لم يرحم الانقلاب العسكري أي من معارضيه حتى الأطفال وأصدرت المحكمة أمس أحكامًا بالسجن بين عامين وخمسة أعوام بحق 78 قاصرًا بعد إدانتهم ب"الانتماء إلى منظمة إرهابية"، بسبب مشاركتهم في تظاهرات عام 2013، للمطالبة بعودة الرئيس محمد مرسي إلى السلطة. وقال أهالي الأطفال المعتقلين إن عددًا من الأطفال أصيبوا بحالات إغماء عقب وصولهم إلى سجن المؤسسة العقابية بالمرج، ظهر اليوم الخميس، لدخولهم في إضراب كلي عن الطعام منذ يومين، اعتراضا على ظروف الاحتجاز السيئة والأحكام القاسية الصادرة بحقهم. وأضاف الأهالي: قوات الترحيلات هددتهم بتعرضهم لحفلات تعذيب فور وصولهم إلى السجن لإجبارهم على فك إضرابهم. من جانبها، قالت هيئة الدفاع عن المعتقلين بالإسكندرية: إن محكمة الاستئناف قد حددت 13 ديسمبر، لنظر استئناف الحكم الصادر بحق ال78طفلا. وعلق الدكتور علي القرة داغي، الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، على خبر الحكم بحبس 78 طفلاً في الإسكندرية من عامين إلى 5 أعوام بتهمة الانتماء لجماعة محظورة بأن فرعون مصر كان يخشى الأطفال كذلك!. وشبه داغي، خلال تغريدة له عبر حسابه ب"تويتر"، الوضع في مصر بأيام حكم فرعون موسى، بعد صدور قرار محكمة بحبس 78 طفلاً في الإسكندرية من عامين إلى 5 أعوام بتهمة الانتماء لجماعة محظورة. وقالت منظمة الأممالمتحدة للطفولة (يونيسيف) إنها تتحقق من حكم صدر أمس الأربعاء عن محكمة جنح الطفل المصرية تقضي بحبس 78 طفلا تقل أعمارهم عن 16 عاما، مشيرة إلى أنها ستصدر بيانا يوضح موقفها في وقت لاحق. من جهته أوضح محامي الأطفال أحمد الغمري، في تصريح لوكالة الأناضول، أن الأطفال المحكوم عليهم مقسمون على 25 قضية مختلفة، جميعهم أدينوا بالتظاهر، وحيازة أسلحة ومفرقعات، والانتماء لجماعة الإخوان المسلمين، التي تعتبرها السلطات جماعة "إرهابية". وأشار إلى أن الأطفال -وجميعهم محبوسون- ألقي القبض عليهم في الفترة من يناير الماضي، إلى مايو من نفس العام. وقد أعلن الأطفال المعتقلون الانضمام لحركة "إكسر كلبش" المهتمة بشؤون المعتقلين بالسجون المصرية. وقال الأطفال في بيان صدر عنهم مساء أمس الأربعاء: "إن ما أقدموا عليهم كان ردا على الأحكام الجائرة التي حكم بها على 76 طفل ، مع ورود أنباء بالترحيل الفوري لمفرمة العقابية، هذا بالإضافة لتطور الانتهاكات في المؤسسة العقابية". وبين الأطفال في بيانهم أن الانتهاكات بحقهم وصلت إلى ضرب أي طفل يعلن انضمامه للإضراب، ومنع اقتراب أي طفلين سياسيين من بعضهما أو الحديث سويا، وتخفيض وقت المذاكرة الذي كان مقررا إلى النصف. وأضاف البيان أن من صور الانتهاكات "تفتيش الكتب والمذكرات باستمرار وقراءة كل كلمة مكتوبة حتى على هامش الكتب، عدا عن تراجعهم عن وعدهم بالتوقف عن انتهاك حقوقنا ومعاملتنا بآدمية تتناسب مع أعمارنا". وأكد الأطفال المعتقلون في نهاية بيانهم على استمرارهم في إضرابهم وتصعيدهم حتى إخلاء سبيلهم. وتعتقل مديرية أمن الإسكندرية 165 طفلا في سجن كوم الدكة منذ أكثر من ثمانية أشهر، وتتهمهم بالمشاركة في مظاهرات مناهضة للجيش والشرطة، والانتماء ل"جماعة إرهابية"، وتكدير الأمن والسلم العام. وتقدمت منظمة الكرامة لحقوق الإنسان ومقرها جنيف بشكوى إلى المقرر الأممي الخاص المعني بمسألة التعذيب للتحقيق بشأن تعرض 52 طفلا تتراوح أعمارهم بين 15 و 18 عاما للتعذيب والاعتداءات الجنسية بسجن كوم الدكة بالإسكندرية. وذكرت المنظمة في شكواها أن شهادات القاصرين تشير إلى أنهم تعرضوا للضرب وإطلاق الكلاب عليهم والتعذيب بالحرق بالسجائر والصعق بالكهرباء والاعتداء الجنسي، متهمة السلطات المصرية بالتخلي الكامل عن التزاماتها الحقوقية الدولية. وقال الباحث بمركز الكرامة لحقوق الإنسان، أحمد مفرح، إن المنظمة رصدت تعرض 52 قاصرا تتراوح أعمارهم بين 15 و18 عاما للتعذيب والاعتداءات الجنسية بسجن كوم الدكة. وحسب مفرح فإن بعض هؤلاء الأطفال تعرضوا للتعذيب بالصعق بالكهرباء والحرق بالسجائر حتى في المناطق الحساسة.
