اعتزل المدافع جمال عبدالله منذ 42 عاما، وهو في قمة مجده مع ناديه بعدما شعر بأنه لم يأخذ حقه مثل نجوم جيله، رغم أنه كان أحد الركائز الأساسية التي اعتمدت عليها »القلعة البيضاء« والمنتخب المصري مع نهاية فترة السبعينيات وحتي منتصف الثمانينيات، وواصل بعدها مشواره الأكاديمي داخل جدران كلية التربية الرياضية في الهرم وفي نفس الوقت لم يبعد عن معشوقته الساحرة المستديرة، وعمل كمدير فني للكثير من الأندية داخل مصر وخارجها، وعمل كمدرب عام للزمالك تحت قيادة الالماني دروجسلاف. أين جمال عبدالله الآن؟ - أقوم بالتدريس بدرجة أستاذ في كلية التربية الرياضية، ومسئول عن جيل من الشباب الرياضي في مختلف الألعاب، وحاليا لا أتولي تدريب أي فريق كروي بعدما اختلفت مع مسئول ينادي التحدي الليبي بسبب قيد بعض اللاعبين دون موافقتي قبل بداية الموسم الجاري، فاضطررت للاستقالة، ولم أبحث عن ناد آخر لأني أفضل تولي المهمة منذ فترة الاعداد. هل كنت تشعر باختلاف كونك لاعبا وأكاديميا في نفس الوقت؟ - بالتأكيد عندما كنت لاعبا عانيت من مشكلة التوفيق بين دراستي وموعد التدريبات والمباريات، كان علي أن أبذل مزيدا من الجهد والتركيز، حرصي علي الدراسة لم ينبع من رغبة أهلي لكن ايمان داخلي بأهمية الدراسة والدخول في المجال الأكاديمي، وبعد تعييني كمعيد زادت الأعباء، فكان لابد من التوفيق بين مواعيد حضوري للمحاضرات والتدريبات، لكن الآن أشعر بأن مجهودي لم يضع هباء، فأسرتي فخورة بي واعتقد أنني مثل أعلي اللاعبين الذين يريدون الاهتمام بالدراسة وكرة القدم. ما الظروف التي جعلتك تعتزل رغم أنك لم تتعد وقتها ال 72 عاما؟ - شعرت في المباريات الأخيرة بأنني بعد العودة من الإصابة بارهاق شديد، كنت أبذل قصاري جهدي خلال اللقاءات لاستعيد لياقتي القديمة، لكن لم أنل التقدير الكافي الذي يشجعني للاستمرار وبدأت أشعر بالملل من مواصلة لعب كرة القدم، وفي تلك الفترة نصحني الكثير من أصدقائي بالاعتزال والتركيز في المجال الأكاديمي وحصلت علي الدكتوراة، وهذا ما تحقق بالفعل. كيف كانت حياتك المهنية بعد الاعتزال؟ - التحقت بقطاع الناشئين في الزمالك بجانب عملي كمعيد في كلية التربية الرياضية، كما عملت كمدرب مساعد في منتخب الناشئين، وكنت المسئول عن الجيل الذي شارك في كأس العالم للناشئين في مصر عام 7991، لكن خلافات مع اتحاد الكرة جعلتني أترك الفريق قبل البطولة بعامين، ومع بداية عام 5991 توليت منصب مدير قطاع الناشئين في نادي الصيد ووصلت بالفريق الاول لدور الثمانية في كأس مصر خلال موسم (6991 - 7991)، ثم توالي انتقالي للشرقية للدخان ثم جولدي ودمنهور وسكة حديد سوهاج الذي صعدت به للدوري الممتاز عام 0002. متي حصلت علي الدكتوراة في التربية الرياضية؟ - حصلت علي الدكتوراة عام 4991، وكان موضوعها ظاهرة الموت المفاجيء للاعبين داخل الملاعب رغم صغر شبابهم، كانت دراستي مركزة علي تأثير زيادة الحمل التدريبي علي عضلة القلب، ودورها في وقوع تلك الظاهرة المخيفة والتي مازالت منتشرة حتي الوقت الحالي، وحصلت علي درجة الاستاذية عام 6002. كيف تري طفرة الزمالك في الفترة الأخيرة؟ - أمتلك الزمالك ميزة الاستقرار المفقود هذا الموسم بعدما تولي حسام حسن منصب المدير الفني للفريق، حاليا يجد الجهاز الفني الدعم المعنوي من الادارة والجماهير وهذا يساعد بالتأكيد علي تحقيق الانتصارات . ماذا عن حياتك الأسرية؟ - تزوجت عام 0991، ولاشك أن إقدامي علي تلك الخطوة لعب دورا كبيرا في مساعدتي علي تحمل مشقة الجمع بين الدراسة الاكاديمية والعمل كمدرب، ويكفي انني أشعر بسعادة كبيرة كلما رأيت بناتي الاثنتين، الأولي في المرحلة الثانوية والثانية في الاعدادية.