قالت حركة طالبان الافغانية انها توصلت الى اتفاق مبدئي على فتح مكتب اتصال سياسي لها في قطر وطلبت الافراج عن السجناء المحتجزين في السجن العسكري الامريكي بخليج جوانتانامو في كوبا. ويرى مسؤولون غربيون وأفغان أن فتح مكتب لطالبان مهم للمضي قدما بالمحاولات السرية لانهاء الحرب الافغانية التي اندلعت قبل عشر سنوات من خلال التفاوض. ورحب مسؤول كبير في فريق مفاوضي الحكومة الافغانية بالخطوة واعتبرها ” بادرة حسن نية” من قبل جماعة كانت تضع في السابق شروطا صعبة لاحراء أي محادثات مثل سحب جميع القوات الاجنبية من أفغانستان. وقال ذبيح الله مجاهد وهو متحدث باسم الحركة في بيان أرسل بالبريد الالكتروني “نحن مستعدون الان.. لفتح مكتب سياسي في الخارج حتى يكون هناك تفاهم مع المجتمع الدولي وتوصلنا في هذا الصدد الى تفاهم مبدئي مع قطر والمواقع المعنية.” وطالبت الحكومة الافغانية بمكتب في السعودية أو قطر لكنها قالت في أواخر ديسمبر كانون الاول ان كابول ستقبل بفتح مكتب اتصال لطالبان في قطر اذا احتفظ مسؤولوها بالسيطرة على عملية التفاوض. وقال مسؤول في المجلس الاعلى للسلام في أفغانستان انه يرحب بقرار طالبان فتح مكتب سياسي في قطر. وقال أرسالا رحماني وهو مفاوض كبير في المجلس الاعلى فى تصريحات نقلتها عنه وكالة أنباء رويترز، أنه “من المهم أن تتفاوض طالبان مع المجتمع الدولي لاسيما الولاياتالمتحدة ونرحب بقرارهم فتح مكتب سياسي. ومن شأن فتح المكتب في قطر أن يساعد أيضا على معالجة المخاوف الافغانية بشأن نفوذ الحكومة الباكستانية على طالبان. ولكن مسؤولين بالحكومة الافغانية عبروا عن مخاوفهم من أن يستغل أي مكتب لطالبان في الخارج كقاعدة لبناء نفوذ سياسي للجماعة وليس كعنوان للتعرف على هوية أي شخص يزعم أنه يمثل الجماعة المتشددة. وعبروا كذلك عن قلقهم من تهميشهم في عملية لا يسيطرون عليها. وامتنع كرزاي عن التعليق على الفور على البيان ولكنه قد يكون قلقا من تأكيد البيان على الاتصال مع المجتمع الدولي فقط وعدم وجود أي اشارة الى الحكومة الافغانية الحالية. وأصر كل من فريق الرئيس الافغاني والمسؤولين الامريكيين الذين يعملون في المفاوضات مرارا على أن المفاوضات ستكون “بقيادة أفغانية” ولكن بيان طالبان يصور حربها على أنها معركة مع الاجانب فقط. وقال مجاهد مستخدما عبارة “الامارة الاسلامية” التي تستخدمها حركة طالبان في الاشارة الى نفسها “الطرفان الرئيسيان المشاركان في المحادثات هما امارة أفغانستان الاسلامية من ناحية والولاياتالمتحدة وحلفاؤها الاجانب من ناحية أخرى.” ونفى بيان طالبان أيضا تقارير عن المحادثات ظهرت في “الصحافة الغربية” وقال انها غير صحيحة وقال ان الهدف من المكتب هو تحسين العلاقات فيما يشير الى أن أي تقدم اخر قد يكون بطيئا.