لم يكن نزلاء سجن أبو زعبل أفضل حالا من أقرانهم المحتجزين بسجن العقرب، والذين يمارس بحقهم أشد وسائل التعذيب والتنكيل، وسط مضايقات لأهاليهم أثناء الزيارات. وفي خطوة تضييق جديدة من قبل إدارة أبوزعبل، نُقل أغلب المعتقلين السياسيين للعنابر الموجودة في بدروم السجن، وُوضع ما يقارب ال35 سجينا داخل زنزانة ضيقة، بداخلها حمام، مغلق بستارة صغيرة لحجب الرؤية أثناء قضاء الحاجة، وممتلئة بكل أنواع الفئران والحشرات. وأكد أهالي المعتقلين ل"رصد" أن ذويهم لا يروون الشمس، ولا يسمح لهم بالتريض إلا مرة خلال ثلاثة أيام وقد تصل لأسبوع، لمدة ساعة أو أقل، وذلك داخل طرقات العنابر، دون النزول للتريض الكامل. وتنتشر الأمراض الجلدية بشكل غير طبيعي داخل أبوزعبل بسبب عدم فتح الزنازين، كما نُقلت حالات كثيرة لعنابر العزل الصحي، ورغم ذلك إدارة السجن ترفض علاج المعتقلين. وأشار الأهالي إلى أن السجن يرفض إخلاء سبيل السجناء الحاصلين على عفو صحي من قبل النائب العام. وفي واقعة تكشف مدى تدني حقوق الإنسان داخل أبوزعبل، وصل الحال لأحد الشباب أنه يلبس بامبرز، لأن إدارة السجن ترفض إسعافه. وتمنع إدارة السجن دخول الأطعمة بكافة أنواعها للمساجين، بزعم أن طعام السجن يكفي، وتقوم بمصادرة تلك الأطعمة. وعلى غرار ما يحدث في سجن العقرب، منعت مصلحة سجون أبوزعبل، دخول الملابس المدنية للمعتقلين، وإجبارهم على ارتداء الملابس الميري. ويواجه أسر المعتقلين معاملة سيئة خلال الزيارات تصل للتعدي اللفظي والبدني والتحرش بحقهم والتفتيش المهين، كما يتعرضن لإبتزاز مالي من قبل أمناء الشرطة المكلفين بتنظيم عملية الزيارة. وبحسب أسر المعتقلين، يتم التفتيش الدوري للعنابر بشكل مستفز، ومن يعترض يتم الإعتداء عليه بالضرب من قبل عساكر الأمن المركزي. ونقل 18 معتقلا منذ يومين، بدون أسباب لعنبر التعذيب، دون أسباب تذكر، وجرى تعليقهم من أرجلهم مع ضربهم وإهانتهم إهانة لفظية وجسدية، وصلت إلى إجبارهم على الجلوس على زجاج مكسور، وتلك إحدى وسائل التعذيب الدائمة داخل أبوزعبل. المهندس هيثم أبوخليل، الناشط الحقوقي والإعلامي، استنكر إستمرار الأوضاع المزرية للسجناء داخل السجون المصرية عامة. واتهم أبوخليل في تصريحات ل"رصد" وزارة الداخلية بمحاولة تصفية السجناء المعارضين داخل السجون. وحمَّل أبوخليل، المستشار عدلى منصور، الرئيس المعين من قبل عبد الفتاح السيسي قائد الانقلاب العسكري، المسؤولية لإصداره قانون فتح سقف مدة الحبس الاحتياطي، والذي سمح بحبس المعتقلين هذه المدد الطويلة.