طلب الرئيس الفنزويلي بالوكالة نيكولاس مادورو مساء الجمعة في خطاب امام الجمعية الوطنية اثر ادائه اليمين الدستورية من المجلس الوطني للانتخابات الدعوة “فورا” الى انتخابات رئاسية مبكرة، وذلك في احتفال قاطعته المعارضة فور انتهاء جنازه مهيبة للرئيس الراحل هوغو تشافيز. وقال مادورو “لقد طلبت رسميا من رئيسة المجلس الوطني للانتخابات الدعوة فورا الى الانتخابات الرئاسية” التي ينص الدستور على وجوب اجرائها في غضون 30 يوما من شغور مقعد الرئاسة الذي شغر الثلاثاء بوفاة الرئيس هوغو تشافير. واضاف بحسب فرانس برس انه “في اليوم الذي سيدعوننا فيه سنكون جاهزين للذهاب الى الانتخابات، نحن واثقون من انفسنا، واثقون من الديموقراطية الفنزويلية”. وادلى مادورو بخطابه هذا بعد ان ادى اليمين الدستورية امام الجمعية الوطنية كرئيس مؤقت للبلاد الى حين اجراء انتخابات رئاسية مبكرة لانتخاب خلف للرئيس الراحل هوغو تشافيز الذي كان اختار مادورو لخلافته. وارتدى مادورو الوشاح الرئاسي، واعلن بصوت متهدج “اعتذر عن هذه الدموع ولكن الرئاسة هي حق لقائدنا”. وهتف اعضاء المجلس “يا تشافيز، نقسم لك بان نعطي صوتنا لمادورو”. وفور ادائه اليمين اتخذ مادورو اول قراراته بان عين نائبا له هو وزير العلوم خورخي اريازا صهر تشافيز. واعلن مصدر لم يكشف عن هويته في المجلس الانتخابي الفنزويلي ان الانتخابات الرئاسية المقبلة في البلاد ستنظم “على الارجح” الاحد في 14 نيسان/ابريل. وقال هذا المصدر في المجلس الانتخابي الوطني ان “الموعد الاكثر ترجيحا هو 14 نيسان/ابريل” لاجراء الانتخابات الرئاسية بعد وفاة الرئيس هوغو تشافيز الثلاثاء. وسيجتمع اعضاء المجلس السبت بهدف “تحديد موعد الانتخاب والجدول الزمني الانتخابي”، بحسب المصدر نفسه. بالمقابل قاطعت المعارضة البرلمانية جلسة اداء قسم اليمين معتبرة تولي مادورو هذا المنصب عوضا عن رئيس الجمعية الوطنية “تزويرا للدستور”. ويمهد اداء مادورو لليمين الطريق لحملة انتخابية مريرة بعد خمسة اشهر من تغلب تشافيز على منافسه انريكي كابريلس الذي كان اقوى من المتوقع، والذي من المرجح ان يتنافس مع مادورو. وقال كابريلس “نيكولاس، لم ينتخبك احد رئيسا. الناس لم يصوتوا لك”. وتقول المعارضة ان الدستور ينص على ان يتولى رئيس البرلمان الرئاسة المؤقتة للبلاد. وكان اكثر من 30 من رؤساء الدول القوا النظرة الاخيرة على جثمان تشافيز الجمعة الذي سجي في تابوت غطي بعلم بلاده في الاكاديمية العسكرية، ما ينهي حكما استمر 14 عاما. ووجه مادورو تحية ولاء “تتجاوز الموت” الى “الرئيس القائد”، متعهدا مواصلة “المعركة من اجل الفقراء والتربية وعالم اكثر عدالة”، وذلك في خطاب مؤثر استمر نصف ساعة في ختام التشييع. وهتف مادورو “النضال مستمر، يحيا تشافيز، يحيا تشافيز، دائما حتى النصر ايها القائد”، وذلك على وقع تصفيق القادة الاجانب الذين احاطوا بنعش تشافيز في صالون الشرف بالاكاديمية العسكرية في كاراكاس. وفي بداية مراسم التشييع عزفت اوركسترا سيمون بوليفار السيمفوني النشيد الجمهوري الفنزويلي. ووضع نعش تشافيز المغطى بعلم فنزويلا الاصفر والاحمر والازرق المرصع بالنجوم، في وسط قاعة الشرف في الاكاديمية العسكرية التي اكتظت بكبار الشخصيات والمسؤولين العسكريين بكامل زيهم ونياشينهم. ووضع مادورو على نعش تشافيز نموذجا للسيف الذهبي لمحرر اميركا الجنوبية سيمون بوليفار، المثال الاعلى التاريخي للرئيس الراحل الذي استلهم منه “الثورة البوليفارية”. وعلى الاثر دعي رؤساء الدول والحكومات الى توديع الجثمان في مجموعات صغيرة متتالية. وخارج الاكاديمية، حيث كانت المراسم تجري مع قداس ديني، كانت حشود غفيرة من “التشافيزيين” الذين يرتدون قمصانا حمراء تنتظر خلف حواجز معدنية او من العسكريين، للتمكن من القاء التحية الاخيرة على تشافيز. ومنذ الاربعاء القى نحو مليوني شخص نظرة الوداع على تشافيز الذي سيتم تحنيطه “مثل لينين” على ان يبقى مسجى سبعة ايام اضافية. وقد امضى بعض الفنزويليين الليلة في الساحة المجاورة للاكاديمية العسكرية.