أعلنت وزارة الصحة والسكان، الأربعاء، عن قيام البرنامج القومى لمكافحة الدرن بوضع استراتيجية للقضاء على المرض بحلول عام 2030 تتماشى أهدافها مع أهداف التنمية المستدامة من رؤية مصر 2030 . وتهدف الاستراتيجية إلى ارتفاع معدل اكتشاف حالات الدرن إلى 90% من الحالات المتوقع اكتشافها وارتفاع معدل اكتشاف الحالات المقاوم للأدوية إلى أكثر من 80% بحلول عام 2020 ونجاح علاج يصل الى اكثر من 70% من الحالات المتوقع اكتشافها والذى ينتج عنه انخفاض معدل حدوث الحالات الى اقل من 10 حالات لكل 100.000 من السكان. وأوضح الدكتور أحمد محي، رئيس قطاع الطب العلاجى، في بيان صادر عن الوزارة اليوم، أنه تم توفير أحدث أجهزة التشخيص عالميا ب 19 مستشفى للامراض الصدرية، بالإضافة الى توفير العلاج اللازم لتلك الحالات من ادوية الصفين الأول والثانى, كما يتم تقديم الدعم للمرضى طبيا واجتماعيا ونفسيا، مشيرًا إلى قيام البرنامج القومى لمكافحة الدرن باتخاذ خطوات إيجابية فى هذا المجال مما جعل منه نموذجا يحتذى به بين دول المنطقة. وأكد محي، أنه فى مجال الدرن المقاوم للأدوية كان لوزارة الصحة السبق فى إنشاء أول قسم لهذا المجال بمستشفى صدر العباسية منذ عام 2006، حيث تم افتتاح قسمين اخرين بمستشفيات صدر المعمورة بالاسكندرية والمنصورة بالدقهلية ووصل عدد الحالات التى تم علاجها الى 685 حالة حيث يتم إعطاء المرضى ادوية الصف الثانى وهو ما توفرها الوزارة مجانا للمرضى الى جانب تقديم الرعاية الطبية طوال فترة العلاج والتى تستمر حتى عامين. وأضاف رئيس قطاع الطب العلاجى أن الشق الوقائى يتمثل فى رفع الوعى الصحى للمرضى والمواطنين بضرورة الكشف المبكر بوحدات الامراض الصدرية عند وجود اعراض للمرض كما يوصى دائما بفحص المخالطين واعطاء العلاج الوقائى لمن يثبت اصابته بالعدوى خاصة الاطفال دون سن الخامسة الى جانب حملات الكشف المبكر للمرض التى تتم فى المناطق عالية الخطورة وخاصة السجون. ومن جانبه أوضح الدكتور خالد مجاهد المتحدث الرسمى لوزارة الصحة والسكان أن الدرن هو أحد الأمراض المزمنة والقديمة جدا والذى يرجع اكتشافه إلى عصر الفراعنة حيث وجدت آثاره فى إحدى المومياوات الفرعونية والتى يرجع تاريخها الى عام 2400 قبل الميلاد، وتم الاعلان عن اكتشاف المرض عام 1882 عن طريق أحد العلماء الألمان وبعدها تم اكتشاف الادوية بدءًا من منتصف القرن الماضى وبدء بعدها عصر المعالجة الكيميائية التى توصى بها منظمة الصحة العالمية. وأشار الى أنه طبقا لاحدث تقارير منظمة الصحة العالمية فإنه يصاب بالمرض 10.4 مليون مريض سنويا منها 1.2 مليون مريض مصاب بالعدوى المشتركة مع فيروس نقص المناعة المكتسبة (الإيدز) على مستوى العالم من هذا العدد يبلغ عدد المصابين بين الرجال 5.9 مليون مريض و 3.5 مليون بين النساء و عدد مليون مريض بين الاطفال كما يتوفى 1.4 مليون بسبب هذا المرض. وكشف " مجاهد " عن نتيجة استطاع البرنامج القومى لمكافحة الدرن فى مصر لتحقيق الاهداف الانمائية للالفية فى مجال مكافحة الدرن طبقا لاحدث تقرير لمنظمة الصحة العالمية فى اكتوبر من العام الحالى والذى أسفر عن أن معدل حدوث الدرن انخفض من 34 مريض لكل 100 الف من السكان لعام 1990 الى 15 مريض لكل 100 الف من عدد السكان عام 2015 ، كما ان معدل الوفيات من المرض انخفض من 4 حالات لكل 100 الف من السكان لعام 1990 الى 0.24 مريض لكل 100 الف من عدد السكان عام 2014 ، لافتا الى قيام وزارة الصحة والسكان بدعم مرضى الصدر جميعا ومن بينها مرضى الدرن ، حيث تقدم خدماتها الطبية بشقيها الوقائى والعلاجى لتقديم الخدمات التشخيصية والعلاجية من خلال 34 مستشفى و 123 مستوصف للامراض الصدرية منتشرة فى جميع انحاء الجمهورية. وأضاف أن نتيجة احصائيات منظمة الصحة العالمية لأعداد مرضى الدرن فى مصر تقدر 13 ألف حالة سنويا تم اكتشاف 8155 مريض منهم عام 2015 بنسبة 63% نتيجة للاجراءات التى قام بها البرنامج بالتوسع فى التعاون مع مقدمى الخدمة مثل الجامعات المصرية وحملات الكشف المبكر فى السجون والعشوائيات. كما توضح استراتيجية "الدوتس" التي توصى بها منظمة الصحة العالمية وجميع المنظمات العالمية و التي يتم تطبيقها من خلال هذه الوحدات في المناطق التي تكون فيها حالات الدرن ، من بلوغ معدلات شفاء تناهز 80%، وهي معدلات عالية بدرجة كافية للحدّ بشكل كبير من عبء الدرن والعمل، في الوقت ذاته، على الحيلولة دون انتشار ظاهرة الدرن المقاوم للأدوية.