يعيش الفلاح الأسيوطي في معاناة شديدة خاصةً بعد رفع أسعار الأسمدة والبذور، فأصبح الفلاح ضحية غلاء الأسعار وجشع التجار ببيعهم الأسمدة بأضعاف الأسعار في السوق السوداء. ويأتي ممارسة أغلب أبناء ريف المحافظة لمهنة الزراعة في ظل انتشار البطالة بشكل كبير، فبات بين اختيار مهنة ليست على هواه تعاني من المشاكل الكثير، وبين البقاء عاطلًا، فكان عليه اختيار أولهما لعلها تُكسبه قوت يومه. وقد التقت"رصد" بعدد من فلاحي أسيوط للإستماع إلى شكواهم وم، فيقول "سيد هارون - مزارع من قرية العتامنه بمركز منفلوط" قائلا: "إن الأسمدة الموجودة بالجمعية الزراعية، تخرج للأقارب والمحاسيب، وإذا اعطاك لم يعطيك حصتك كاملة وبسعر أعلى من السعر الرسمي، وكأننا نشحت منهم وإننا عبيد عندهم والرد الوحيد عندهم، حصتنا صغيرة وده اللى الحكومة بتبعته"، لافتا إلى أنهم يقومون بشراء باقي الكمية التي تحتاجها الأرض بالسوق السودا والتى يصل سعر شيكارة اليوريا فيها إلى أكثر من 170 جنيها. وقال "منصور شاكر - فلاح بمدينة البدارى": "ما يحدث لنا هو إهانة وذل لعموم من أعمدة الدولة فبدون الفلاح لن تنهض الدولة"، لافتا إلى أن الجمعيات الزراعية تحتكر الأسمده والبذور ليصبحوا بذلك فريسة لتجار السوق السوداء ومهندسي الجمعيات الزراعية، فيما اختتم حديثه قائلا: "أكننا معملناش ثورة". فيما يحكي شحاته صالح فلاح بمركز القوصية عن معاناته فيقول: نذهب للجمعية الزراعيه للحصول على حصة الكيماوى نفأجى برد (روحوا البنك مفيش كيماوى) ونذهب الى البنك يرد الموظف برد صادم (مفيش فلوس لازم نستحمل) وبعد لف كعب داير نعود إلى بيوتنا نجر أذيال الخيبة لعدم حصولنا على شيكارة سماد، متسائلا: أين دور الحكومة التى قالت نحن مع الفلاح وسوف نساعده؟.. كلها وعود وهمية.