ذكرت مجلة “فورن بوليسي”الامريكية في نسختها الصادرة اليوم الخميس أنه إذا ما لم تتوخ إسرائيل الحذر في تحركاتها في قطاع غزة،فسيؤدي ذلك في نهاية المطاف إلى تقوية شوكة حماس بدلا من إضعافها بل وقد يعزز من نفوذ المنظمات الفلسطينية الجهادية الناشئة ذات الأجندات الأكثر تشددا. وأوضحت المجلة-في تحليل إخباري أوردته على موقعها على شبكة الأنترنت أن اغتيال أحمد الجعبري،قائد كتائب القسام وأحد أبرز قادة الحركة، يعد بالفعل ضربة موجعة للجناح العسكري للحركة الفلسطينية التي فقدت أحد قادتها الاشداء وقد تكون هذه الضربة هى بداية لاعادة تهيئة قطاع غزة وضمان فوز إسرائيل بمعركة على الارض ولكنها قد تمنى بهزيمة في الحرب بشكل عام ضد حركة حماس. ورأت المجلة الامريكية أن شعب إسرائيل لن يحظ باستقرار وأمن من خلال الحروب اتي لا نهاية لها و التي تخوضها بلاده ضد قطاع عريض من الجماعات الفلسطينية دائمة النشوء والتطور،مشيرة إلى أن عملية الرصاص المصبوب أو الحرب الاسرائيلية على قطاع غزة عام 2008 فشلت في تسوية قضايا أمن إسرائيل ولم تضعف من قبضة حماس المحكمة على القطاع بل على العكس،عرضت إسرائيل لوابل من الانتقادات الدولية نظرا لاستهدافها المدنيين وارتكاب جرائم حرب كما يزعم البعض وافراطها في استخدام القوة. وأردفت تقول أن سوء التقدير والحسابات الخاطئة من جانب جميع الاطراف المعنية ستعيد لنا جولة جديدة من الفوضى من شإنها أن تزيد الامور سوءا وخطورة. ولفتت المجلة إلى أنه ربما يكون صعب التكهن بسير مجريات هذا الصراع خلال الايام القليلة المقبلة ولكن ما بات جليا هو أن اندلاع موجة العنف كان نتيجة “دوامة من الاحداث” التي تعيد صياغة بنيةالقوى داخل حركة حماس وعلاقاتها مع القوى الاقليمية بما في ذلك إسرائيل والسلطة الفلسطينية في الضفة الغربية. وأشارت المجلة إلى أنه خلال فترة عملية “الرصاص المصبوب” الاسرائيلية على قطاع غزة عام 2008،امتنع قادة حركة حماس في القطاع عن شن هجمات ضد إسرائيل وحاولوا منع الجماعات المسلحة هى الاخرى ولكن هذه السياسيات شهدت تحولا على مدار العام الجاري ويعزى ذلك بدرجة كبيرة إلى التحولات الداخلية داخل بنية الحركةعلى حد قول المجلة . وأبرزت مجلة”فورن بوليسي” الأمريكية أن الديناميكية الداخلية لحركة حماس لطالما ارتكزت على قادة الحركة في المكتب السياسي،والذي يكون مقره في الاغلب في دول عربية مجاورة، ثورية عن نظرائهم في غزة. وأضافت:لقد كان قادة الحركة في المنفى هم من حافظوا على علاقات وثيقة مع الأنظمة الراديكالية المتشددة في كل من إيران وسوريا فيما أبدت حكومة حماس مزيد من التحفظ لإن ما ستخسره من جراء أي عدوان إسرائيلي يفوق نظرائها في المنفى. وواصلت المجلة قولها:أن هذه الحسابات قد تبدلت خلال الاشهر القليلة الماضية نظرا لان تحالفات حماس الخارجية خضعت لتحول دراماتيكي وجناحها الداخلي أقدم على محاولات جريئة لضمان قوتها..مشيرة إلى أن علاقة حماس مع دمشق انهارت كليا حينما أفصحت الحركة عن معارضتها لنظام الرئيس السوري بشار الاسد ومن ثم كان على المكتب السياسي للحركة داخل دمشق أن يشرع في نقل مقره خارج سوريا وربما خلق توترات في علاقاتها مع إيران التي يبدو ان دعمها لحماس من حيث التمويل والمواد صار أقل عن ذي قبل. مما دفع قادة حماس في غزة-كما قالت المجلة-بالترويج إلى أن المكتب السياسي للحركة ليس الممثل الإساسي لقيادة الحركة وإنه لا يعدو كونه جناحا دبلوماسيا هدفه الرئيسى هو توفير المساعدات والدعم من الحكومات الاجنبية وأن الحكومة في غزة هى من تتولى دفة القيادة كونها هى من يخوض القتال والمعارك ضد إسرائيل. في السياق ذاته ، أشارت المجلة إلى أن هذه الاحداث المتفاقمة في غزة تتزامن أيضا مع قرب موعد إجراء الانتخابات العامة في إسرائيل كما هو مقرر شهر يناير المقبل ،حيث تعرضت حكومة رئيس الوزراء الاسرائيلي إلى ضغط هائل للرد على إطلاق الصواريخ المتواصل من القطاع ومن ثم فاغتيال الجعبري بعث برسالة هى الاقوى حتى الان في هذا الشأن.كما إنها تتزامن أيضا-كما نوهت فورن بوليسي-مع مساعي الرئيس الفلسطيني محمود عباس لنيل عضوية غير كاملة لبلاده لدى الاممالمتحدة والنجاح الذي حالفه في تلك المساعي كما يبدو حتى الان. وخلصت المجلة-في ختام تحليلها الاخباري-إلى أنه يتعين على إسرائيل أن تحذر من أن أي ضربة مالية أو دبلوماسية أو سياسية للسلطة الفلسطينية المتعثرة أصلا والتي يعتمد عليها معظم الفلسطينيين في الضفة الغربية أو حتى في غزة لن يسفر سوى عن تعزيز نفوذ حركة حماس.