أعلن الجيش العراقي في بيان له أن تنظيم الدولة فجَّر مسجد النوري الكبير ومئذنته الحدباء بالموصل، فيما حمَّل التنظيم المسؤولية للقوات الأميركية. ومساء الأربعاء، قال قائد الحملة العسكرية في الموصل، الفريق عبدالأمير رشيد يار الله، إن تنظيم الدولة فجّر جامع النوري في المدينة القديمة بالجانب الأيمن للموصل بعد معارك عنيفة بين القوات العراقية والتنظيم؛ وهو ما نفته وكالة «أعماق» الناطقة باسم التنظيم، مؤكدة أن قصفًا جويًا دمّر الجامع والمنارة التاريخية. وقال الفريق عبدالأمير في بيان مقتضب: «أثناء تقدّم جهاز مكافحة الإرهاب مسافة 50 مترًا عن جامع النوري أقدمت عصابات داعش الإرهابية على ارتكاب جريمة تاريخية أخرى، وهي تفجير جامع النوري ومئذنته الحدباء التاريخية». التنظيم يتّهم التحالف في المقابل، أصدر تنظيم الدولة بيانًا مقتضبًا نشرته وكالة أعماق الناطقة باسمه قال فيه إن الطيران الأميركي قصف جامع النوري والمنارة الحدباء. ويحمل جامع النوري رمزية كبرى لدى تنظيم الدولة؛ لأن منبره شهد خطبة زعيمه أبي بكر البغدادي الشهيرة التي أعلن فيها «الخلافة الإسلامية» عقب سيطرته على مساحات واسعة من الأراضي في العراقوسوريا بعد يونيو 2014. ضحايا تحت الأنقاض فيما أوردت مصادر عراقية مقتل عشرات المدنيين وجرح آخرين في البلدة القديمة بمناطق رأس الجادة وباب حديد وباب الآغا وباب البيض وشارع الفاروق. وصرح ضابط بالجيش العراقي للصحف أنَّ «هناك عشرات المدنيين تحت الأنقاض بسبب القصف». معارك عنيفة وقال ضابط في قيادة تحركات الجيش بنينوى إن معارك عنيفة تدور في محيط جامع النوري بالموصل القديمة بين القوات العراقية و«تنظيم الدولة»، وتمكنت قوة مشتركة من جهاز مكافحة الإرهاب العراقي والشرطة الاتحادية من إطباق الحصار على ما تبقى من المدينة القديمة تحت سيطرة التنظيم، ولفت إلى تعرض المنطقة إلى قصف جوي ومدفعي عراقي عنيف. وفي وقت سابق من اليوم الأربعاء، أكد قائد الشرطة الاتحادية الفريق رائد شاكر جودت اقتحام المدينة القديمة، التي تمثل آخر معاقل التنظيم في الموصل، موضحًا في بيان أن قواته اقتحمت المنطقة من الجهة الجنوبية وحاصرت تجمعات التنظيم في منطقة السرجخانة. من جهتها، قالت خلية الإعلام الحربي العراقية إن «طيران الجيش العراقي وجّه ضربتين جويتين في الجانب الأيمن للموصل أسفرتا عن تدمير عجلة (عربة) لتنظيم داعش، وقتل ثلاثة من التنظيم كانوا بداخلها في أطراف الموصل القديمة». مسجد النوري يعد «النوري» أكبر مساجد المدينة القديمة، ويحمل هذا الاسم نسبة إلى نور الدين الزنكي، موحّد سوريا وحاكم الموصل لفترة، الذي أمر ببنائه في العام 1172. إلى جانبه، تقع منارة الحدباء المائلة، التي كانت يومًا مئذنة لجامع النوري القديم، وهي ما تبقى منه؛ وتشكّل رمزًا للمدينة، إذ طبعت على العملة الورقية العراقية من فئة عشرة آلاف دينار. وسبق أن حذّر مؤرخون ومهندسون معماريون من أن المعارك العنيفة الدائرة حاليًا في غرب الموصل تهدّد منارة الحدباء وتراث المدينة القديمة.
