يعيش صيادي ومزارعي قري ومراكز محافظة سوهاج ، أزمة حقيقية في فصل الصيف بسبب الانتشار السرطاني لورد النيل الذي يعيق عملية الري بالمحافظة، وعلي الرغم من اختراق نهر النيل بعض قري ومراكز سوهاج إلا أن الفلاحين يجدون صعوبة شديدة في الحصول علي المياه لري الأرض الزراعية، وذلك بسبب انتشار نبات ورد النيل بكثافة، ما يعيق حركة الري ويكلف الفلاح مبالغ مالية طائلة ومشقة من أجل ري أرضه. وقد تعددت استغاثات المواطنين للقضاء علي النبات الذي يعيق عملية التنقل والصيد من النهر في ظل غياب تام لإدارة حماية النيل والري ومجلس المدينة . وطالب الصيادون والمزارعون بسوهاج المسئولين بالمحافظة بالتدخل وحل المشكلة، كما طالبوا وزارة الري بالتدخل لإنقاذ النهر من انتشار هذا النبات الذي يستهلك يوميًا كميات كبيرة من المياه، ويعيق قدرتهم علي الانتقال إلى الضفاف الأخرى لنهر النيل، وتسبب في توقف الصيد في العديد من المناطق وتشريد العديد من الصيادين بقرى ومراكز المحافظة حيث تحول العديد من الصيادين من أصحاب الصيد إلى مهنة الزراعة والعمل كعمال يومية في الأراضي الزراعية. يقول أحد الصيادين أن المشكلة التي أصبحت تعوقهم وتهددهم في مصدر رزقهم هي انتشار نبات ورد النيل وحشائشه علي ضفاف النيل بكثافة كبيرة ، وغير عادية خاصة وأنه من النباتات التي تنمو بشكل سريع مما أصبح يعوق حركة الصيد في مناطق متفرقة من نهر النيل، لصعوبة حركة مراكب الصيد من ناحية. ويشير إلى أنه يؤثر علي جودة المياه ويؤدي لانخفاض نسبة الأكسجين في الأماكن التي ينمو بها مما يتسبب في ظهور أنواع كثيرة من البكتيريا التي تسبب أمراضا للبيئة السمكية، كما أشار إلي أن انتشار ورد النيل يمنع ضوء الشمس من الوصول إلي مساحات مائية كبيرة مما يتسبب في نفوق كميات كبيرة من الأسماك وهو ما يؤدي إلي خسائر فادحة للصيادين والذين يضطر بعضهم إلي استخدام نباتات ورد النيل بعد وضعه علي ألواح خشبية طويلة ويتم وضع كميات من الدواجن والحيوانات النافقة لتكون طعما لجذب الأسماك. وبالرغم من أن هذه الطريقة رغم أنها تساعد في تسهيل صيد الأسماك إلا أنها تؤدي لتلوث المياه وانتشار الأمراض والأوبئة في المنطقة التي يتم فيها استخدام هذه الطريقة. وقال أيضا أن انتشار نباتات ورد النيل بكثافة عالية علي جانبي فرع النيل برشيد والذي يعتبر شريانًا رئيسيًا للاعتماد عليه في ري وتغذية الأراضي الزراعية بالإضافة إلي انتشار النباتات بشكل كثيف في معظم فروعه لري الأراضي الزراعية يؤدي إلي حدوث فاقد كبير من مياه الري خاصة وان النباتات وحشائش ورد النيل تمتص جزءا كبيرا من المياه المخصصة لري الأراضي الزراعية وهو ما يؤدي لفقدان جزء كبير من المياه والتي لاتصل في معظم الأحوال إلي نهايات الترع والمصارف. وأضاف أن الصيادين تركوا مهنة الصيد وامتهنوا مهنًا أخري كالبناء والعمل في النجارة أو عمال يومية أخرى، ويجب علي الدولة أن تنظر بعين العطف للصيادين والفلاحين ودعمهم ماديًا عن طريق إعطائهم السلف لشراء المراكب ومعدات وأدوات الصيد حتى ينعم المواطنون بالأسماك البحرية وباقي خيرات النيل، مشيرًا إلي إن ورد النيل يساهم بشكل كبير في تلوث مياه الشرب وإصابة المواطنين بالفشل الكلوي، مؤكدًا أن المسئولين بعيدين تمام البعد المشاكل والمعوقات التي يواجهها الصيادون والمزارعون.
