أكد السفير بدر عبد العاطي سفير مصر لدى ألمانيا ، أن زيارة وزير الخارجية سامح شكري والتي اختتمها قبل يومين إلى برلين ذات أهمية كبرى إذ أنها تبنى على النجاح الذي تحقق خلال زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى برلين في يونيو الماضى خاصة على المستوى السياسي والاقتصادي والأمنى والعسكري. وقال السفير بدر عبد العاطي – في تصريح خاص لوكالة أنباء الشرق الأوسط – إن هناك الآن تنوعا في العلاقات بين مصر وألمانيا .. مشيرًا الى أنه ولأول مرة يلتقي رئيس مصري مع المستشارة الألمانية أربع مرات خلال عام واحد (2015). واوضح أن العلاقات تزداد عمقا على المستوى السياسي والاقتصادي بخلاف البعدين الامني والعسكري.. لافتًا إلى أن توقيت زيارة الوزير هام للغاية حيث يعقب انتخاب مصر فى عضوية مجلس الأمن الدولي. وشدد السفير على وجود تقدير ألماني عال لمصر باعتبارها ركيزة الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط وأن زيارة شكري ترسخ أن مصر هي لاعب رئيسي ليس فقط في المنطقة بل على المستوى الدولي أيضا.. مذكرا بأن زيارة الوزير شكري الى برلين أعقبت ايضا انعقاد الجلسات الاولى من مجلس النواب المصرى وهناك تقدير ألماني أيضا بأن مصر استكملت خارطة الطريق واصبح لديها برلمان منتخب. وأوضح أن الزيارة تؤكد على أن مصر بالنسبة لالمانيا هى شريك رئيسي فيما يتعلق بمعالجة قضية اللاجئين من جذورها وبالتالى فان الطرح المصرى واضح وهو ضرورة معالجة المشكلة من جذورها ، وهناك الازمة السورية والليبية، ومصر تؤكد انها الطرف الفاعل الذي يحقق الاستقرار والحل السياسى.. بالاضافة الى ان هناك قضية الارهاب. وقال عبد العاطي، إن من أبرز النقاط التى تحققت خلال لقاءات الوزير سامح شكرى مع رؤساء الشركات الالمانية تتمثل فى اهمية البناء على قصص النجاح للشركات المستثمرة فى مصر. واضاف ان دعم مصر اقتصاديا له شقان الاول يتعلق بالمصالح المشتركة لأن الجانب الألمانى يستفيد من الفرص المتاحة فى مصر خاصة فى المشروعات الكبرى ومن بينها مشروع محور تنمية قناة السويس والعاصمة الجديدة وشرق التفريعة، والشق الاخر يتمثل فى الشق الاستراتيجى اذ أن الجانب الألماني أدرك بعد أزمة تدفق اللاجئين أنه لابد من التوجه والاستثمار في المنطقة ومن بينها مصر التي تمثل ركيزة الاستقرار وبالتالي هناك مصلحة ألمانية في الاستثمار بمصر وخلق فرص عمل لتوظيف الشباب. وقال السفير المصري، أن هناك تفاؤلا ألمانيا بالنسبة للمستقبل في مصر والدليل على ذلك هو ضخ أموال اضافية في السوق المصرية وزيادة الاستثمارات وخاصة في محور تنمية قناة السويس حيث أن هناك ستة موانىء وستة أنفاق بخلاف المركز اللوجستي العالمي والمزارع السمكية .. مشيرا الى أن سلطة موانىء هامبورج مهتمة ايضا للغاية بالتعاون مع مصر اذ أن حركة الموانىء مرتبطة بقناة السويس والجانب الألماني مهتم بأخذ مساحات في محور تنمية قناة السويس للتخزين والتغليف واعادة التصدير بها. وأشار عبد العاطي الى أن هناك تفاؤلا ألمانيا بأن مصر تعود من جديد والشركات الالمانية .. موضحا أن هناك عقودا قدرها 12 مليار يورو تم توقيعها خلال العام الماضى 2015 فقط مع مصر وهى مصلحة مشتركة لأن الجانب المصري يستفيد من التكنولوجيا الالمانية ونقلها وتوطينها في مصر من خلال اقامة المصانع بخلاف تدريب الكوادر عليها. وأعلن السفير المصرى أن مصر على وشك التوقيع على عقد شراء مائة جرار لعربات القطار ويتضمن العقد أيضا تدريب وتأهيل الكوادر البشرية. وذكر أن الوزير شكري التقى خلال الزيارة مع رؤساء الشركات الألمانية الكبرى سواء تلك التى لها استثمارات بالفعل فى مصر أو تلك التى ترغب فى اقامة استثمارات..بالإضافة إلى أهم بنكين فى العالم "دويتش بنك" و"كوميرس بنك" بالاضافة الى اتحاد الصناعات واتحاد الغرف التجارية الالمانية .. وان الرسالة الاساسية هى تاكيد الرسالة التى نقلها الرئيس عبد الفتاح السيسى خلال زيارته الى برلين فى شهر يونيو الماضى والتى أكد من خلالها على أن الاقتصاد المصرى عاد الى مساره الطبيعى وان مصر مفتوحة للاعمال والاستثمار. واوضح ان الرسالة هى أيضا التأكيد على أن الحكومة المضرية ملتزمة بتوفير كل الحوافز والمناخ الموات للاستثمار والضمانات اللازمة ومزايا قانون الاستثمار الموحد.. مشيرا الى أن وزير الخارجية سامح شكرى اكد خلال اللقاء مع اصحاب الشركات الالمانية على مسالة ضرورة خلق حوالي 800 ألف فرضة عمل سنويا وهو ما يمكن تحقيقه من خلال زيادة الاستثمارات الأجنبية وتحديدا الألمانية. وقال إنه على الرغم من أن العلاقات السياسية بين القاهرةوبرلين متميزة والتجارية حيث وصل الميزان التجاري الى حوالي 5ر4 مليار يورو وهناك طفرة في الصادرات الا أن هناك خطوات متأخرة فيما يتعلق بالاستثمارات الألمانية في مصر التي لاتزال تحتل المركز العشرين. وأشار الى أن الوزير أطلع الشركات الألمانية على الخطوات التي اتخذتها الحكومة المصرية لتدفق الاستثمارات الألمانية وقصص النجاح للعديد من الشركات الالمانية التي تعمل في مصر. ومن بينها شركة "سيمنز" الالمانية..لافتا الى أن هناك ما يقرب من 650 مهندسا من مصر سيتم تدريبهم فى مراكز شركة "سيمنز" فى كل من المانيا والدنمارك فى اطار العقد الذى تم توقيعه مؤخرا مع مصر.