أشارت بحوث اقتصادية إلي أن الاتحاد الأوروبي قد يوفر ما يصل إلى 80 مليار دولار من تكلفة واردات الطاقة إذا ظلت أسعار النفط منخفضة، وهو ما يخفف بعض العبء عن الأسر والشركات فى منطقة شهدت ضعفا على مدى السنوات الخمس الماضية. وأظهرت البحوث التي أجرتها "رويترز" أن تكلفة واردات الاتحاد الأوروبي من النفط والغاز الطبيعي والفحم الحراري بلغت نحو 500 مليار دولار في 2013 ذهب 75% منها لشراء النفط. وأشارت البحوث إلي أن هذه التكلفة قد تتراجع في العام الحالي بنحو 25 مليار دولار إلى حوالي 485 مليار دولار، وإذا انخفض متوسط أسعار النفط عن 90 دولارا للبرميل في العام المقبل فإن إجمالي فاتورة الواردات قد تتراجع إلى 425 مليار دولار بما يقل أكثر من 80 مليار دولار عن تكلفة واردات الاتحاد الأوروبي في 2013. وهوت أسعار النفط أكثر من 25% منذ الصيف إلى ما دون 85 دولارا للبرميل وهو أدنى مستوى لها منذ يونيو 2010. وتقول بحوث "رويترز" أن تراجع أسعار الطاقة يعكس آفاقا قاتمة للاقتصاد العالمي لكنه قد يخفف من حدة أى تباطؤ جديد، ويمثل النفط أهم وقود فى العالم لكن الفحم هو الأهم فى مجال توليد الكهرباء، ونزل سعر الفحم إلى النصف تقريبا منذ عام 2011. ومقابل المكاسب التي سيحققها الاقتصاد الأوروبي فان اقتصاد دول الخليج العربي قد تصل للمليارات وهو ما دعا الملياردير السعودي الأمير الوليد بن طلال التحذير من أن موجة الهبوط الأخيرة في أسعار النفط العالمية يجب أن تثير قلق المملكة أكبر مصدر للنفط في العالم مشيرا لتأثيراتها السلبية على إيرادات الدولة. وقالت "رويترز" إن مسئولين سعوديين أطلعوا متعاملين في أسواق النفط في نيويورك على سياسة المملكة الأسبوع الماضي وأوضحوا أن السعودية مستعدة لتقبل فترة من انخفاض الأسعار – ربما حتى 80 دولارا للبرميل – من أجل الحفاظ على حصتها في السوق. وكرر الأمير الوليد تحذيراته السابقة من أن المملكة تحتاج لتقليص اعتمادها على النفط الخام وتنويع مصادر إيراداتها. وقال في الرسالة التي نشرت على حسابه بموقع تويتر إن ميزانية المملكة لعامي 2014 و2015 قد تتكبد خسائر تقدر قيمتها بمليارات الريالات. كما شهدت مؤشرات الأسهم الخليجية أمس تراجعات حادة وبنسب متفاوتة، ووفقا لصحيفة "الرياض"، تزامنت هذه الخسائر مع ما شهدته الأسواق الدولية من تراجعات متفاوتة خلال الأسبوع الماضي، متأثرة بخفض صندوق النقد الدولي توقعاته للنمو الاقتصادي العالمي للمرة الثالثة منذ بداية العام، كما سجلت أسعار النفط أدنى مستوياتها في 4 سنوات. كما قالت الكويت والتي تتنافس في خفض أسعار نفطها مع السعودية أكبر منتجي النفط بأوبك أن خسائرها من تراجع أسعار النفط خلال12يوما وصلت إلي 1.4مليار دولار. وكان خبير النفط الكويتي محمد الشطي قال في تصريحات صحفيه سابقة أنه يستبعد تأثر أسعار البترول بانخفاض ميزانية دول الخليج العربي، موضحا أن تلك الميزانيات تم افتراضها على سعر 75 دولار للبرميل للسنة المالية. ودعا الخبير النفطي دول الخليج إلى تنويع مصادر اقتصادها بشكل فوري، مشيرا إلى أن هناك بعض الدول التي بدأت فعليا في ذلك ولكنها مازالت في بداية الطريق.
