أصبحنا نسابق الريح فنعقد اجتماعات للدوائر لتبليغها بالأعمال ، ثم يعقد كل أمين دائرة اجتماعا بالشياخات كل دائرة مقسمة إلى عدد من الشياخات ، وكل محافظة مقسمة إلى عدد من الدوائر ، فيتم توصيل الأعمال أسبوعيا ، مع الاتصالات التلفونية اليومية ، مع رفع مطالب كل شياخة لأمين الدائرة ، وبالتالى يرفعها إلى أمين المحافظة ، والحقيقة أن العمل كان متعبا أحيانا وممتعا أحيانا أخرى ، فمثلا عملنا أسواقا خيرية للتخفيف عن كواهل الناس بسبب الغلاء ، فكان هذا ممتعًا وأن تساهم فى تخفيف الأعباء على الناس ، وفى نفس الوقت تجد نفسك مرهقا بتلقى الشكاوى من كل المواطنين على اعتبار انك الحزب الذى يراد منه أن يفعل كل شئ وفى الحقيقة ليس فى يدك أى سلطة بعد . ولقد عمل معى مجموعة من أمناء الشياخات كانوا على أعلى مستوى من الإخلاص والتفانى فى العمل ويعتمد عليهم منهم المتحمس ومنهم الهادئ ومنهم الغنى ومنهم المتواضع ولكنهم كانوا كلهم يدا واحدة فى العمل والتعاون واذكر منهم : أحمد عارف ( أمين شياخة وينجت والظاهرية )، محمد أيوب ( أمين شياخة بولكلى )، مهندس مصطفى عبد اللطيف ( أمين شياخة سان استيفانو وجليم )، عبد الله عماد ( أبوموسى ) ( أمين شياخة باكوس )، عبد الرحمن يس ( أمين شياخة الحجر) ، عبد الله رمضان ( أمين شياخة أبو سليمان )، محمود مرسى ( أمين شياخة سكينة ونائب أمين الدائرة )، محمد شعبان ( أمين شياخة القلعة) ، حسن الدسوقى ( أمين شياخة السيوف )، محمد بيومى ( أمين شياخة أبيس 2 )، د حسن مختار ( أمين شياخة أبيس )، ممدوح ( أمين شياخة الرابعة الناصرية )، محمود ( أمين شياخة خورشيد القبلية ) ، الشيخ غنيم عبد العال ( أمين شياخة القصعى ). كل هؤلاء كانوا فى العمل على قدم وساق وخصوصا عندما تم الإعلان عن ميعاد الانتخابات التشريعية لمجلس الشعب فى نوفمبر 2011 ولنا معها قصصا طويلة . ناهيك عن عدد كبير من العاملين فى اللجان النوعية داخل الدائرة بالإضافة إلى مسئول العضوية بالدائرة ، حسام حلمى ، أمين الصندوق د .أحمد صبرى ، ولا أنسى والده صبرى والذى كان يشغل منصبا مرموقا فى الجهاز المركزى للمحاسبات ، ورغم إحالته على المعاش قبل ذلك الوقت ولكن كان عنده همة ونشاط كبيرين فى إرشادنا إلى العملية التنظيمية المحاسبية للحزب ، فقد أسند إلى فى أول إنشاء الحزب أمانة الصندوق ولكنى وجدت أن الأمر شاق فى الجمع بين أمانة الصندوق وأمانة دائرة الرمل فتقدمت باقتراح أثناء اجتماع أمناء الدوائر بأن لا يتم الجمع بين أكثر من منصب داخل الحزب ، رغم أن اللائحة فى الفترة الانتقالية تسمح بذلك وكنت أول من طبقت ذلك بأن اعتذرت عن أمانة الصندوق ، فوافق الأمناء على ذلك ولكن على الاختيار بدون إجبار احد وكان من ضمن الأعضاء طلعت مرزوق يجمع بين امانة دائرة شرق ورئاسة اللجنة القانونية ، نادر بكار يجمع بين امانة سيدى جابر ورئاسة اللجنة الثقافية ، وتم ترشيح إيهاب عبد الجليل بعد مقابلته د عماد ليكون أمينا للصندوق على مستوى الجمهورية ، وعلى إبراهيم ليكون أمينا للصندوق على مستوى محافظة الإسكندرية . تم تحديد ميعاد الانتخابات ، وتم الإعلان عن ميعاد الانتخابات لمجلسى الشعب والشورى وأن الانتخابات الخاصة بمجلس الشعب ستجرى فى نوفمبر 2011 على مراحل ثلاث ، حيث قاموا بتقسيم المحافظات على مستوى الجمهورية إلى ثلاث مراحل ليسهل السيطرة عليها ويمكن تغطيتها أمنيا من الشرطة والجيش معا ، فالمطلوب منا فى ذلك الوقت أن يتم إعداد ملفات للمرشحين الذين سنرشحهم فى الانتخابات المقبلة سواء للشعب أو للشورى وأعلنّا ذلك فى دوائرنا ، وكان د.عماد قد أصدر قرارا بأن من يريد تقديم ملفه ليفحص للترشح يتبرع للحزب بمبلغ 2000 ج وذلك لما نعلمه كلنا من أن الحزب ضعيف الموارد وليس له أى دخل سوى اشتراكات الأعضاء ، وكنت مؤيدا لهذا القرار ، ورغم تلقينا تبرعات فعلية من كل من يريد أن يقدم ملفه فإذا بأوامر تأتى أن يتم رد هذه المبالغ ولا أعرف من الذى أصدر هذا القرار ولكنى أبلغت به من أ .أسامة رشاد مدير مكتب د عماد فى ذلك الوقت لاعتراضات من بعض المرشحين . وتم تجميع الملفات لمن يريد الترشح لانتخابات المجلسين وعمل ترتيب لهم بل تم توزيع بعض المعايير من قبل أمين الإسكندرية د بسام الزرقا لاختيار هؤلاء المرشحين مثل أن يكون ذو سمعة طيبة ، واتجاهه الفكرى سلفى ، ليس لديه مشاكل أسرية أو مالية ، لدية مقدرة مالية جيدة ، يحسن الكلام والحديث وإلقاء الكلمات فى المؤتمرات ونحوه ويكون صاحب كاريزما و ذو شكل عام مناسب ، فتم بقدر الإمكان محاولة توفير اكبر عدد ممكن ممن تتوافر فيهم هذه المعايير، والحقيقة أننا وجدنا صعوبة شديدة فى توفير كفاءات عالية ، وذلك لعزوف كثير من الأخوة والأعضاء عن الترشح ، إما زهدا فى الأمر وإما هربا من تحمل مسئولية جسيمة ، وفى كلا الأمرين لم يكن لنا سابق تجربة فى هذا المجال ، فلم يتقدم ويسعى لنا أناس معروفون إلا النذر اليسير ذوى الأطماع ، والذين لا يصلحون كواجهة لأول حزب سلفى ، بل لقد سعى إلينا بعض ممن لهم تعاملات سابقة مع امن الدولة فاستبعدوا من البداية .