين يعقوب له قصة اخري من العاب القوي كانت تسير جنبا الي جنب مع تألقه في كرة القدم.. وحكاية مع العاب القوي بدأت من بورسعيد عندما استعان مدرس التربية الرياضية بفريق كرة القدم للاشتراك به في بطولة بورسعيد لألعاب القوي وشارك عزالدين في سباق 100 متر وسجل رقم 11.09 ثانية وتخطي 150سم بدون تكنيك في الوثب العالي.. وفي عام 1958 احرز بطولة الجمهورية في الوثب العالي وسباق 100 متر والوثب العالي ثم تحول إلي الوثب الطويل ولعب مباريات دولية اكثر من تلك التي لعبها في كرة القدم. وقد استطاع ان يضيف عزالدين يعقوب الي سجله في العاب القوي ثلاث ميداليات ذهبية عام 1963 منها واحدة في الوثب الطويل لمسافة 7.23 والوثبة الثلاثية 14.17 مع فريق مصر 4 في 100 متر اما في عام 1964 فقد احرز الميدالية الفضية في الوثب الطويل في برازفيل، وفي عام 1965 احرز ثلاث ميداليات ذهبية في البطولة العربية في الوثب الطويل والثلاثية و1004 متر.. وفي عام 1966 سجل لمصر رقمها في الوثب الطويل محققا 7.85 متر و15.20 متر في الوثب الثلاثي ونال الميدالية البرونزية في البحر الأبيض المتوسط التي اقيمت في ازمير بتركيا. اعتزل عزالدين يعقوب العاب القوي في عام 1972 وبعدها بسنوات وفي عام 1979 اعتزل كرة القدم وتوفي 23 ابريل الجاري.