انتهت صباح اليوم الجمعة، في الساعة الثامنة بالتوقيت المحلي، التهدئة المؤقتة لوقف إطلاق النار بين الفصائل الفلسطينية والكيان الصهيوني في قطاع غزة، دون الإعلان عن أي تمديد. وعلى مدار أسبوع تقريباً، لم تنجح المفاوضات غير المباشرة التي رعتها القاهرة بين ممثلين عن وفدين فلسطيني وصهيوني في التوصل إلى اتفاق يقضي بتمديد هدنة ال72 ساعة اقترحتها مصر الاثنين الماضي، ودخلت حيز التنفيذ في ال5 بتوقيت جرنتش الثلاثاء. وفيما أبدي الكيان الصهيوني خلال هذه الساعات الماضية موافقته على تمديد هذه الهدنة، رفضت حركة حماس ذلك، وهدد جناحها العسكري كتائب عز الدين القسام، بأنه سيستأنف المعركة في الساعة 8 من صباح اليوم الجمعة في حال لم تستجب إسرائيل لشروط المقاومة الفلسطينية المرتبطة بالتهدئة، لاسيما رفع الحصار، ووقف العدوان، وإنشاء ميناء بحري ومطار بغزة. وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي إطلاق اكثر من 13 صواريخ من قطاع غزة على الأراضي المحتلة، خلال نصف ساعة،صباح اليوم الجمعة، وذلك بعد انتهاء مهلة وقف إطلاق النار في القطاع. ولم يحدد الجيش الإسرائيلي في تغريدة له على حسابه في موقع التواصل الاجتماعي (تويتر) أماكن سقوط الصواريخ . غير أن الموقع الإلكتروني لصحيفة "يديعوت أحرونوت" أشار إلى تفجر صاروخ خارج منطقة أشكول، جنوبي إسرائيل، دون وقوع إصابات. وقبل ذلك، قال أفيخاي أدرعي ، المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي للإعلام العربي، في تغريدة له على ( تويتر) "القبة الحديدية المضادة للصواريخ اعترضت صباح اليوم، صاروخاً فوق عسقلان، جنوبي البلاد". توقع عدد من الخبراء في الشأن الفلسطيني انهيار التهدئة المؤقتة بين الفصائل الفلسطينية، والاحتلال في ظل رفض إسرائيل لعدد من المطالب الفلسطينية في المفاوضات الجارية بوساطة مصرية، وعلى رأسها رفع الحصار عن القطاع، وتهديد المقاومة باستئناف عملياتها صباح الجمعة إذا لم تتلق ردًا برفع الحصار. وقال مسؤول في كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، إن الكتائب ستستأنف عملياتها العسكرية ضد الكيان الصهيوني مع انتهاء الهدنة السارية في الثامنة من صباح الجمعة، ما لم يتم التوصل إلى اتفاق يضمن رفع الحصار عن قطاع غزة. وأضاف المصدر، أنه إذا لم تعط اليوم الخميس موافقة على رفع الحصار بشكل نهائي، وموافقة مبدئية على تشغيل ميناء غزة، فلن يكون هناك تمديد للتهدئة. ورهن القيادي أي تمديد للهدنة بالاستجابة لمطالب المقاومة والشعب الفلسطيني، بما في ذلك الموافقة على مطلب تشغيل الميناء البحري والمطار بغزة. وأمر رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتانياهو ووزير الدفاع موشيه يعالون الجيش بأن "يرد بقوة" على إطلاق الصواريخ من غزة. وأشار جيش الاحتلال الصهيوني إلى أن صاروخا من هذه الصواريخ انفجر في أراضي القطاع قبل وصوله إلى ارص الاحتلال. وكانت صوفا بيلينا نائبة عمدة عسقلان قد قالت في وقت سابق إن منظومة "القبة الحديدية" اعترضت صاروخا أطلق باتجاه عسقلان من قطاع غزة بعد انتهاء موعد الهدنة بدقائق. كما كان الجيش الإسرائيلي أعلن في وقت سابق أن صاروخين أطلقا صباح الجمعة قبل انتهاء الهدنة بثلاث ساعات باتجاه بلدات إسرائيلية على الحدود مع قطاع غزة وهو ما نفته حماس. من جهتها أعلنت جماعة "سرايا القدس"، وهي الجناح المسلح "للجهاد الإسلامي"، عن إطلاقها 3 صواريخ "غراد". يذكر أن استئناف القصف من جهة قطاع غزة أدى إلى تأجيل الرحلات في مطار بن غوريون الدولي. وأفادت تقارير إعلامية بأن آلاف الفلسطينيين سارعوا بالفرار من منازلهم في شرق مدينة غزة بعد انتهاء الهدنة. ومن جانبه، قال المختص بالشأن الإسرائيلي سامي العجرمي: "نحن على بعد ساعات من تفجر الوضع في القطاع وعودة القصف الإسرائيلي، لأن المفاوضات في القاهرة وصلت لطريق مسدود". وأضاف في تصريحات نقلها موقع مصر العربية: "سيستأنف على الأرجح جيش الاحتلال غاراته من خلال سياسة اغتيالات بحق رموز المقاومة وضربات جوية ستكون على شاكلة بداية العدوان، ولن يكون هناك هجوم بري". وتابع: "الوضع صعب للغاية الجولة القادمة من القتال ستكون صعبة جدًا والاتفاق بوقف إطلاق النار لن ينضج حتى الآن، لأننا أمام حكومة يمينية متطرفة".
