تقرير : أحمد فراج إنه فى الساعات الاولى من صباح يوم 15 / 3 / 2014 ، فارق 6 جنود الحياة فى عملية إرهابية خسيسة من قبل مسحلين ، أطلقوا وابل من الرصاص علي وحدة للشرطة العسكرية بمسطرد بالقليوبية عقب انتهاء الجنود من أداء صلاة الفجر . وعلى أثره نقل الجنود إلى مستشفى القوات المسلحة بالقليوبية ، حيث كان الإرهابين أطلقوا وابل من الرصاص وتركوا أمامها عبوة ناسفة وفروا هاربين ، وجاء خبراء المفرقعات وقاموا بتفكيكها والثانية أيضاً ، وتم العثور على الثالثة وأثناء تفكيكها قام خبراء المفرقعات بتفجيرها بالمنطقة . وكان هناك عمال فى مصنع طوب بالمصادفة شاهدوا ما حدث فى العمل الخسيس ، فرووا تفاصيل الجريمة لفريق المباحث والجهات السيادية ، وتمكن رجال الأمن خلال 4 أيام من تحديد أماكن وهوية المتهمين مؤكدين على أنهم تابعين لتشكيل أنصار بيت المقدس الارهابى ، حيث أن التنظيم أعلن فى نفس اليوم مسئوليته عن الحادث . معرفة المتهمين : وبعد تحديد هويتهم ومقر إقامتهم ، داهمت قوات الأمن المتمثلة فى الشرطة والجيش قرية عرب شركس بالقناطر الخيرية بمحافظة القليوبية ، فى مارس العام الماضى ، لاستهداف المجموعة الإرهابية التى استهدفت الوحدة العسكرية ، أسفرت الحملة عن مقتل 6 من أعضاء التنظيم ، وضبط 7 آخرين بعد 6 ساعات متواصلة من إطلاق الرصاص بين قوات الأمن وأعضاء التنظيم الإرهابى ، تحولت القرية خلالها إلى ساحة حرب ، وألقى الإرهابيون القنابل على قوات الشرطة والجيش ، وسقوط أول شهداء من قوات الجيش العميد ماجد أحمد إبراهيم .
كما أصيب نقيب من العمليات الخاصة ومجند ، وفى الثانية عشرة من ظهر نفس اليوم استشهد العقيد ماجد أحمد كامل ضابط جيش متخصص فى تفكيك العبوات الناسفة ، وأصيبت ربة منزل من أهالى المنطقة. اهالى عرب شركس يحتفلون: ونظم بعدها أهالى قرية عرب شركس مسيرة مؤيدة للجيش والشرطة ابتهاجاً بالقبض على المتهمين ، وقال عمدة القرية أنه قبل الأحداث التى شهدتها القرية كان يقوم دائمًا بالتنبيه على جميع الأهالى أن يبلغوه عن أى شخص غريب يريد أن يستأجر أى منزل أو مخزن ، فمنهم من كان يستجيب لتلك التعليمات ، ويقومون بإخباره فور تعاقدهم مع شخص غريب ، ويرسلون له صورة من بطاقته الشخصية ، وقسيمة الزواج حال إذا كان الشخص متزوجًا ومعه زوجته ، بالإضافة لصورة عقد الإيجار حتى يرسلها للشرطة لعمل التحريات ، مؤكدًا دعمه وجميع شباب وأهالى القرية للقوات المسلحة والشرطة فى تصديهم للإرهاب. بداية ونهاية المحاكمة : وعلى مدار ست جلسات بالمحكمة العسكرية ، بدأت في مايو وانتهت في أغسطس الماضي 2014 ، قررت المحكمة ، إحالة أوراق المتهمين إلى فضيلة مفتي الجمهورية لاستطلاع رأيه الشرعي في حكم إعدامهم ، وأبدى المفتي رأيه بالموافقة في 21 أكتوبر 2014 ،و قضت المحكمة العسكرية يوم الثلاثاء 10 اكتوبر 2014 ، بإعدام 7 متهمين ، والسجن المؤبد لاثنين ، في القضية المعروفة إعلاميًا، باسم قضية «عرب شركس» ليسدل الستار عن أول حكم قضائي يصدر بحق جماعة مسلحة إرهابية في مصر بعد 30 يونيو 2013 ، حيث أن عدد المضبوطين 9 أشخاص . الإتهامات الموجهة: والمحكمة أسندت للمتهمين تهماً بإستهداف حافلة تقل جنوداً للجيش في منطقة الأميرية بالقاهرة "13 مارس 2014 " ، وقتل 6 جنود في كمين للشرطة العسكرية في منطقة مسطرد "15 مارس 2014″ ، وحمل السلاح ضد قوات الأمن وقت مداهمة البؤرة الإرهابية وقتل ضابطى الجيش الذين سقطوا خلال عملية المداهمة في عرب شركس "19 مارس 2014″ ، وأفادت بعض المصادر الأمنية إلى أن بعض أعضاء التنظيم شاركوا فى اغتيال اللواء محمد سعيد ، وحادث السطو المسلح بمكتب البريد بالمطرية ، وارتكاب حوالى 40 حادثاً إرهابياً أخرى. مضبوطات الحملة : وما تم ضبطه بحوزة المتهمين وقت المداهمة بمخزن المتفجرات بعرب شركس : 4 بنادق آلية ، وطبنجة عيار 9 مم ، وكمية كبيرة من الذخائر ، و4 أحزمة ناسفة ، و5 عبوات معدة للتفجير ، و5 براميل كبيرة الحجم بداخلها مادة C4 شديدة الانفجار ، و2 برميل يحتويان على مادة tnt، و10 براميل لمادة نترات الأمونيا ، و2 أسطوانية كبيرة الحجم بداخلهما مادة tnt موصلة بمفجر ، ومجموعة كبيرة من الماسكات ، وتليفونات محمولة مجهزة بدوائر تفجير. بيان أنصار بيت المقدس : والجدير بالذكر أن جماعة أنصار بيت المقدس أعلنت فى بيان له بعد 3 أيام من القبض على الخلية الإرهابية وضبط الجناة ، يعلن فيه إرتباطه بالخلية وينعى القتلى الستة ، الذين لقوا مصرعهم أثناء المواجهة مع الأمن . ومن بين مؤيد ومعارض لحكم الإعدام ، اختلفت تعليقات المتابعين للقضية ، فعلق الشيخ محمد العريفى عبر صفحته على الفيس بوك : "أعدم أمس شنقاً فى مصر .. الأبن الغالى عبد الرحمن سيد أحد المحكوم عليهم بالإعدام " متجاهلاً أن ينعى مصر فى شهدائها الذين تفقدهم كل يوم من أعمال الإرهاب الإجرامية الخسيسة . بينما علقت السيدة راندا مصطفى ، زوجة العميد ماجد أحمد كمال "فرحانة جدًا وحق ماجد رجع ، بس الحياة الحلوة انتهت وربنا ينتقم منهم ، وقضائنا عادل جدًا" ، مضيفة أن زوجها كان يتقى الله جدًا ، وكان إنسانًا مثاليًا ومخلصًا فى عمله. مضيفة "أولادى فخورين بوالدهم جداً " وعلق الأعلامى أحمد موسى على الحكم بأنه "تطبيقاً لشرع الله" ، وعلى النقيض علق المرشح السابق لرئاسة الجمهورية حمدين صباحى "يخطئ من يعتقد أن الإعدام هو الحل " . وعلى صعيد أداء الجماعة المحظور نشاطها داخل مصر ، نظمت طالبات جامعة الأزهر المؤيدين للجماعة فعالية مفاجئة داخل مبنى كلية طب أسنان ، اعتراضاً على حكم القضاء ، وحرض محمود فتحى رئيس حزب الفضيلة المتحالف مع الإخوان على استخدام القوة قائلاً عبر صفحته الشخصية على الفيس بوك "يا سادة نحن فى حرب أهلية طاحنة ، ينبغى أن نخرج منها .. وبالقوة". وأشار المنتقدين للإعدام إلى أن المحكوم عليهم بالإعدام تم ضبطتهم قبل وقت المداهمة لعرب شركس ، وهم ليسوا المتهمين الحقيقيين فى القضية ، ولكن الداخلية نفت ماتم ترويجه من مثل هذه الإشاعات ، مؤكدة على أن ماتم ضبطهم هو المقبوض عليهم أثناء المداهمة . ملابس ملطخة بالدماء : وكان قد نشر النشطاء صوراً على مواقع التواصل الإجتماعى لملابس المتهمين الصادر بحقهم قرار الإعدام ، وعليها أُثار دماء ، مشيرين إلى أنهم أعدموا رمياً بالرصاص وليس شنقاً . وعلق حسين عشماوى أحد المكلفين بتنفيذ أحكام الإعدام الصادرة عن محاكم الجنايات ، بأن الدماء التي ظهرت على ملابس المتهمين بعد إعدامهم ، من الوارد أنها نتيجة أخطاء مهنية عادية ممكن أن تحدث ، بسبب عدم إحكام الحبل على رقبة المتهمين أثناء تنفيذ الحكم ، أو عدم وضع عازل قوي بين الرقبة وجسم المتهم ، مما يؤدي إلى وجود "ذبح" بالرقبة ، وإصابتها بجروح عميقة ، موضحًا أنه لكل حالة "حبل" عُنق مناسب لوزنه ، لأنه يتم فصل عنقه عن العمود الفقري من الداخل . أسماء المتهمين : وإليكم أسماء المتهمين الذين تم إصدار الحكم عليهم "هانى مصطفى أمين عامر" ، "محمد بكرى محمد هارون" ، "محمد على عفيفى " ، "عبدالرحمن سيد رزق " ، " إسلام سيد أحمد إبراهيم " ، "خالد فرج محمد " ويذكر عن المتهم "عبدالرحمن سيد " أنه منتمى لتيار الجهاد السلفى ، وسافر لسوريا بعد الثورة للقتال ضد بشار ، وعاد بعد عزل مرسي ، مُتشدد فكريًا ، وإعترف بذلك فى التحقيقات . والجدير بالذكر أن تنفيذ حكم الإعدام ضد خلية إرهاب عرب شركس هى الأولى من بعد ثورة 30 يونيو ضد الأرهاب الذى تشهده مصر حالياً