لم يكد يفرح مثقفي الجنرال بتعيين جابر عصفور وزيرًا للثقافة الرجل ذو الميول العلمانية والذي ظنت طائفة من مثقفي نخبة الانقلاب أنه يحمل مشروعهم التنويري المزعوم. عصفور المعروف بعدائه الشديد للإسلاميين عُين في يونيو 2014، في حكومة الانقلاب الثانية برئاسة محلب بعد أن ترك نفس المنصب في 2011، في آخر حكومات نظام المخلوع حسني مبارك. خرج عصفور في تصريحات مثيرة للجدل حول الهوية في مصر، والحجاب، والمشاهد الإباحية، في الأفلام السينمائية وتجسيد الأنبياء، إذ كان يؤكد أنه مع تمثيل أدوار الأنبياء وأنه لا يرى مانعًا دينيا في ذلك كما أنه يرى أن مُشاهدة "اللوحات العارية" مسألة تتوقف على التربية الفنية، مؤكدا أنها "جمال إنساني"، مُستنكراً أي ضرر في مُشاهدة الأبناء للوحات العارية. كما أن رأيه حول الحجاب أيضا أثار هو الآخر ضجة وجدلًا، حيث صرح أنه عندما كان في جامعة القاهرة، في أوائل السبعينيات لم يكن هناك وجود للحجاب، أو النقاب داخل الجامعة، وكانت المرأة المصرية نموذجا للفكر المتقدم والعقل المنفتح ، وأضاف عصفور أن ذلك كان أمر جيد، وهو ما أثار ضجة ضده من بعض رجال الدين في الأزهر معتبرين أن هذه التصريحات لا تليق بأن تخرج من وزير الثقافة. كذلك اتهم عصفور بالتستر على الفساد داخل أروقة الوزارة من قبل الدكتور سيد خطاب رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة، الذي أقيل عقب اشتباك إعلامي مع عصفور. وفي الأوانة الأخيرة أصبح عصفور مصدر قلق للجنرال نتيجة تصريحاته المستفزة وحراكه داخل الوزارة الذي يشوبه الفساد في وقت تعاني منه حكومة الانقلاب من هجوم حاد من كافة الاتجاهات، ففي موجة امتصاص الغضب الذي تسير بها حكومة الانقلاب هذه الأيام بعد إثبات فشلها في ملفات عدة أقالت بعض من فاحت رائحتهم فكان على رأسهم جابر عصفور وزير الثقافة في العهود البائدة دائمًا.