رغم حالة الاحتقان الشديدة التي غطت الساحة الرياضية خاصة بين جماهير كرة القدم وبالأخص جماهير الاهلي والزمالك قطبي الكرة المصرية، إلا أننا يجب ألا ننسي أن في زمن الكرة الجميل كانت هناك علاقات وصداقات ممتدة فيما بين نجوم الناديين. كانت تجمعهم صداقات قوية ومتينة وتبادل في الزيارات والعزائم والرحلات الداخلية أو الخارجية، وقد اتفقوا أن تكون المنافسة فقط فوق المستطيل الأخضر وما ان يطلق الحكم صفارته يهنأ المهزوم الفائز، ويشد الفائز علي يد المهزوم، لأنه بالفعل الصداقة والاخوة تكون الأكثر بقاء من المشاحنات والخلافات. »أخبار الرياضة« قررت أن تقوم بجولة تقلب فيها الصفحات التاريخية للعلاقات الأخوية بين الناديين. هناك عدد كبير من لاعبي الاهلي ونجومها كانت دائما ما تحلو لهم الجلسات في الزمالك وكشفت المباراة الودية التي اقيمت عام 2691 بين منتخبي الاهلي والزمالك وفريق توتنهام الانجليزي مدي العلاقات الاخوية والصداقات التي كانت تربط بين لاعبي الاهلي ورغم فوز الفريق الانجليزي عليهم 7/3 حيث سجل أهداف الاهلي والزمالك كل من طه اسماعيل وحمادة إمام وصالح سليم، إلا أنها كشفت علي مدي العلاقات الاخوية والمحبة التي كانت تربط بين القطبين. يقول الثعلب الكبير ونجم الزمالك والمعلق الرياضي الشهير حمادة إمام عن صالح سليم والذي زامله في مباراة منتخبي الاهلي والزمالك أمام توتنهام: بدأت علاقتي معه وتعلقي به منذ صغري.. فبرغم »زملكاويتي« من نشأتي إلا أنني والحمد لله لم أكن متعصبا في يوم من الأيام كان اعجابي به منذ كنت اذهب لمشاهدة المباريات وأنا شبل ولقرب النادي الاهلي من منزلي كنت اذهب مع أصدقائي لمشاهدة الكابتن صالح بألعابه الفنية الجميلة.. وقيادته الواضحة لفريقه. وعندما قابلت الكابتن صالح لأول مرة وجلست معه وتكلمت بدا لي شخصا آخر غير ما سمعت عنه وتخيلته فتواضعه وأخلاقه وتشجيعه للناشئين أثر جدا في نفسي وزاد من اعجابي به، وجاءت مباراة منتخب الزمالك والأهلي مع نادي توتنهام الانجليزي وتدربنا قبلها سويا لمدة أسبوع وكنت ألعب بجواره وهو والكابتن طه اسماعيل وكانت فرحتي فعلا كبيرة للعب مع كابتن عظيم مثله. 002 جنيه من مشجع قصة أخري تأتي علي لسان الكابتن أشرف أبوالنور حارس مرمي الزمالك السابق والذي لعب ضمن صفوف الزمالك لخمسة مواسم متصلة فقط من عام 9691 إلي عام 5791 فيقول: في مباراة لا أنساها من لقاءات القمة بين الاهلي والزمالك والتي انتهت بالتعادل 1/1 وكان هو النجم الأول فيها الأمر الذي دفع مشجعة أهلاوية إلي منحه مكافأة خاصة 002 جنيه، حيث أوقف زوجها أوتوبيس الفريق في الطريق العام بسيارته ال 0031 الزرقاء ليطلب مقابلتي، ولم يوافق الكابتن نور الدالي علي نزولي من الاتوبيس إلا برفقة زميلي محمد توفيق الملقب بالوحش لحمايتي خوفا من أي اعتداء.. فإذا بالرجل وزوجته يقدمان لي المبلغ، واذكر أن هذه السيدة قالت لي: هذا المبلغ مكافأة مني نظير بطولتك في المباراة. الفناجيلي في الزمالك عندما ارسل نادي الزمالك بخطاب الي النادي الاهلي يطلب فيه السماح لثلاثة من نجومه وهم صالح سليم وطارق سليم ورفعت الفناجيلي للاشتراك مع الزمالك في مباراته الودية أمام ريال مدريد. قام الاهلي بالرد علي طلب الزمالك في اليوم التالي مباشرة، ولكنه طلب من الزمالك بدفع مبلغ 0051 جنيه مقابل هذه المشاركة موضحا في خطابه للزمالك أن المكتب التنفيذي للاهلي كان قد اتخذ قرارا في اليوم السابق لخطاب الزمالك للاهلي يوضح فيها أسعاره الخاصة باشتراك لاعبيه مع الاندية الاخري وطبق هذا القرار أول ما طبق مع الزمالك. صالح وعبده نصحي كانت حديقة الزمالك في مقره القديم محل مسرح البالون حاليا محلا لتجمع عدد كبير من نجوم أندية مصر خاصة نجوم الاهلي والزمالك صداقات ربطت بين صالح سليم وعدد من نجوم الاهلي وكل من محمود بدرالدين وعبدالرحمن فوزي وشريف الفار ويحيي إمام وجلال قريطم وكان أعز أصدقاء صالح من الزمالك هو حنفي بسطان، وقد بدأت علاقتهما منذ أن كان الاثنان تلميذين في مدرسة السعيدية الثانوية.. أما عبده نصحي فكانت له حكايته مع صالح التي بدأت منذ دورة روما الاوليمبية وهناك حاول عبده نصحي اقناع صالح بأكل العكاوي وبقي يحاول اقناعه حتي مات الاثنان دون أن يكف عبده نصحي عن محاولاته ودون أن يوافق صالح ويأكل العكاوي، كما كانت تضم هذه الجلسة أحمد مكاوي وحلمي أبوالمعاطي وحنفي بسطان ومحمد الجندي. مقلب الضظوي من بين المواقف الطريفة التي شهدتها لقاءات الاهلي والزمالك مباراة كان الاهلي يلاعب الزمالك وكان الراحل عبده نصحي ناشئا يراقب الضظوي كظله لدرجة أن الضظوي لم يفعل شيئا في الشوط الأول.. وفي الشوط الثاني وبدهائه المعروف تحدث إلي عبده نصحي مشيرا إلي أن يتقدم للأمام مع فريقه ليحرز هدفا ويصبح مشهورا وقد كان، واندفع عبده نصحي واستغل الثعلب الفرصة واحرز هدفين ليفوز الدهاء والثعلب والاهلي 3/1. حكاية عربية يرتبط اسم المايسترو صالح سليم بحكاية قد تعد من أغرب الحكايات المرتبطة بلقاء القمة بين الاهلي والزمالك فالمايسترو عندما كان لاعبا لم يكن يحب الخسارة أمام الزمالك، رغم حبه واحترامه لنادي الزمالك.. ولعلها من الحوادث أوالحكايات التي لا يمكن نسيانها.. أو هي أغرب حكايات قمة الاهلي والزمالك حتي الآن.. وكانت يوم أصر صالح علي اقتحام غرفة الزمالك أثناء الاستراحة في احدي مباريات الناديين يريد ضرب يكن حسين الذي تمادي في خشونته مع صالح أثناء الشوط الأول ولكنه تراجع عن قراره في اللحظة الأخيرة. فار أهلاوي عرف التاريخ الكروي البيوت الكروية والتي كانت تضم أكثر من لاعب كرة، فهناك عائلة أمام »يحيي إمام وحمادة إمام وحازم إمام« وكلهم بالطبع كانوا يلعبون في الزمالك وهناك عائلة سليم »عبدالوهاب سليم وصالح سليم وطارق سليم« وكلهم كانوا يلعبون في الاهلي، إلا أن عائلة الفار »شريف الفار، وحسين الفار وحسن الفار« فقد كان وضعها شديد الاختلاف، فشريف وحسن كانا يلعبان للزمالك، بينما كان حسين يلعب في الاهلي، وكانوا يقيمون في حي عابدين وكان لقاء القمة بين الاهلي والزمالك يحمل الكثير من المداعبات والقفشات، خاصة أن حسين الفار اشتهر بخفة الدم والقاء النكات وهو أحد نجوم البرنامج الاذاعي الشهير ساعة لقلبك، وكان لقاء الاهلي والزمالك فرصة لكي يتجمع أصدقاء عائلة الفار والذهاب معا لمشاهدة المباريات والجلوس معا وبينهم من يشجع الاهلي ومن يشجع الزمالك، ولم يحدث في مرة من المرات ان تعارك المشجعين، بل أن روح الفكاهة والضحك والقفشات، كانت هي اللغة السائدة خلال مشاهدتهم لقاء القمة معا. زامورا والبطل كان المهندس حسن حلمي زامورا والذي شغل منصب رئيس الزمالك قد تولي رئاسة منتخب كرة القدم الذي شارك في أوليمبياد الشباب الافريقية في تونس خلال سبعينيات القرن الماضي وكان الراحل ثابت البطل في بداية مشواره كحارس مرمي واشركه زامورا في بعض المباريات. وقام المهندس حلمي عند العودة من تونس بالاتصال بالكابتن أمين شعير اداري كرة القدم بالاهلي في ذلك الوقت ليبلغه اعجابه بالبطل راجيا أن تتاح له الفرصة كاملة في مباريات الاهلي مؤكدا أنه - أي البطل - سيكون حارس مرمي عظيم الشأن.. ولم يمض وقت طويل حتي اصبح البطل الحارس الاول لمرمي الاهلي وحارس مرمي المنتخب. بعبع الزمالك كاد الحارس العملاق عادل هيكل حارس الاهلي والمنتخب أن يعتزل لعب الكرة قبل أن يبدأ، وقبل أن يشارك بصفة رسمية مع الفريق بعد أن لقي الفريق الهزيمة أمام الترسانة في موسم 45/5591 بستة أهداف مقابل هدفين إلا أن التيتش نصحه بالاستمرار في الملاعب. وتألق هيكل بصفة خاصة أمام الزمالك حتي أن الجماهير اطلقت عليه لقب بعبع الزمالك خاصة بعد أن فشل الفريق الابيض في تحقيق الفوز علي الاهلي في أي مباراة يشارك فيها الحارس الطائر. شجون الفن عندما غنت الشحرورة صباح أغنيتها الشهيرة أهلاوي ولا زملكاوي في الستينيات وتم تصويرها لتكون أول فيديو كليب، استعرض خلال الفيديو عددا من نجوم الفن وهم يتابعون لقاءات القمة بين الاهلي والزمالك في استاد القاهرة، وكانت الروح الاخوية والزمالك والمحبة هي التي تسيطر علي الفنانين، حيث كانوا يذهبون معا للاستاد لمشاهدة المباراة كل يشجع فريقه بروح رياضية عالية، حيث كان يصادف أن مجموعة العمل التي تشارك في فيلم ما تضم فنانين يشجعون الاهلي أو الزمالك.