المباراة الأولى تترك الانطباع الأول.. و عودة المنتخب بعد 7 سنوات إلى كأس الأمم الإفريقية تستحق انطباعا جيدا، وهذا ما نأمله.. وعلى الرغم من غياب المتعة في أداء الفريق، إلا أنه حقق أهدافه على مستوى تصفيات الأمم الإفريقية فتأهل، وكأس العالم فتصدر. وإذا كنا نحتاج اليوم إلى إعادة تعريف المهارات والمواهب. هل هي السيطرة فقط على الكرة والمراوغة أم السرعات واللياقة والتحركات، فإننا فى أشد الحاجة إلى تعريف «المتعة فى الأداء».. فمتى يكون الأداء جميلا بالدفاع. الإجابة: يكون الأداء جميلا فى حالات الدفاع حين يكون الهجوم المضاد سريعا و محسوبا ومنظما ومتكررة وينتج فى سياق جمل تكتيكية عدة ومتنوعة؟ وأظن أن الكثير من نقاد الطرق الدفاعية يبهرهم تكتيك أتلتيكو مدريد، وإيطاليا، وحتى ليستر سيتي قبل أن يغرق هذا الموسم فى دوامات الاحتفال بالإنجاز فى الموسم الماضى. إذن نحن نطالب المنتخب بأداء أحسن حين يمتلك الكرة. فلا غبار على التنظيم الدفاعي للفريق خاصة أن كوبر يفرض واجبات دفاعية على الفريق كله، من أول صلاح ومحسن حتى تريزيجيه ورمضان صبحى، فلا يوجد في كرة القدم الجديدة بصفة عامة ما يسمى بلاعب مهاجم فقط أو مدافع فقط.. ويقول هنري كاسبرجاك مدرب تونس المخضرم أن المدير الفنى يختار اللاعبين الذين ينفذون فلسفته. وهذا صحيح. كوبر مثلا اختار اللاعب الذي ينفذ ما يريده هو وليس ما أراده مدربه منه في ناديه. طريقة لعب المنتخب معروفة. وهي 4/2/3/1.. ورأس الحربة مروان محسن لن يكون قائما وساكنا في منطقة الجزاء، ولكنه يخرج منها كل فترة يخلى المساحة للقادمين من الخلف. عبدالله السعيد، صلاح، تريزيجيه، النني.. وتتعدد الخيارات أمام كوبر. فهل يلعب المحمدي ظهير أيمن فتحى كلاعب وسط؟ وهل يدفع بكريم حافظ على حساب عبدالشافى؟ وهل يلعب بطارق حامد مدافعا كاملا مع تكليف النني بواجبات هجومية؟ ومتى يدفع برمضان صبحي وكهربا؟. تلك خيارات مطروحة في التشكيل والتغييرات، لكن الخيار الأول هو الانضباط التكتيكي الدفاعي، دون إخلال بهذا التنظيم. ودعكم من قائمة المحترفين فى كل الفرق، فالمهم أين يحترف اللاعب. ومدى التزام الفريق بالأداء الجماعي، وتضييق المساحات والمسافات، وعدم ترك مساحة لأى لاعب منافس للجري بالكرة أو بدون الكرة، فمن ركائز فلسفة كوبر أنه يصنع زحاما فى نصف ملعبه يحرم الفريق المنافس من أهم أسلحته وهى السرعة والقوة، وهذا في الفرق الإفريقية.. وخصوصا غانا التى تلعب بجيل شاب يمتلك مهارات الكرة الجديدة ويحب أن يلعب بها ويستمتع بها. منتخب مالى يمتلك كرة أرضية وجيدة. ومديره الفنى صاحب خبرات طويلة فى القارة، وهو الفرنسي آلان جيريس.. ومن أبرز نجوم الفريق سامبو يتبارى (فيردر بريمن). باكاري ساكو (كريستال بالاس) أداما تراورى (موناكو). يوسف كونية (ليل). مولا واجي (أودينيزي).. واختصارا سيواجه المنتخب الوطنى أربعة كوليبالي، وثلاثة تراورى، و«آخرين»…!